الزيباري يبحث في موسكو تطبيع العلاقات
علاوي : نبني مع سوريا شبكة مصالح مشتركة

أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان زيارته الحالية الى دمشق تستهدف بناء شبكة علاقات تقوم على المصالح التي تخدم شعبي البلدين في وقت يبدا وزير خارجيته هوشيار الزيباري غدا زيارة لموسكو تستغرق يومين.

ودعا علاوي الذي وصل الى دمشق وبدأ مباحثات مع رئيس الوزراء السوري ناجي عطري اليوم الى "مرحلة جديدة اخوية صادقة من التعاون والتنسيق" بين بلاده وسوريا. وقال للصحافيين "علينا ان نبدأ مرحلة جديدة اخوية صادقة من التعاون والتنسيق والتكامل بعد ان انتهى النظام الدكتاتوري في العراق وانتقلت السيادة الى الشعب العراقي".

كما اكد على "بناء صرح من العلاقات المتينة التي تقوم على شبكة المصالح والتي تتكامل في بنيانها لخدمة الشعبين" السوري والعراقي. ووصل علاوي الى دمشق قادما من القاهرة في اطار جولته الاولى منذ توليه منصبه في اواخر الشهر الماضي على رأس الحكومة العراقية.

واوضح رئيس الوزراء العراقي من جهته انه سيناقش مع المسؤولين السوريين "امورا كثيرة ومهمة اقتصادية وامنية". وشكر في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية سوريا "لاحتضانها العراق والعراقيين ايام الشدة عندما كنا نناضل ضد النظام الدكتاتوري في العراق، وكان لسوريا دور متميز في استقبال المعارضين العراقيين. واعرب علاوي عن ثقته بالتوصل من خلال الزيارة "الى نتائج كاملة وايجابية".

واعرب العطري عن ثقته بأن "هذه الزيارة ستشكل قوة دفع لعلاقات التعاون الاخوي بين سوريا والعراق في المجالات والميادين الاقتصادية والتجارية والتنموية والسياسية".

وقال "نحن متفائلون بنتائج هذه الزيارة من خلال الرؤية والتطلعات المشتركة والامال والطموحات التي تربط بين بلدينا وشعبينا".

وبعد مباحثاته الحالية اليوم مع نظيره السوري فانه سيلتقي الرئيس بشار الاسد ونائب الرئيس عبد الحليم خدام غدا السبت ويغادر صباح الاحد.

وابلغت مصادر عراقية "ايلاف" ان علاوي يحمل معه إلى رسالة سلام وتعاون وطمأنة مفادها "أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه لضرب سوريا أو تنفيذ أي عمليات عسكرية أمريكية ضدها" موضحة" إن بغداد لا تريد من سوريا سوى إفساح المجال لعقد اتفاق بين البلدين وحل جميع الإشكالات القائمة بعد سقوط نظام صدام".

وتاتي زيارة علاوي في وقت اتخذت السلطات السورية إجراءات أمنية مشددة في جميع المناطق خاصة التي سيمر فيها موكب رئيس الوزراء العراقي وكذلك في المناطق والأحياء التي يقطنها معارضون عراقيون للحكم العراقي الحالي . وكانت العلاقات الدبلوماسية السورية العراقية قطعت في العام بعد اندلاع الحرب العراقية ضد ايران التي وقفت سوريا معها خلال سنواتها الثمان 1980. وفي اذار (مارس) عام 2001 فتح العراق قسمًا لرعاية المصالح في دمشق أتبعها في ايار (مايو( من العام نفسه بتمثيل سوري بالمستوى نفسه في بغداد.

وبينما ذكرت وذكرت وكالة الانباء السورية "سانا" ان علاوي سيجري محادثات مع المسؤولين السوريين بهدف "تنمية العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة" فان مصادر عراقية اشارت الى ان مسالة ضبط الحدود المشتركة بين البلدين ستتقدم مباحثات علاوي مع المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الاسد حيث تتهم بغداد مسلحين معادين لها بالتسلل عبر الحدود لتنفيذ عمليات تخريبية في العراق وفي هذا الاطار اشارت الى ان علاوي سيقدم ملفا متكاملا للسوريين حول هذا الموضوع وبالمقابل سيثير السوريون خشيتهم وقلقهم من التقارير التي ذكرت عن وجود اسرائيلي في شمال العراق وقيام خبراء عسكريين اسرائيليين بتدريب قوات كوماندوز اكراد .

وعلى صعيد اخر يبدا وزير الخارجية العراقي هوشيار الزيباري غدا زيارة الى موسكو تستغرق يومين لبحث العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والمالية والاقتصادية .

واشارت مصادر عراقية الى ان المباحثات التي ستجري أثناء الزيارة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والعراقي هوشيار الزيباري ستتركز على طرق تطبيع الوضع في العراق وآفاق مسيرة العملية السياسية هناك ومسائل تطوير العلاقات الثنائية وخاصة الاقتصادية منها والمشاريع التي تنفذها شركات روسية في العراق وخاصة في المجال النفطي والتي توقف عدد منها وتعثر الاخر نتيجة الوضع الامني المتدهور في العراق والتهديدات التي يطلقها المسلحون ضد الشركات العربية والدولية العاملة في العراق والتي يتعرض العاملون فيها لعمليات اختطاف ادت الى مقتل عدد منهم .

واوضحت ان الزيباري يبحث كذلك مسالة الديون الروسية على العراق والبالغة حوالي سبعة مليارات دولار والتي كانت الحكومة الروسية ابدت استعدادا لخفضها في حالة منح الشركات الروسية عقود عمل في العراق .