إقرأ أيضا

غضب ألماني لتصريحات نجاد

إدانة دولية لتصريحات نجاد حول إزالة اسرائيل

نواب أميركيون يدعون الى تدابير شديدة بحق

طهران: تمثل لهجة أحمدي نجاد تغيرا في الخطاب السياسي الايراني قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إن تصريحاته بشأن "إزالة اسرائيل من خريطة العالم" كانت "صحيحة وعادلة". وجاء ثبات الرئيس الايراني على موقفه في الوقت الذي احتشدت فيه جماهير غفيرة في شوارع طهران للتنديد باسرائيل وحلفائها. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية ان "آلاف الاشخاص خرجوا في شوارع العاصمة وهم يهتفون "الموت لإسرائيل" و "الموت لأميركا". على صعيد آخر، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للإذاعة الاسرائيلية بأن بلاده قررت "بدء حملة دبلوماسية واسعة وستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي" بعد تصريحات أحمدي نجاد. ولا تزال تصريحات الرئيس الإيراني تثير استنكارات واسعة كان آخرها للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي أعرب عن خيبة أمله ازاء تصريحات أحمدي نجاد.

وذكر عنان ايران بأنها "إحدى الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة وهي بذلك وافقت على عدم التهديد باستخدام القوة ضد دولة أخرى عضو بالمنظمة".

محاولة تهدئة

في المقابل، حاولت طهران تخفيف وقع التصريحات التي اطلقها احمدي نجاد وقالت السفارة الايرانية في موسكو ان "الرئيس لم يكن يقصد الكلام بعبارات حادة عندما تحدث عن إزالة إسرائيل من خريطة العالم". واضاف البيان الذي صدر عن السفارة أن "طهران لا تهدف الى الدخول في صراع، الا ان الرئيس اراد التركيز على الدور المحوري لإيران في المنطقة، وضرورة تنظيم انتخابات حرة في الاراضي المحتلة".
توبيخ عنان لدولة عضو في الأمم المتحدة يعد أمرا نادر الحدوث وكانت تصريحات نجاد قد فجرت سيلا من الاستهجان والإدانة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا ودولا أخرى.

وقد انتقد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، تصريحات نجاد ووصفها بالمشينة. وجاءت تصريحات بلير في ختام القمة الاوروبية غير الرسمية التى انعقدت فى هامتون كورت ببريطانيا يوم الخميس. وقال بلير انه لم يسمع قط بتعليقات مثل تلك التي اطلقها نجاد. واضاف ان ايران التي يشتبه في سعيها لامتلاك اسلحة نووية قد تمثل "تهديدا حقيقيا" خلال وقت قصير. وفي الوقت ذاته قال بيان صادر عن الخارجية البريطانية إنه سيتم استدعاء القائم بالإعمال الإيراني في لندن وابلاغه احتجاجا رسميا بشأن تصريحات نجاد.

وأدانت كل من فرنسا وألمانيا وأسبانيا وكندا التصريحات. وأعلنت هذه الدول أنها ستقوم باستدعاء ممثلي الدبلوماسية الإيرانية في عواصمها للاحتجاج رسميا عليها. ورفض وزير الخارجية الاسباني ميجيل أنجيل موراتينوس الخميس بشدة تصريحات نجاد واستدعى السفير الايراني لدى مدريد لتسجيل احتجاجه على التصريحات. كما أدان رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو تصريحات الرئيس الايراني وقال انها غير مقبولة. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد شاركت في مفاوضات مع إيران خلال الفترة الماضية حول برنامجها النووي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان تصريحات الرئيس الايراني غير مقبولة وأن موسكو ستثير المسألة مع طهران.

واضاف "من يصرون على إحالة ملف إيران النووي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة حصلوا على حجة اضافية ليفعلوا ذلك." إيران ترد
وفي وقت لاحق اتهمت ايران الغرب بالتغاضي عما اسمتها "الجرائم" التي ترتكبها اسرائيل. ولم يشر بيان صدر عن وزارة الخارجية الايرانية الى تصريحات نجاد ولكنه قال ان سفارات ايران في أوروبا ستحتج رسميا على موقف أوروبا من الجرائم الصهيونية". وأضاف البيان ان ايران ترى في الدعم لاسرائيل سببا لتعقيد الوضع في الشرق الأوسط.

طرد ايران

وقد طالب رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بطرد ايران من منظمة الامم المتحدة بعد تصريحات نجاد. بلير رد بقوة على تصريحات نجاد
وقال شارون: "لا يمكن لدولة تدعو الى القضاء على شعب آخر ان تكون عضوا في المنظمة الدولية." واوضح متحدث باسم البيت الأبيض ان تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد تؤكد قلق الولايات المتحدة من طموحات ايران النووية. واضاف سكوت ماكليلان للصحفيين: " هذا يؤكد ما كنا نقوله عن النظام في ايران ويثبت ان مخاوفنا من طموحات ايران النووية في محلها".

"خطر حقيقي"

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم قد علق على تصريحات الرئيس الإيراني بالقول إن ايران تشكل "خطرا ماثلا وحقيقيا" لبلاده. وقال شالوم إن من الواضح ان ايران تحاول تطوير الاسلحة النووية، الامر الذي تنفيه طهران التي تصر على ان طموحاتها النووية لا تتعدى الاستخدامات السلمية. وكان أحمدي نجاد قد قال في كلمة ألقاها في مؤتمر عقد في طهران بعنوان (العالم بلا صهيونية) إن "تأسيس دولة اسرائيل جاء على أيدي قوى القمع في العالم كخطوة ضد العالم الاسلامي".

مجلس اوروبا:احمدي نجاد "يتحدى علنا" القيم الدولية

اعتبر رئيس الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا اليوم ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "يتحدى علنا قيم المجتمع الدولي" بتصريحاته "غير المقبولة" عن اسرائيل.وقال رينيه فان دير ليندن ان موقف الرئيس الايراني الذي دعا الى "محو اسرائيل من الوجود" اثار لديه "صدمة وقلقا عميقين"، وشدد على ان كلاما مماثلا "لا يمكن ابدا القبول به".

وذكر بان "انشاء دولتين اسرائيلية وفلسطينية يظل في نظر الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا السياسة الواقعية الوحيدة لتسوية النزاع" الاسرائيلي الفلسطيني.ودعا فان دير ليندن "المجتمع الدولي، وخصوصا الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، الى المزيد من الالتزام في عملية المفاوضات وبذل كل ما في وسعه لبلوغ السلام الذي يبدو اليوم اقرب الى التحقق مقارنة بالاعوام" الماضية.