موسكو : اقر وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وكوندوليزا رايس بان بلديهما لا يزالان على خلاف حول الملف النووي الايراني اذ تعتبر موسكو خصوصا ان لايران الحق بتخصيب اليورانيوم وترى واشنطن عكس ذلك.

وقال لافروف ردا على سؤال حول موقف موسكو من حق طهران في تخصيب اليورانيوم بعد لقائه نظيرته الاميركية في العاصمة الروسية "كل الاعضاء الموقعين على معاهدة الحظر النووي يتمتعون بهذا الحق".

ومن جهتها قالت رايس لدى سؤالها عن الموضوع نفسه "ينبغي على ايران ان تقر بان هذه المعاهدة لا تشمل حقوقا فقط بل ايضا واجبات".

وكاندبلوماسيون قالو ان رايس ستسعى اليوم للحصول على دعم روسي اوضح لموقفها المتشدد ضد برامج الاسلحة النووية الايرانية المشتبه بها خلال زيارة مفاجئة لموسكو. و أضافوا ان رايس ستحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الالتزام بدعم الجهود التي تقودها أميركا لاحالة إيران إلى مجلس الامن الدولي إذا واصلت رفض اجراء محادثات مع القوى الاوروبية واستمرت في الانشطة الحساسة التي لها صلة بالبرامج النووية.

وأعلن عن زيارة رايس في ساعة متأخرة من مساء الخميس وتم تضمينها في جولة مقررة من قبل تشمل فرنسا وبريطانيا في لفتة تعزز احساس روسيا بالعزة وتعكس ادراكا اميركيا متزايدا بحاجتها إلى مساعدة موسكو بشأن إيران.

وقال دبلوماسي على اطلاع بأهداف زيارة رايس"الفكرة هو ربط روسيا بشكل حازم وضمها في العملية ومعرفة في أي مرحلة ستؤيد الاحالة إلى مجلس الامن."

وحصلت الولايات المتحدة على قرار الشهر الماضي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل احالة إيران إلى مجلس الامن لاحتمال فرض عقوبات عليها ولكن لم يحدد موعدا نهائيا لذلك.

وعلى مدى ثلاثة أيام ستجري رايس محادثات مع زعماء الدول الثلاث التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي في محاولة لحشد دعم ضد ايران قبل اجراء تصويت جديد الشهر المقبل. وتنفي ايران الاتهامات الاميركية بأنها تريد صنع قنابل ذرية وتقول ان برامجها تهدف إلى التوليد السلمي للكهرباء. والحد من البرامج النووية الايرانية احد اولويات السياسة الخارجية بالنسبة لرايس ، بسبب الخوف الاميركي من تهديد اي قنبلة نووية ايرانية لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

وتمنح العلاقات التجارية القوية روسيا تأثيرا لدى إيران ولكنها تعني أيضا أنها قد تخسر الكثير إذا ادت احالة ايران الى مجلس الامن إلى فرض عقوبات دولية على طهران. و رضخت روسيا للضغوط الاميركية وفرضت شروطا صارمة بشأن صفقة مفاعل نووي ابرمتها مع إيران.

ولكن في سبتمبر أيلول أصابت موسكو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بخيبة أمل بامتناعها على مضض عن التصويت في اقتراع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والان تريد رايس أن تعرف ما المطلوب كي يؤيد بوتين إحالة إيران بشكل فعلي لمجلس الامن . والتقت رايس مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم الجمعة وستلتقي مع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا يوم الاحد.

وعلى الرغم من ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كانا متفقين ضد ايران هذا العام فقد اختلفا احيانا بشأن مدى سرعة التقدم نحو إحالة ايران إلى مجلس الامن . وأحد أهداف محادثات رايس في اوروبا هو ايجاد ارضية مشتركة بشأن التوقيت. وقال دبلوماسي "من أجل تحقيق التحالف المراد ضد إيران قد تضطر لتأجيل الاحالة" لمجلس الامن.