تحفظات شيعية كردية تنقل المصالحة الى حوار
عمرو موسى يبدأ مهمة مثيرة للجدل في العراق

إقرأ أيضا

عمرو موسى يتوجه الى العراق حاملا مبادرة عربية

محمد مشموشي: لكي تنجح مهمة عمرو موسى «الصعبة للغاية» ..

جميل مطر: عمرو موسى: مهمة «صعبة وخطرة»

عمرو موسى: العراق مهدد بحرب أهلية

راجح الخوري: عمرو موسى بدأ يفهم !

أسامة مهدي من لندن : بدأ الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم مهمة شاقة في بغداد للاعداد لمؤتمر مصالحة عراقي وسط تحفظات القوى الشيعية والكردية التي تعيب على الجامعة وامينها على الخصوص بالقوقوف الى جانب الرئيس السابق صدام حسين واحجامها عن ادانة العمليات الارهابية التي تشهدها البلاد حاليا في وقت يرى كبار المسؤولين العراقيين ان دخول الجامعة على خط الاوضاع المضطربة في بلادهم جاء متاخرا فيما اوضح موسى في تصريح لدى وصوله ان مهمته تاتي بتكليف من الدول العربية ولتاكيد اهتمامها بالاوضاع في العراق .

فقد اعرب رئيسا الجمهورية جلال طالباني والحكومة ابراهيم الجعفري عن ووزراء عراقيين اخرين عن شكوكهم في مهمة الامين العام برغم ترحيبهم بها رسميا رافضين بشدة اشراك مؤيدي النظام السابق الذين يطلقون عليهم "ازلام صدام" في أي مصالحة عراقية معبرين عن اعتقادهم بان المؤتمر سيحاول اعادة الحياة الى حزب البعث المنحل . وقد ظهرت معارضة القوى والاحزاب الشيعية والكردية وحتى بعض المراجع الشيعية لمهمة موسى بشكل اكبر حين اشترطت على موسى ادانة جرائم النظام السابق ضد العراقيين والعمليات الارهابية الحالية قبل الشروع في مهمته وهدد مسؤولون حزبيون باخراج تظاهرات معادية للزيارة التي استبقتها اشاعة بان موسى قد طلب مقابلة صدام حسين لبحث شروط المصالحة معه الامر الذي نفاه الامين العام بشدة .

وتدور شكوك كبيرة بين الاوساط العراقية في نجاح مهمة موسى نظرا لمعارضة القوى التي تتولى السلطة في العراق وترفض أي حوار مع البعثيين الذين يقودون العمليات المسلحة في البلاد والتي ترى الجامعة ضرورة التحاور معهم ولذلك فان المسؤولين العراقيين يفضلون ان تقتقصر مهمة موسى على التحاور مع جميع الاطراف ومحاولة اقناع من يرفض العملية السياسية الالتحاق بها لكن هذه ليست هي هدف موسى في الحقيقة .

وقد بدا موسى زيارته المثيرة للجدل لبغداد اليوم على راس وفد كبير يرافقه 20 شخصا سيتولون حمايته بعد ان كان وفد للجامعة استبق زيارة موسى برئاسة مساعده الجزائري احمد بن حلي قد تعرض لاطلاق نار في احد شوارع بغداد الاسبوع الماضي وهو في طريقه الى مقر هيئة علماء المسلمين المعارضة للعملية السياسية لاجرا مباحثات مع قادتها .

وقال الامين العام لدى وصوله الى مطار بغداد الدولي حيث كان في استقباله رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) حاجم الحسني ووزير الخارجية هوشيار زيباري انه قادم الى العراق مفوضا من الدول العربية للتعبير عن اهتمام العرب بالاوضاع العراقية وبحث مستقبل العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا على طريق تحقيق استقراره .

وأكد موسى أن مهمته في بغداد لن تتم تحت حراسة أميركية وأشار في تصريحات له أمس أن برنامج رحلته إلى بغداد التي تستغرق ثلاثة ايام لم تتم مناقشته مع أي جهة أميركية وإنما الجهة الوحيدة التي نوقش معها تفصيلاتها هي الحكومة العراقية حيث يتوقع ان يلتقي مع اليوم مع كبار الشخصيات العراقية يتقدمها الرئيس العراقي جلال طالباني وفي اليومين الآخرين، سيلتقي شخصيات وقادة سياسيين من السنة والشيعة. وسيحاول موسى خلال لقاءاته مع العراقيين التعرف على المطلوب من الدور العربي ليكون مقبولا عراقيا وأميركيا. وقد استبعدت مصادر في الجامعة العربية إجراء موسى لقاءات مع عناصر تنتمي لحزب البعث واوضحت أن الأمين العام سيطرح على القوى والأطراف العراقية المختلفة اقتراحات بعقد مؤتمر يطلق عليه "الوفاق الوطني" بدل المصالحة التي ترفضها بعض القوى العراقية قد يعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة او في البحرين او في احدى المدن الكردية في اقليم كردستان بشمال العراق .

وقد خضعت مهمة موسى لمناقشات مستفيضة في مقر الجامعة العربية تمحورت حول امكانية اجرائه تصالات ولقاءات مع عناصر بعثية تنتمي لحزب البعث من دون أن تكون من العناصر الصدامية أو ذات الصلة بنظام الحكم السابق بهدف إقناعها باستخدام تفوذها للعمل على وقف العنف خاصة العمليات المسلحة التي تستهدف بعثات دبلوماسية أو مدنيين عراقيين لكن الأمين العام قرر أن يقصر مشاوراته على الأحزاب والقوى السياسية الشرعية فقط بجانب المراجع الدينية وفي مقدمتها اية الله السيد علي السيستاني والتي تعترف بالعملية السياسية ولديها استعداد للمشاركة بالعمل السياسي والانخراط فيه. وينتظر ان يقترح الأمين العام عقد مؤتمر الوفاق الوطني بمشاركة دولية قاصرة على الأمم المتحدة لمنحه الزخم والدعم ولإنجاح جهود هذه المصالحة حيث يؤمل ان تكون مشاركة المنظمة الدولية دعما لتنفيذ قرارها رقم 1546، خاصة لفرض جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من العراق بعد اتمام العملية السياسية .

وبالنسبة للجامعة العربية فان "الحوار الوطني" الذي تعتزم تشجيعه يفترض ان يتناول مسائل "وحدة العراق وسيادته وانجاح العملية السياسية واعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل يتم فيه تسريع انهاء الوجود الاجنبي".وقد ذكر مصدر مسؤول بالجامعة ان زيارة الامين العام الى العراق تكتسب اهمية كبيرة لانه يحمل مبادرة باسم جميع العرب لتحقيق الوفاق الوطني في العراق مع التأكيد على ان العراق هو جزء رئيسي من الجامعة ونفى وجود اي علاقة بشأن تزامن زيارة الامين العام للعراق مع بدء محاكمة الرئيس العراقي المخلوع ورموز نظامه مؤكدا ان الجامعة العربية تنظر الى العراق الجديد وضرورة استكمال صياغته السياسية.

ومن المقرر ان يرفع موسى بعد عودته من العراق تقريرا مفصلا الى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالعراق تمهيدا لعرضه على اجتماع استثنائي موسع لوزراء الخارجية العرب من المقترح عقده بمقر جامعة الدول العربية في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) المقبل . وكان وفد أمني من الجامعة العربية توجه الى بغداد منذ يومين للاعداد لزيارة موسى وسيجري الوفد الذي يضم سبعة خبراء أمنيين لقاءات مع السلطات العراقية لاتخاذ ما يلزم لحماية الامين العام خلال تحركاته ولقاءاته. وتاتي مبادرة موسى بتكليف من المؤتمر الوزاري العربي الذي انعقد بجدة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.