عون يفتح أبواب الحوار أمام كل الأطرافبمن فيهم جنبلاط
رود-لارسن يرحب بتصريحات نصر الله
نيويورك (الامم المتحدة)، بيروت: صرح تيري رود لارسن الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط ان تصريحات الامين العام لحزب الله اللبناني الذي ابدى استعدادا لفتح حوار مع الحكومة اللبنانية حول نزع سلاح الميليشيات "مشجعة". علىصعيد آخر، وفي موقف لافت،طعم العماد ميشال عونخطابه السياسي بهدوء لافت للانتباه معززاً اياه برسائل انفتاح نحو كل الأطراف السياسية في البلاد بما في ذلك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط.
وكان رود-لارسن يتحدث للصحافيين بعد ان اوضح لاعضاء مجلس الامن الدولي تقريره الاخير المتعلق بتنفيذ القرار 1559 حول استعادة السيادة اللبنانية وانسحاب القوات السورية. وقال ان "تصريحات الشيخ حسن نصر الله الذي سيبدأ حوارا" حول وضع الميليشيات اللبنانية وسلاحها "مشجعة". واضاف "اعتقد انها تصريحات مشجعة جدا ومثمرة جدا وآمل في ان تشكل الاساس لحوار بناء مع الحكومة اللبنانية لتطبيق اتفاق الطائف الذي يتناسب مع القرار 1559".
وفتح اتفاق الطائف الموقع في 1989 الطريق لانهاء الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاما بينما استمر وجود القوات السورية التي دخلت لبنان في بداية الحرب في 1976. وقال اعضاء في مجلس الامن انه ليس لديهم في الوقت الراهن اي خطة لمشروع قرار جديد من شأنه زيادة الضغوط على سورية لحملها على الاحترام التام لكافة بنود القرار 1559.
واوضح لارسن ان "الملاحظ مع القرار 1559 هو ان كثيرا من بنوده نفذت بسرعة"، مشيرا الى الانسحاب العسكري السوري من لبنان واجراء الانتخابات النيابية في لبنان وانسحاب مسؤولين معروفين في اجهزة الاستخبارات السورية. واضاف ان فريقه سيركز الان على الجوانب الاخرى للقرار، ومنها ضرورة بسط سلطة الحكومة اللبنانية في جميع انحاء البلاد ومسألة نزع سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية. وقال ان "ما فعلناه هو اننا شجعنا الحكومة اللبنانية على اجراء حوار مع حزب الله وهذا ما تم بطريقة غير رسمية واننا وضعنا آليات مع مختلف المجموعات الفلسطينية لحل مشكلة نزع سلاحها".
واكد ايضا ان هناك مشكلتين تحتاجان الى تسوية هما ترسيم الحدود اللبنانية السورية واقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق عن طريق حوار ثنائي. وقال المندوب السوري في الامم المتحدة فيصل مقداد ان سورية "لم ولن تسمح" بتهريب اسلحة الى لبنان.
عون
على صعيد آخر، حقق العماد ميشال عون، أمس خرقين لحركته السياسية المتواصلة، منذ عودته إلى لبنان في 7 أيار الماضي، أولهما اطلالته للمرة الأولى على شاشة "تلفزيون المستقبل" من خلال برنامج "الاستحقاق" مع الزميل علي حمادة، وثانيهما تطعيم خطابه السياسي بهدوء لافت للانتباه معززاً اياه برسائل انفتاح نحو كل الأطراف السياسية في البلاد بما في ذلك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. وقال: "قد يكون الموضوع الرئاسي يؤثر سلباً على الشأن السياسي الداخلي، لأنه يُطرح كهدف سياسي، من دون بديل، ولبنان لا يحكم إلا بتوازن القوى السياسية الموجودة فيه، وهذا يتطلب حواراً يؤمن المخارج السياسية".
وأشار عون إلى أن الوضع الرئاسي الحالي غير طبيعي ويؤثر على الوضع العام في البلاد، وليس على المسيحيين وحدهم.
ورداً على اتهامه بأنه يحمي لحود قال: "هناك معادلات وقوى موجودة، وأنا لست العنصر الوحيد الذي يمكنه البت بالموضوع الرئاسي الذي يستوجب دراسة ومعالجة". وشدد على وجوب تغيير نهج الحكم، لأن الدولة الأمنية موجودة قبل مجيء الرئيس لحود، لذلك المطلوب قيام نظام مؤسساتي وليس تبديل للنظام الأمني بنظام أمني آخر.
وعن العلاقة المضطربة مع النائب وليد جنبلاط واحتمال وجود مساحة للقاء معه قال: "لا توجد مساحات مقفلة مع أحد، إنما جنبلاط مميَّز بموقفه المتقلب، وهو يقول لا للعسكر، وأنا أقول إن الروح العسكرية أفضل بكثير من روح الميليشيات"، أضاف: "أنا أريد أن أمازح جنبلاط وأسأله لماذا يحاول أن يحلّ مكان الرئيس حافظ الأسد في العام 1989 حين يقول: أنا في المختارة، أعطوني لائحة بأسماء المرشحين لأختار منهم". أضاف: "المسيحيون ليست لديهم هيئة ترشيحات، بل نحن نسعى لانتقال السلطة ديموقراطياً مع الأخذ بالاعتبار الحياة التوافقية اللبنانية".
وأشار إلى أنه يطالب بالتدقيق في الديون، وهذا أمر وافقني عليه النائب سعد الحريري، ولا علاقة لهذه المسألة بالرئيس رفيق الحريري الذي هو شهيد لبنان، "وأنا لا أمسّ بشهداء لبنان".
عون وصف النائب الحريري بالشخصية المحبَّبة، واصفاً الرئيس فؤاد السنيورة بالشخص "الليّن والمحاور الجيّد". ووصف علاقته بالدكتور سمير جعجع بالجيدة، مذكراً بزيارته له في السجن، مشيراً إلى أن في انتخابات بعبدا ـ عاليه تجمع كل اللبنانيين ضدّي، وأنا مسرور بذلك. وشدد على ضرورة فتح موضوع الرئاسة انطلاقاً من مشروع وبرنامج، وقال "لا يجوز تهميش إرادة المسيحيين في نظام طائفي". أضاف "أنا لم أطرح نفسي وأقول مَن يستطيع انتخاب رئيس من دوني فليفعل".
وعن إلغاء لقاء البياضة مع الرئيس لحود وما قيل عن تكليفه برئاسة الحكومة قبل تقديم استقالته، ردّ عون "أنا أتعاطى مع رئيس الجمهورية كرئيس، وقد ضخّم الإعلام موضوع إلغاء اللقاء وأوضح أن 51 من حلفائه الموالين لسورية لم يكن لهم علاقة بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وخص بالذكر النائب السابق سليمان فرنجية. وقال: "أنا حريص على أي لبناني يتعاون مع سورية على استقطابه للعودة إلى الحظيرة اللبنانية، فكل اللبنانيين وبضغوط دولية أُجبروا على التعاون مع سورية، والآن تحرّروا بعد الانسحاب السوري، ولا يوجد مأخذ على أدائهم الحالي لبنانياً".
التعليقات