اندريه مهاوج من باريس: تنتظر حكومات الدول الاوروبية بدء وزيرة الخارجية الاميركية كونزاليسا رايس زيارتها المرتقبة الى اوروبا في الاسبوع المقبل لتحصل منها على توضيحات بشان الرحلات الجوية التي قد تكون قامت بها طائرات نقلت على متنها ارهابين مفترضين بامر من جهاز الاستخبارات السي اي ايه.
ووجد الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان ـ باتيست ماتيي نفسه محرجا امام الصحافيين الذين أمطروه بالاسئلة عن صحة المعلومات التي نشترها صحيفة لوفيغارو بشان توقف رحلتين على الاقل من هذه الرحلات في مطارين فرنسيين واحدة في عام 2002 واخرى في عام2005 . واكتفى الناطق الفرنسي بالرد في لقائه الصحافي بطريقة دبلوماسية يشوبها بعض الغموض اذ قال انه من الممكن ان تكون بعض الطائرات حطت في مطارات فرنسية ولكننا لا نعلم بعد طبيعة هذه الرحلات واشار في هذاالسياق الى اتفاقية شيكاغو الموقعة في منتصف الاربعينات والتي تعفي الرحلات الجوية الخاصة من تقديم اي معلومات محددة حول طبيعة الرحلة او حتى نوع الحمولة والمسافرين الموجودين على متنها وقال يجب ان نعرف اولا ما اذا كانت هذه الرحلات هي رحلات خاصة وفي هذه الحال لم يكن بوسعنا معرفة اي تفاصيل سوى خط سير الرحلة التي على القبطان ان يوافي سلطات الطيران المدني بها .فالرحلات الخاصة اضاف ماتيي ليست بحاجة لاذونات وليست ملزمة بالابلاغ عن طبيعة الرحلة .
وهناك مئات الرحلات الخاصة التي تعتبر الاجواء الفرنسية يوميا . ولكن الناطق باسم الخارجية وعد بتقديم ايضاحات فور الحصول عليها من السلطات المختصة وقال ان الوزارة على اتصال حاليا بادراة الطيران المدني الفرنسي بهدف التحقق من كل هذه المعلومات من دون ان يستبعد حصول رحلات ولكنه تحفظ على طبيعتها . اما عن موقف فرنسا من مجمل هذه القضية وخصوصا توقيف اشخاص واحتجازهم من دون محاكمة فقال الناطق الفرنسي انه وفي انتظار التاكد من نقل اسرى فان بلاده متمسكة من حيث المبدأ بالقوانين الدولية المعمول بها في مثل هذه الحالات وهي بالتالي تعارض اي عمليات احتجاز اعتباطي او اللجوء الى اساليب التعذيب او سوء المعاملة. هذا وكان الناطق باسم وزارة الدفاع اعلن ان ليس لديه اي معلومات او وقائع تؤكد وصول طائرات تابعة ال سي اي ايه الى مطارات فرنسية. تداعيات هذه القضية لا تقتصر على فرنسا فعدد من الدول الاوروبية رات اسمها يزج في هذه الرحلات المفترضة اما بسبب توقف طائرات نقل السجناء المفترضين فيها او بسبب وجود سجون سرية على اراضيها يحتجز فيها هؤلاء السجناء. والاتحاد الاوروبي ينتظر من رايس توضيحات حول الامر لمنع تكرار فضيحة معتقل غوانتانامو .
التعليقات