برلين: افادت مجلة در شبيغل في عددها للغد الاحد عشية الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المانيا، ان برلين لديها "لائحة مفصلة" تزيد عن 430 رحلة جوية سرية قامت بها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي.آي.اي" في المجال الجوي الالماني.
واضافت المجلة ان اللائحة تشمل "تنقلات" طائرات اجهزة الاستخبارات الاميركية في المجال الجوي الالماني وعمليات هبوط في مطارات تقع في المانيا.
واكدت المجلة ان "طائرات من هذا القبيل قد تكون استخدمت لنقل ارهابيين مفترضين وايداعهم في معتقلات سرية".
وقدم جهاز أمن الملاحة الجوية الالمانية اللائحة استجابة لطلب رفعته مجموعة برلمانية لحزب اليسار.
واكد متحدث باسم الحكومة الالمانية وجود تلك اللائحة، لكنه اوضح انها تسمح فقط بمعرفة "هوية شركات الطيران التي عبرت الاجواء الالمانية او هبطت في مطارات المانية وانواع الطائرات وعدد المرات التي تم فيها العبور والهبوط".
واضاف المتحدث ان جهاز امن الملاحة الجوية لا يقدم "اي مؤشرات الى الزبائن الذين استأجروا تلك الطائرات من شركات ملاحة خاصة، كما لا يعطي معلومات عن وجهات الرحلات".
كذلك افادت شبيغل ان طائرتين تابعتين لسي.آي.ايه استخدمتا وحدهما المجال الجوي الالماني او هبطتا في مطارات تقع في المانيا، 137 مرة خلال 2002 و146 مرة خلال 2003 ومعظمها في فرانكفورت (غرب) وبرلين وفي قاعدة رامشتاين الاميركية (غرب).
يشار الى ان المانيا تجمع اكبر عدد من القواعد الاميركية في اوروبا.
وفي حديث الى صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" نشر اليوم، انتقد فرع المانيا في منظمة العفو الدولية السلطات الالمانية لانها تلقت معلومات عن رحلات وكالة الاستخبارات الاميركية على اراضيها من دون ان تحرك ساكنا.
لكن ولفغانغ بوسباخ المسؤول في الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الحزب الذي تتزعمه المستشارة انغيلا ميركل، شكك في ما اوردته منظمة العفو، واعتبر ان السلطات الالمانية لو كانت ابلغت بهذه المعلومات من دون ان تتحرك لكان شكل الامر "تطاولا خطرا" على الشرعة الاوروبية لحقوق الانسان.
والولايات المتحدة متهمة منذ بداية تشرين الثاني(نوفمبر) باستخدامها مطارات اوروبية او بالتحليق في المجال الجوي الاوروبي منذ 2001 بطائرات سي.آي.ايه تنقل على متنها معتقلين يشتبه في تورطهم في الارهاب الى بلد يمارس فيه التعذيب.
وافادت الخميس صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مستندة الى معلومات الطيران المدني الاميركي ان اكثر من 300 طائرة استخدمتها سي.آي.ايه حطت في اوروبا. وتحدثت الصحيفة بالخصوص عن 96 رحلة سجلت في المانيا و80 في بريطانيا و15 في براغ واثنتين في فرنسا وواحدة في بولندا.
وتبدأ كوندوليزا رايس مساء الاثنين في برلين جولة اوروبية في حين ينتظر منها نظراؤها توضيحات حول هذه القضية وكذلك حول مسألة مراكز احتجاز اميركية يعتقل فيها اسلاميون في اوروبا الشرقية.
وستلتقي رايس التي اكدت امس الجمعة انها ستتحدث عن نشاطات سي.آي.ايه المثيرة للجدل قبل بداية جولتها في اوروبا، المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء.
واعلنت الحكومة الالمانية الجمعة انها لن تطلب من وزيرة الخارجية الاميركية اعتبارا من الثلاثاء توضيحات بشأن الضجة التي اثارتها طائرات "سي.آي.ايه"، مؤكدة انها لا تريد "الضغط" عليها في هذا الموضوع.
لكن شبيغل اكدت ان الحكومة تخشى ان تتحول هذه القضية الى نقاش حول الجوهر واستخدام الولايات المتحدة المجال الجوي الالماني في الحرب على العراق ونشر القوات الاميركية في المانيا.
واضافت الصحيفة ان على الدولة الالمانية ان تبلغ مجلس اوروبا في ستراسبورغ (شرق فرنسا) بالاجراءات التي اتخذتها حيال حالات "الخطف" المؤكدة بعد تلقي معلومات عنها، وذلك في موعد اقصاه 21 شباط(فبراير).
ومعلوم ان الحكومة الالمانية حصلت منذ حزيران(يونيو) 2004 على وثيقة من الالماني من اصل لبناني خالد المصري، تتحدث عن سوء معاملة على متن احدى طائرات ال"سي آي ايه".
وتابعت شبيغل ان السلطات الاميركية اكدت هذا "الخطف" في شكل غير رسمي في بداية عام 2005.