بهاء حمزة من دبي: اكد نائب الرئيس العراقي الشيخ غازي الياور انه مع التسليم بأن الفيدرالية ليست الطريقة المثلى لحكم العراق الا ان الكارثة الأكبر هي الوصول إلى نظام يقوم على أساس ديني حيث أن العراق منقسم بشكل متساو بين طائفتي الإسلام السنة والشيعة وفي حال سيطرت طائفة فإن هذا سيؤدي إلى تهميش الأخرى الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى انشقاقات عميقة في المجتمع العراقي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب العراقي بأكمله. مشيراً إلى ان الكيان الوطني للعراق قد بدأ بالتلاشي أمام صعود الكيانات الطائفية والحزبية، مشيرا الى أن العراقيين تواقون للعيش في أجواء آمنة ومستقرة ويريدون استعادة كرامتهم المهدورة بسبب ممارسات الاحتلال كما يرغبون في نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية واحترام الآخر والعيش المشترك بين مختلف ألوان الطيف العراقي.

وعبر الياورعن أمله في أن تساهم قمة العالم الإسلامي التي ستعقد في مدينة جدة في تعزيز مبادرة الوفاق الوطني التي أطلقها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وتبنتها الجامعة العربية وإعطائها زخماً اسلامياً. وقال أن المبادرة تشكل خطوة كبيرة لتحقيق الوفاق الوطني, داعيا جميع الأطراف إلى دعم هذه المبادرة لأن الإرهاب إذا لم يقض عليه في العراق فإنه سيطرق أبواب دول المنطقة.

وحدد امكانية نجاح المبادرة في التنسيق مع 3 أطراف رئيسية لتدعيم المبادرة وهي السعودية ومصر لما يتمتعان به من ثقل عربي وإقليمي وعلاقات متميزة مع كافة الأطراف إلى جانب التنسيق مع إيران صاحبة الحضور القوي على الساحة العراقية.

وانتقد الياور في لقاء على هامش مؤتمر الإعلام العربي والعالمي الذي اختتم اليوم التدخلات الخارجية الإقليمة والدولية في السياسة العراقية التي ارجعها الى الاحتلال الأجنبي الذي رد البلاد إلى الوراء سنوات عديدة كما دعا القيادات السياسية العراقية إلى ممارسة نهج ديمقراطي يقوم على أساس الولاء للوطن وليس للطائفة أو الحزب.

وقال أن الديمقراطية ليست مضاداً حيوياً لحل كل المشاكل المستعصية التي يعاني منها العراق ولكنها تنشأ من خلال ممارسات واستراتيجيات متراكمة لمجتمع تسوده العدالة الاجتماعية وليس البلبلة والفوضى العارمة التي تشهدها الساحة العراقية. مشيراً إلى ان الديمقراطية ليست غاية وانما وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي. منتقداً في نفس الوقت أداء القيادات السياسية في العراق التي لم تعمل على بناء حكومة متماسكة ولكنها سعت لبناء كيانات سياسية مبتورة وتعزيز مكانة أفراد على طريقة أمراء الحرب.

وفي سؤال حول الفترة المتوقعة لبناء نظام متماسك في العراق قال "نحن أمام طريق طويل وشاق حيث نحتاج لبناء كيانات سياسية وطنية يكون ولاؤها للشعب العراقي وتلتزم بتحقيق مصالحه بعيداً عن المصالح الشخصية والاعتبارات الحزبية والطائفية. معبراً عن أمله بإنجاز خطوات حقيقية على طريق النمو والاستقرار خلال الفترتين الحكوميتين القادمتين".

ورفض الياور الطريقة التي يتم فيها تأسيس الجيش العراقي الجديد التي قال أنها تساهم في ترسيخ الطائفية وتكريس الفرقة والاختلاف بين أبناء الشعب الواحد، كما رفض الطريقة التي تم بها اجتثاث حزب البعث من الدوائر الحكومية وفصل عناصره من وظائفهم "حكم حزب البعث العراق لمدة 35 عاماً اضطر الناس خلالها أن ينضموا للحزب دون إقتناع بأفكاره" مشيرا الى " اننا لا نرفض القومية لكن نرفض أن تتحول هذه القومية إلى مفهوم عنصري مثلما تجلى بشكل واضح في ممارسات حزب البعث خلال فترة حكمه. وفي نفس الوقت نرفض تهميش أي عراقي كما نرفض قطع أرزاق البشر لمجرد الانتماء إلى حزب". مذكرا بأن عملية اجتثاث البعث شابها الكثير من المخالفات والممارسات السيئة التي تشبه ما حدث خلال محاكم التفتيش في أوروبا دون مراعاة لأن "هؤلاء أبناؤنا وأهلنا وعلينا أن لا نحملهم جريرة ذنب لم يقترفوه".

وفي سؤال حول الأحزاب الإسلامية في العراق قال الياور أن لا أحد يستطيع منع الحزب بسبب إيديولوجيته مشيراً إلى أن الأحزاب الإسلامية في العراق تكتسب شعبية كبيرة بسبب الفقر والبطالة المتتشرة في العراق وما أن يتم القضاء على هذه الأسباب وتحقيق الأمن والازدهار حتى يتخلي الناس عن هذه الأحزاب وينضمون إلى أخرى ليبرالية تقوم على الولاء للوطن وحده.