مرة يطالب بشطبها وأخرى بتهجيرها لأوروبا
أحمدي نجاد... قذافي القرن 21 إسرائيلياً

  • إقرأ أيضا
  • ردود فعل ألمانية على تصريحات نجاد
  • أنان يعرب عن صدمته بتصريحات نجاد حول إسرائيل
  • نصر المجالي من لندن: رأى مراقبون غربيون اليوم أن الرئيس الإيراني المتشدد محمود أحمدي نجاد يشكل نسخة جديدة في القرن الواحد والعشرين من رئيس الجماهيرية الليبية العقيد معمر القذافي في شأن الموقف من إسرائيل، وذلك على خلفية تصريحين لنجاد رئيس إيران المدعوم من طبقة الملالي الحاكمة هناك منذ العام 1979، وكان الرئيس المتشدد أثار ضجة عالمية بعد أن شكك، في تصريحات نقلتها عنه وسائل الإعلام الإيرانية من مكة المكرمة، في حدوث محارق نازية لليهود، ودعا quot;ألمانيا والنمسا إلى منح الصهاينة أقاليم من بلديهما لإقامة دولة لإسرائيلquot;، ومصدر الضجة أنه فجر تصريحاته على هامش مشاركته في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الذي ختم أعماله في مكة أمس الخميس، وفيها أعلن نجاد أن quot;إسرائيل يجب أن تنقل إلى أوروبا.quot;

    وأعادت تصريحات نجاد للذاكرة مواقف الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تجاه إسرائيل في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت حيث كان يدعو إلى زوالها من الخريطة ورمي اليهود في مياه البحر المتوسط، لكن القذافي عاد وطالب بدولة مشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين وأعطى الدولة المقترحة منه شخصيا اسم quot;إسراطينquot;. لكن دعوات العقيد الليبي الذي لم يشارك في قمة مكة لم تجد رد فعل إيجابي لا على الساحة الإسرائيلية أو الفلسطينية.

    وفي تصريحاته التي تأتي بعد شهر من تلك التي دعا فيها إلى شطب دولة إسرائيل من الخريطة الدولية قال نجاد إن بعض الدول الأوروبية quot;تصر على القول إن أدولف هتلر قتل الملايين من اليهود الأبرياء في المحارق، لدرجة أنه إذا أثبت أحد عكس ذلك يدينونه ويزجون به في السجن.quot;

    وأضاف نجاد quot;رغم أننا لا نقبل بهذا الزعم، وإذا افترضنا أنه حقيقة، نسأل الأوروبيين: هل قتل هتلر للشعب اليهودي البريء هو سبب تأييدهم لمحتلي القدس؟quot;، وتابع نجاد quot;إذا كان الأوروبيون صادقين فيجب عليهم إعطاء بعض من أقاليمهم في أوروبا ـ مثل أقاليم في ألمانيا والنمسا أو دول أخرى ـ للصهاينة، ويمكن للصهاينة أن يقيموا دولتهم في أوروبا. اعرضوا جزءا من أوروبا وسنؤيد ذلك.quot;

    وجوبهت تصريحات نجاد الذي كان هزم في انتخابات الرئاسة الإيرانية منافسه القوي علي أكبر هاشمي رفسنجاني بموجة من السخط والنقد في عواصم عالمية ذات قرار كثيرة، فقد انتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية على الفور تصريحات الرئيس الإيراني، أما سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض فقال quot;إن ذلك يعزز فقط بشكل أكبر مخاوفنا من النظام في إيران، وهو سبب يوضح بشكل أكبر أهمية ألا يتمكن هذا النظام من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية.quot;

    ومن ناحية أخرى، اعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الخميس أن تصريحات نجاد quot;غير مقبولة بتاتا.quot; ودان الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، تصريحات نجاد، مضيفا أن أوروبا تشجبها بالإجماع. كما دان رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، حديث الرئيس الإيراني.

    وكان نجاد أطلق تصريحات نارية ضد إسرائيل في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، طالب فيها quot;بمحو إسرائيل من الوجودquot;، وفي مؤتمر استضافته طهران تحت عنوان quot;العالم من دون الصهيونيةquot;، quot;إننا سنشهد عالماً من دون أميركا والصهيونيةquot;، في معرض إشارته إلى قول الإمام الخميني الراحل إن quot;الكيان المحتل للقدس يجب أن يزول عن الوجود.quot; وأثارت أيضا تلك التصريحات ردود أفعال واسعة النطاق في مختلف دول العالم.

    وكانت طهران بادرت في خطوة لتخفيف وقع تصريحات أحمدي نجاد بشأن إسرائيل، أكدّت التزامها بتعهداتها الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة، نافية أن يكون لديها نية بمهاجمة الدولة العبرية أو استخدام العنف ضد أي دولة أخرى.

    وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن quot;جمهورية إيران الإسلامية تتمسك بالتزاماتها حسب ميثاق الأمم المتحدة، (إن إيران) لم تستخدم قط القوة ضد دولة ثانية أو تهدد باستخدامها.quot; ورغم أن الوزارة لم تفنّد بشكل محدد تصريحات الرئيس، فإنها قالت إن طهران ليست لديها النية لشن هجوم على إسرائيل، وأنها ستؤيد أي مسار يختاره الفلسطينيون لحل الصراع في الشرق الأوسط.

    لكن الولايات المتحدة قالت على لسان وزيرة خارجيتها إنها تحمل تصريحات الرئيس الايراني على محمل الجد.
    وكانت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس،قالت إن هذه التصريحات تظهر quot;لماذا نعمل بجهد كي نذكر العالم أن إيران قد تكون أهم دولة راعية للإرهابquot;.

    يذكر أن مجلس الأمن الدولي أدان الجمعة تصريحات الرئيس الإيراني، غير أنه لم يصدر بيانا رسميا بذلك. وكان المجلس انعقد للبحث في تصريحات أحمدي نجاد ضد إسرائيل، وبحث قرار بشأن سورية، على خلفية تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

    وكان عشرات الألوف من الإيرانيين تظاهروا في طهران ومختلف المدن الإيرانية في الشهر الماضي ، في يوم القدس حاملين لافتات مناهضة لإسرائيل وأميركا ونادوا بتدمير الدولة العبرية، وفي الوقت نفسه، أصر الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد على صواب رأيه فيما يخص إسرائيل مستغرباً ردود الفعل على تصريحاته.

    وقال بيان وزارة الخارجية ان أحمدي نجاد حدد سياسة إيران بشأن إسرائيل في الأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وأضاف البيان quot;الموقف الرسمي هو.. أن احتلال فلسطين يجب أن ينتهي ويجب أن يعود اللاجئون وأن تقوم دولة ديمقراطية عاصمتها القدس.quot;

    وكانت تصريحات أحمدي نجاد قد لقيت ردود فعل منتقدة من جانب العديد من الزعماء الغربيين، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، آرييل شارون إنه يجب طرد إيران من الأمم المتحدة بناء على تصريحات نجاد. وأعرب شارون في بيان أصدره مكتبه، عن اعتقاده بأن أي دولة تطالب بتدمير دولة أخرى، يجب ألا تكون عضوا في المنظمة الدولية.

    وأكدّ شارون quot;مثل هذه الدولة، التي تمتلك سلاحا نوويا، تشكل خطرا ليس فقط على إسرائيل والشرق الأوسط، بل أيضا على أوروباquot;. من جانبه، كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قال إن تصريحات أحمدي نجاد quot;غير مقبولة على الإطلاق.quot;

    يشار في الختام، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان قال أمام مؤتمر quot;العالم من دون الصهيونيةquot;، quot;إننا سنشهد عالماً من دون أميركا والصهيونيةquot;، في معرض إشارته إلى قول الإمام الخميني الراحل إن quot;الكيان المحتل للقدس يجب أن يزول عن الوجود.quot; وقال أحمدي نجاد إن القضية الفلسطينية لم تنته بعد وتنتهي عندما تقام على مجمل أرض فلسطين حكومة تتعلق بالشعب الفلسطيني، ويعود اللاجئون إلى ديارهم ويتم تشكيل حكومة منبثقة من الشعب من خلال إجراء انتخابات حرة.