بشار دراغمه من رام الله: يتابع الفلسطينيون بحالة من الترقب والقلق ما يدور من أحداث دامية على الساحة اللبنانية والتي كان آخرها مقتل النائب جبران التويني في الانفجار الذي وقع أمس، فالكل يراقب بدهشة والجميع وقفوا مشدوهين محزونين على هذا الحدث، كونه يضيف المزيد من المعاناة العربية والإسلامية في مواجهة الإرهاب.
بمجرد الإعلان عن النبأ العاجل لوجود إنفجار في لبنان انتقل الفلسطينيون من الشوارع إلى شاشات التلفزة التي بدأت تتابع سلسلة أخبارها العاجلة، ووصلت إلى نبأ اغتيال جبران التويني، في تلك اللحظة زاد عدد مشاهدي تلك القنوات الفضائية، والكل راقب بعيون يعصرها الألم، والجميع يقول:quot; نحن نقتل من قبل الاحتلال ونقول إنه احتلال والقتل أمر طبيعي لديه، لكن من الذي يحتل لبنان، ويرتكب فيها الجرائمquot;.
الموقف الرسمي
أيدي غادرة وآثمة قتلت التويني بهذه العبارات عبر الموقف الفلسطيني الرسمي عن رأيه بهذه الجريمة، فمجرد وقوع الحدث أصدرت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بيانا لتأكد على ان أيدي الإثم الغادرة تأتي مرة جديدة لتطال رمزا وطنيا وإعلامياً في لبنانيا.
وأضاف البيان: quot; كأن قدر هذا البلد العربي المقاوم، أن يبقى هدفا للقتلة والمجرمين لكن الأيدي التي تغتال رموز العمل الوطني والإعلامي في لبنان، معتادة على الخروج عن المواثيق الأخلاقية والإنسانية، و هذه الأعمال لن تثني الشعب اللبناني الشقيق عن الصمود والنهوض إلى دولة حرة وديمقراطية عصريةquot;.
وبحسب البيان فأن الاغتيال الذي بدأ منذ أكثر من عام، في سلسلة من الإرهاب والترويع، وأخذ في طريقه شخصيات ورموزا لبنانية كبيرة، كالرئيس الحريري، وسمير قصير، وجورج حاوي، وغيرهم، يكشف عن محاولة النيل من وحدة لبنان، واغتيال سلمه الأهلي وروح التعايش والأخوة فيه، ودعا البيان لبنان إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب وقال :quot; إننا ندين ونستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي بكل أبعاده واستهدافاته، ويجب أن يكون هناك وحدة للصف والموقف واليقظة التامة لكشف الجناة، لينالوا قصاصهم العادل.
وبحسب البيان فإن حزن منظمة التحرير الفلسطينية وأبناء لبنان وكل العرب لا يكون سوى بكشف القتلة الحاقدين، الذين يعملون على إثارة الفتن والنعرات التي تصيب روح الحياة في لبنان. واعتبر البيان تغييب هذه الشخصيات الكبيرة والفاعلة، بانه محاولة لقتل الديمقراطية، وتفريغ لبنان من الأصوات والأقلام الحاضرة في التشكيل السياسي والوطني.
وتوجهت المنظمة بتدقيم واجب العزاء لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وجريدة النهار الغراء وعائلة التويني.
الموقف الشعبي
الشارع الفلسطيني رفض بشدة أيضا جريمة اغتيال التويني، ويقول المواطن أسامة برهوم:quot; لقد تابعنا هذا الحدث بكل قسوة وشكل لدينا فاجعة أخرى بعد اغتيال سمير القصير ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريريquot;.
وأضاف برهوم: quot; نحن جربنا المعاناة والقتل والاغتيال على يد الاحتلال الإسرائيلي ونعرف جيدا انعكاسات مثل هذه الأمور على عامة الشعب، ونعرف مدى الفاجعة التي يسببها لنا الاحتلال بكل عملية اغتيال جديدة، نسأل الله أن يكون في عون الشعب اللبناني القيق، وأن يعمل بشكل جماعي من أجل نبذ بذور الإرهاب الذي امتد إليهمquot;.
خلط للأوراق
من جهته اعتبر المحلل السياسي والمراقب الفلسطيني والصحفي رومل السويطي أن هذا الحادث يضيف المزيد من التعقيدات في الشأن اللبناني، مؤكدا أنه لا يمكن الفصل بين جريمة اغتيال الحريري والجريمة الجديدة التي راح ضحيتها التويني. وبين السويطي أن اغتيال التويني يعقد المسائل مجددا، وأنه ليس من السهل الكشف عن الجناة دون جهود دولية كبيرة، وقال: quot; بالرغم من الضجة الكبرى التي أثارها تقرير المحقق الدولي ميليس إلا أنه من الواضح أن التقرير لم يصل بعد إلى الجناة الحقيقين وذلك كون هذه الجريمة وقعت في ظروف صعبة للغاية ومعقدة وضغط كبير على سوريا، التي تريد الخروج بريئة من قضية اغتيال الحريريquot;.