سمية درويش من غزة: كشفت مصادر صحافية عربية، بان اللواء غازي الجبالي قائد الشرطة الفلسطينية السابق تمكن من مغادرة القطاع إلى العاصمة عمان.
وقد تعرض الجبالي للإقالة من منصبه مرتين ، حيث كانت الأخيرة في السادس عشر من شهر تموز "يوليو" السابق بعد أن تمكنت مجموعة من كتائب شهداء جنين من اختطافه على الطريق الساحلي بالقطاع ،ورفضها إطلاق سراحه الا بعد مفاوضات وافقت السلطة خلالها على إقصائه من منصبه وتقديمه للقضاء على خلفية تورطه بقضايا فساد.
وذكرت صحيفة الحياة الصادرة في العاصمة لندن ، إن الجبالي غادر غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر قبل نحو أسبوع في شكل سري، ثم توجه الى العاصمة الأردنية عمان للإقامة فيها، موضحة بأنه تمكن من مغادرة القطاع بفضل مساعدة من مسؤول امني كبير في السلطة الفلسطينية.
وأشارت إلى ان المسؤول الكبير هو الذي سعى أخيرا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسماح للجبالي بالمغادرة من دون مشاكل، ويبدو ان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز هو الذي أعطى الموافقة الإسرائيلية.
ومع تمكن الجبالي من مغادرة القطاع قبل إقفال ملفه ، سيترك ذلك تساؤلات كبيرة لدى الشارع الفلسطيني ، حول مدى جدية السلطة الفلسطينية في محاربة الفساد وتقديم المتورطين بنهب المال العام للقضاء، بعد سنوات من مطالبة الفصائل الفلسطينية والجماهير الواسعة بفتح تلك الملفات.
وحسب "الحياة" فان الجبالي كان يصرح في جلساته الخاصة ان وزير الشؤون المدنية محمد دحلان هو الذي يقف حجر عثرة في طريق سفره ومغادرته القطاع لتورطه في قضايا الفساد.
ويعتبر دحلان من أكثر قادة السلطة الفلسطينية الذين يتحدثون وينادون بفتح ملفات الفساد وتقديم المتورطين للقضاء ،ومن الأصوات المطالبة باستمرار بإصلاح مؤسسات السلطة بعد الترهل الذي أصابها، حيث نجح أخيرا المسؤولين الأمنيين بكشف عدة قضايا اختلاس وفساد طالت كبار رجال السلطة.
وتسلم الجبالي مهام منصبه كقائد للشرطة الفلسطينية منذ العام 1994 حتى إقالته عام 2002 بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات ،حيث جمع خلالها ثروة طائلة ، وقد دخلت القوات الإسرائيلية منزله في رام الله بالضفة الغربية خلال اجتياح العام 2002 وصادرت الكثير من المحتويات الثمينة.