أسامة العيسة من القدس: قالت الإعلامية جيزيل خوري أرملة الصحافي سمير قصير، إن فلسطين كانت حية في حياة زوجها الراحل الذي اغتيل في بيروت. وكان خوري أرسلت كلمة بالبريد الالكتروني إلى المكتب الصحافي في وزارة الإعلام الفلسطينية، لتلقي باسمها في حفل التأبين الذي نظمته الوزارة يوم الاثنين الماضي في غزة، ولكن حسب المكتب وصلت كلمتها متأخرة، فعممها المكتب على وسائل الأعلام لنشرها.

وجاء في كلمة خوري المؤثرة: "لست ادري كم تعرفون عن سمير قصير.. ولكن مهم عندي ان تكونوا مدركين كم كانت فلسطين حية ومهمة في حياة سمير. وليس فقط لأن والده فلسطيني، بل أيضا لأن قضية فلسطين بكل ما تحمله من احباطات وأمال تماثلت مع قيم سمير وأحلامه. سمير كان يعشق الحرية ويقدسها، وسمير آمن بالديمقراطية والحداثة وكان يحلم ولا يستطيع ان يتخيل فلسطين إلا دولة عربية حرة وحديثة".

وقالت خوري "ما أريدكم أن تدركوه أيضا كم كان دائما معجبا وفخورا بصلابة هذا الشعب وإصراره على الحياة، رغم كل نقاط الضعف أمام جبروت القوى المصطفة ضده. سمير كان دائما يزهو بالإصرار الفلسطيني على الديمقراطية، معجبا بالتعددية الفلسطينية".

وأضافت "كان دائما يذكر أصدقاءه ومحاوريه كيف أن الفلسطينيين كانوا أول العرب والوحيدين الذين أصروا على إجراء انتخابات رئاسية مباشرة وحقيقية، ووجود مرشحين ينافسون أبو عمار، وهنا لا يسعني إلا ان افشي سر سمير القصير، سمير كان يعشق أبو عمار".

وأشارت إلى انه "حين حاصرت الدبابات الإسرائيلية (الختيار) في مقره في رام الله وصلنا الخبر أنهم يعدون العدة لقتله، تصلب سمير أمام التلفاز طوال الليل، شعوره بالعجز كان قاسيا، ربما كانت هذه من أكثر اللحظات التي رأيت فيها سمير محبطا، ولكن حين رأى الناس تلتف حول أبو عمار وتحمله على أكتافها انفرجت أساريره فرحة والتفت إلي وقال: "لقد قلت لك هذا شعب عظيم، هذا شعب عظيم" جملة رددها لي عشرات وعشرات المرات، كان يطير فرحا حين يكتشف أصولا فلسطينية لأي إنسان ناجح وفي أي مجال، "أرأيت؟ طلع فلسطيني، شعب عظيم، شو هالحكي، قلتلك شعب عظيم".

وقالت "كان يفخر بادوارد سعيد وأبو عمار كما يزهو بروني صيقلي بطل كرة السلة في أميركا. بالنسبة له كانت كلها أمثلة ساطعة على نظريته، شعب عظيم، سمير كان أيضا يعشق بيروت وربما كتاب عمره هو كتابه عن تاريخ بيروت، كتاب جميل وحظي على تقدير من العديد من المؤرخين، واسعد لو تقرأوه ولكن ان لم تسنح لكم الفرصة لقراءته، أريدكم ان تعرفوا ما هي أهم نقطة في الكتاب والتي ركز عليها سمير".

وأضافت "سمير كان يرى بيروت كضيعة لأهل بلاد الشام ولا سيما الفلسطينيين، وفي الكتاب إسهاب وإسهاب عن مساهمة العائلات الفلسطينية في صنع بيروت الحديثة".

وتساءلت "هل كنتم تعرفون ان لديكم هذا النفوذ الممتد حتى بيروت؟ أنا لم أكن اعرف، أنا اقدر مبادرتكم بتكريم سمير وأقول لكم انه ما كان سيقبل بأقل من هذا الاعتراف بأنه جزء منكم بل وكان سيطالبكم بان تعدوه ان فلسطين ستكون دولة عربية حرة وحديثة".