متفجرات لندن الجديدة شبيهة بالتي استخدمت سابقا
الشرطة تبحث عن 4 انتحاريين لم ينفذوا اعتداءاتهم

إيلافمن لندن: تبحث الشرطة البريطانية عن اربع انتحاريين مفترضين تركوا متفجراتهم في محطات قطارات بلندن ظهراليوم ولم يفجروا غير واحدة منها فيما مارس سياسيون ونواب بريطانيون ضغوطا على رئيس الوزراء توني بلير لالغاء عطلة البرلمان الصيفية وتسريع اصدار القوانين الجديدة لمكافحة الارهاب بينما بدات الحياة في لندن تعود ببطء الى طبيعتها مساء واعلنت الشرطة انها لم تعتقل اي شخص له علاقات باعتداءات اليوم .

وذكرت مصادر بريطانية الليلة ان الشرطة تبحث عن اربع انتحاريين بعد اكتشاف اربع متفجرات معدة للتفجير تركت في اربع حقائب من النوع الذي يحمل على الظهر حيث يعتقد المحققون ان الانتحاريين ضالعون في التفجير الذي شهدته محطة قطار "وارن ستريت" وسط العاصمة ومحاولات التفجير الاخرى في ثلاث محطات غيرها بعد ان ادلى شهود عيان بمعلومات عن اشخاص هربوا من المحطات المستهدفة ولم يعتقل اي واحد منهم بعد حيث اشارت الى ان الشخصين الذين ذكر انهما اعتقلا في وقت سابق اليوم لاعلاقة لهما بالاعتداءات الجديدة . وتقول الشرطة ان ان ثلاثة من المتفجرات الاربع التي عثر عليها تشبه تلك التي استخدمت في تفجيرات السابع من الشهر الحالي واعلن في وقتها ان الواحدة منها تزن خمسة كيلوغرامات وادت الى مقتل 56 شخصا فيما كانت الرابعة اصغر ووضعت في صندوق بلاستيك صغير .

وبحسب الشرطة فان الفحوصات الاولية للمتفجرات التي عثر عليها اشارت الى انها تحتوي على المكونات نفسها التي عثر عليها في منزل احد الانتحاريين الاربعة الضالعين في الاعتداءات السابقة والذي داهمته الشرطة في منطقة غرب يوركشاير شمال لندن .

واشارت المصادر الى ان رئيس الوزراء عقد مساء اليوم سلسة من الاجتماعات مع وزراء حكومته ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية اضافة الى عدد من نواب مجلس العموم والسياسيين حيث بحث معهم التداعيات التي خلفتها اعتداءات اليوم واشارت الى ان بلير تعرض خلال هذه الاجماعات الى ضغوط لتسريع اصدار القوانين الجديدة لمكافحة الارهاب التي كان مقررا عرضها على البرلمان في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل وتشريعها في كانون الاول (ديسمبر) المقبل . واوضحت المصادر ان بعض البرلمانيين ابلغوا بلير بضررة الاستعجال باصدار هذه القوانين وهو ما يعني تقليص او الغاء عطلة البرلمان السنوية التي تبدا الاسبوع المقبل وتستمر اكثر من شهر وابلغوه انه من غير المعقول ان تعيش البلاد هذه الظروف الاستثنائية الخطيرة فيما يتمتع نوابها بعطلة طويلة .

وقالت مصادر الشرطة البريطانية انها تعمل مع مختلف الجهات المختصة لتشغيل بعض القطارات والباصات التي تعطل عملها منذ ظهر اليوم لكنها اشارت الى ان قواتها ستبقى مستنفرة لاي طاريء فيما لايزال البحث عن شاب ذكر انه اسيوي السنحة قد هرب من محطة وارن ستريت في قلب العاصمة بعد انفجار عبوة فيه وفشل ثلاثة رجال لاحقوه من القبض عليه . واشارت الشرطة الى انها بدات في فحص اشرطة الفيديو التي سجلتها كاميرات الشرطة في اماكن الانفجار فيما وجهت الشرطة نداءات الى المواطنين بابلاغه عن اي معلومات يتوفرن عليها ا صور فوتوغرافة او ملتقطة باجهزة الهواتف النقالة عن تفجيات اليوم الى الاسراع بتوصيلها الىالشرطة .

وقال قائد الشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) انه من المبكر اتهام منظمة القاعدة بتفجيرات اليوم او معرفة انهم ينتمون الى المجموعة نفسها التي نفذت اعتداءات السابع من الشهر الحالي محذرا من اتهام اي مجموعة بريطانية بالمسؤولية عنها في اشارة الى المسلمين . وقد وقع تفجير في احد محطات قطار وسط لندن واخر في باص شرق العاصمة مما اسفرعن اصابة شخص واحد في وقت شددت السلطات على ان الاوضاع تحت السيطرة .

وفي مؤتمر صحافي مع محافظ لندن كين لينغستون قال قائد شرطة سكوتلانديارد ايان بلير ان الوقت مبكر لاتهام منظمة القاعدة بتفجيرات اليوم واشار الى ان بعض العبوات لم تنفجير مؤكدا ان هذه الاعتداءات تهدف الى قتل الابرياء واشار الى ان اجهزة الشرطة والاسعاف وشرطة النقل قد ملت بشكل رائع للسيطرة على الاوضاع واعادتها الى طبيعتها في العاصمة .

وحذر من توجيه اتهام الى اي مجموعة داخل المجتمع الريطاني في اشارة الى المسلمين بالمسؤولية عن اعتداءات اليوم مشددا على انها اعمال اجرامية وذلك بعد ان ظهر ان منفذي الانفجارات السابقة هم بريطانيون يعتنقون الاسلام . واضاف انه لايستطيع القول الان ان مسؤولي تفجيرات اليوم ينتمون للمجموعة نفسها التي نفذت الاعتداءات قبل اسبوعبن وقال (لاانفي ولا اؤيد) اوعدد المتورطين فيها موضحا ان معلومات جديدة عما حدث تتكشف دقيقة بعد اخرى .

وذكرت مصادر الشرطة انها اعتقلت شخصين لشكوك بعلاقتهما في تفجيرات اليوم كما انها تحاصر مستشفى لندن التعليمي القريب من محطة وارن ستريت وسط لندن للبحث عن شاب هرب منها الى المستشفى ذكر انه ذو سحنة اسيوية يبلغ طوله بين 6 و8 انجات ويرتدي بلوزا ازرق .

اما المحافظ لينغستون فقال انه لم يستغرب من وقوع اعتداءات اليوم مشددا على ضرورة اعادة الحياة في العاصمة الى طبيعتها واشار الى ان اجتماعا سيعقد غدا لتسريع عمليات اعادة فتح جميع محطات القطار وتشغيل خطوط قطارات الانفاق .. مشيرا الى ان هذه الانفجارات الارهابية ليست جديدة فقد وقعت مثيلات لها ي السبعينات والثمانينات في اشارة الى اعتداءات الجيش الجمهري السري في ايرلاندا . واضاف ان الاجتماعات ستتواصل مع قادة الاديان في البلاد لتمتين التعايش الاجتماعي .

وفي وقت سابق اليوم بعد ثلاث ساعات من وقوع الاعتداءات الجديدة قال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء استراليا الزائر مايكل هوارد انه لايمكن تجاهل خطورة اعتداءات اليوم مشيرا الى ان السلطات تتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية ارواح المواطنين والبقاء حذرة واشار الى ان هذه الحوادث الهدف منها ادخال الرعب في نفوس المواطنين وارباك حياتهم الطبيعية مشددا على ان الاجراءات تتخذ الان لاعادة الحياة الى طبيعتها في العاصمة . وناشد بلير البريطانيين الى الهدوء وعدم التصرف بردود افعال غير مدروسة يحاول ان يجرهم ليها الارهابيون مشددا على ان هؤلاء لن ينجحوا في تغيير طبيعة حياة البريطانيين مؤكدا عدم وقوع اصابات على مايبدو كما ال في احداث اليوم . وشدد على ان هزيمة الارهاب لاتتم بالاجراءات الامنية وحدها وانما بمقارعة الافكار الشريرة التي يحملها والتاكيد على حرية المعتقدات الدينية مشيرا الى ان الاسلام لاعلاقة له بالارهاب . ورفض الفرضيات التي قالت ان هذه الاعتداءات لها علاقة بالحرب في العراق موضحا ان دولا عدة شهدت انفجارات قبل عشر سنوات ايضا .

واشار هوارد من ناحيته الى تعاطفه مع ضحايا الانفجارات الي شهدتها لندن قبل اسبوعين وقال ان الارهاب عدو كل الاحرار في العالم ولذلك فهو يحاول نشر الافكارالشريرة في اوساطهم واشاعة الرعب والارهاب في العالم .

وعلى الفور ترأس بلير اجتماعا طارئا للمجلس الامني الاعلى الذي يطلق عليه (الكوبرا) بمشاركة قادة الشرطة والامن والاستخبارات اضافة الى وزير الداخلية تشارلز كلارك والخارجية جاك سترو لمتابعة تداعيات الاحداث الجديد التي وقعت اليوم ظهرا . واشار قائد الشرطة الى ان شخصا واحدا اصيب اصابات خفيفة موضحا ان بعض العبوات لم تنفجر بالشكل الذي كان يريد اصحابها تفجيرها ووجه نداء الى المواطنين للادلاء باي معلومات او صور هواتف نقالة يملكوها عن الاحداث التي شهدتها العاصمة اليوم .

وقد وقع انفجار في محطة وارن ستريت وسط لندن التي سمع فيها اطلاق نار ايضا ورجل قيل ان طوله بين 6 و8 انجات يبدو اسيويا اسود ويرتدي ملابس غامقة يجري بعد سماع صوت الانفجار قيل انه نتيجة انفجار عبوة في حقيبة اعقبه تصاعد دخان حيث وضع هذا الشخص الحقيبة وجرى هاربا ولم تعرف بعد طبيعة الانفجارات الاخرى لكن محطات شبرد بوش التي لم تنفجر فيها عبوة واوفال ووارين ستريت قد اخليت من المسافرين وشوهد خبرا متفجرات يرتدون بدلات مضادة للاشعاعات الكيمياوية يدخلونها اعن بعدها عدم وجود اي اشعاعات كيمياوية نتيجة التفجير فيما تم ايقاف حركة القطارات في خطوط الانفاق الثمانية بانحاء لندن التي تقل ثلاثة ملايين نسمة يوميا . وارسلت الشرطة عناصر منهاالى مستشفى لندن بالقرب من المحطة لتقصي ملابسات حادث قال تقرير انه وقع فيها من دون اعطاء ايضاحات اخرى .

وقالت امراة انها شاهدت ثلاثة رجال يحاوون الامساك بشخص يعتقد انه صاحب الحقيبة التي انفجرت لكنه استطاع الهرب منهم .. بينما اشار شاهد عيان اخر كان في احد عربات القطار الى انه سمع انفجارا في عربة اخرى وتصاعد دخان وروائح احتراق اسلاك فيما هرب المسافرون الى عربات اخرى ومنها الى خارج المحطة ترك بعضم احذيته وحاجياته في القطار وفي انحاء المحطة لدى هروبهم منها خائفين .

وقد تدفقت اعداد كبيرة من سيارات الشرطة والاسعاف على وسط لندن التي اخليت اعداد كبيرة من البنايات المحيطة بالمحطات واشارت الى انها تتعامل مع هذه الاحداث على انها من النوع الخطير برغم ان العبوات التي انفجرت كانت اصغر من تلك التي استخدمت في الاعتداءات الاربعة قبل اسبوعين . واعلنت شركة النقل المشترك انه لم يسجل سقوط جرحى في الحافلة رقم 26 التي افيد عن وقوع حادث فيها شرق لندن. وقال متحدث باسم الشركة "لقد سمع السائق دويا في الطبقة العلوية وعندما صعد الى هناك رأى ان زجاج النوافذ قد تطاير".

وعرضت محطة سكاي نيوز صورا من الجو للباص الذي وقع فيه انفجار ايضا شرق لندن حيث تحطمت وتناثر زجاجها على ارض الرصيف المجاور .. كما اظهرت الصور ان العديد من الشوارع المحيطة باماكن الحوادث وقد خلت تماما من المارة وحركة السيارات .. ومنعت الشرطة الناس حول هذه المناطق من استخدام اجهزة الهاتف المحمل .

وتاتي هذه الحوادث بعد اسبوعين بالضبط من اربع انفجارات انتحارية شهدتها لندن وادت الى مقتل 57 شخصا لحد الان بينما يستعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليبحث في وقت لاحق اليوم مع مسؤولين في الشرطة والاستخبارات السلطات الجديدة التي يشعرون انهم بحاجة إليها في أعقاب تفجيرات لندن في السابع من الشهر الحالي وادت الى مقتل 57 شخصا لحد الان مع توقعات بارتفاع هذا العدد فيما لايزال 27 اخرين يعالجون في المستشفى .

واعلن بليرامس انه سيدعو الى قمة للدول المتظررة من الارهاب سيعقد في لندن مطلع الشهر المقبل لدراسة سبل القضاء على التشدد الاسلامي بعد يوم من اعلان وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك ان بلاده بصدد اتخاذ بعض الخطوات الامنية المشدد في اعقاب التفجيرات لمنع دعاة الارهاب والمتطرفين الداعين له من التأثير في الشباب المسلم الغاضب في البلاد .

وابلغ كلارك مجلس العموم امس ان السلطات التي يتمتع بها اصلا لمنع اولئك الذين يشك في دعمهم للارهاب من دخول البلاد وفي طرد من هم موجودون فيها ستعزز الى حد بعيد كما ستوضع قائمة بالأنشطة المحظورة كالدعوة الى الارهاب ونشر المقالات التحريضية وتأسيس مواقع تدعو الى الارهاب على شبكة الانترنت حيث سيدرج الاشخاص الذين يقومون بهذه الاعمال في اي مكان في العالم على هذه القائمة لمنعهم من دخول بريطانيا بينما سيواجه المقيمون منهم فيها احتمال طردهم من البلاد مؤكدا بأن العمل جار لاصدار قوانين تحظر نشاطات معينة تشمل الاعداد للاعمال الارهابية وتشجيعها او الترويج لها والتدريب عليها استعدادا للقيام بها اضافة الى منع او طرد ائمة المساجد ورجال الدين المسلمين الذين يحرضون او يشجعون على التطرف والعنف .