القدس: تخشى قوات الأمن الإسرائيلية أن تكون هناك خلية أو أكثر لمتطرفين يهود يعملون سرا في إسرائيل والضفة الغربية ويسعون الى تقويض عملية الانسحاب من قطاع غزة التي يفترض ان تبدأ خلال عشرة ايام. واصبحت هذه المخاوف مبررة بعد الهجوم الذي نفذه جندي اسرائيلي يميني متطرف فار فتح النار في حافلة وقتل عمدا اربعة عرب اسرائيليين قبل ان يقتله الحشد ضربا.

واصبح المحققون يعرفون ان الشاب البالغ من العمر 19 عاما كان ناشطا في مجموعة كاخ العنصرية وكان على اتصال مع افراد في واحدة من المستوطنات الاكثر تطرفا في الضفة الغربية وهي تفواح الواقعة شمال رام الله وكان معارضا بشدة لخطة رئيس الوزراء ارييل شارون لاخلاء مستوطنات قطاع غزة. واثار اعتقال ثلاثة مستوطنين في تفواح بعيد الهجوم كانوا على علمكما ما يبدو بنوايا الجندي، احتمال وقوع عمليات اخرى نظمتها خلايا تضم متطرفين يهودا. وقال مسؤول عسكري اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "نركز جهودنا على احتمال ان تقرر مجموعة سرية يهودية واحدة او اكثر شن هجوم خلال الفترة التي تسبق الانسحاب او اثناء اجلاء مستوطني غزة". واضاف ان عشرات من عناصر جهاز الامن الداخلي (شين بت) يطاردون اليوم متطرفين يهودا يمكن ان ينفذوا هجوما لنسف الانسحاب. وتابع المسؤول نفسه "نعرف ان بعض الاوساط اليهودية المتطرفة تضم اشخاصا يعتقدون ان هجوما يمكن ان يمنع ارييل شارون من تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة"، مشيرا خصوصا الى امكانية تعرض باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية لهجوم.

وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاحد ان المستشار القانوني للحكومة مناحيم مزوز يمكن ان يأمر الشرطة خلال الاسبوع الجاري بالقيام بعمليات توقيف وقائية لمتطرفين يهود مدرجين على لائحة اعدها جهاز الامن الداخلي. وقالت الصحيفة ان هذه اللائحة اعدت استنادا الى معلومات جمعت في الاشهر الاخيرة عن تحركات متطرفين يهود ينوون على ما يبدو زعزعة الانسحاب بعنف خصوصا عبر اطلاق النار على العسكريين ورجال الشرطة على الارض. وتحدثت وزارة الدفاع بعد هجوم شفاعمرو الخميس عن امكانية توقيف هؤلاء المتطرفين اداريا، وهو امر لا يتطلب المثول امام قاض.

وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الحكومة ستستمع خلال اجتماعها اليوم الاحد لتقارير حول "الاجراءات التي يجب اتخاذها ضد المتطرفين اليهود" بعد الاعتداء الذي ارتكبه جندي فار. واضاف ان وزير الدفاع شاوول موفاز "سيوصي بتوقيف هؤلاء المتطرفين اداريا" اي بدون محاكمة لمدة يمكن ان تصل الى ستة اشهر قابلة للتجديد. من جهته، دعا نائب رئيس الحكومة شيمون بيريز قوات الامن الى تجريد العناصر المتطرفة في اليمين الوطني المعارض للانسحاب من اسلحتهم. وقالت الصحف الاسرائيلية ان القياديين في حركة كاخ العنصرية التي ينتمي اليها منفذ هجوم شفاعمرو قالوا انهم عينوا قياديين آخرين في حال اعتقل القياديون الحاليون. الا ان القوات الاسرائيلية ليست الجهة الوحيدة التي تخشى هجمات من هذا النوع. فقد اكد الشيخ ابراهيم صرصور احد قياديي الحركة الاسلامية للعرب الاسرائيليين في اجتماع للهيئات القيادية لهذه المجموعة ان "قنابل يهودية موقوتة موجودة بيننا".