لندن: دعا الكاتب البريطاني سلمان رشدي في صحيفة التايمز الصادرة اليوم الى "اصلاح اسلامي" ليتسنى للاسلام الدخول في عالم التحديث. ورأى الكاتب ان تفسيرا منفتحا للدين سيحسن العلاقات مع الغرب ويقلل من حالة الاغتراب التي دفعت شبانا بريطانيين مسلمين الى تنفيذ اعتداءات لندن في تموز/يوليو التي اودت بحياة 52 شخصا اضافة الى الارهابيين.

وكان الكاتب سلمان رشدي اعتبرأن تصريح رئيس المجلس الإسلامي في بريطانيا سير لاقبال ساكاراني:"أودلادنا خططول لاعتداءات 7تموز"، أنه لاول مرة يقبل فيها بريطاني بتصرفات "شائنة" ينفذها أبناء "المجتمع البريطاني".

وقال إن قضية ساكارني تظهر ضعف استراتيجية لندن بالاعتماد على مسلمين تقليديين لمحاولة التخلص من الفكر الإسلامي الراديكالي المتطرف، ووصف الإسلام بأنه مرجية واسعة يضم في طياته مسلمين ومسلمات متحضرين ومتحضرات إضافة الى فئة تتعارض دائما مع المجتمعات التي تنطوي بها.

وأردف الكاتب قائلا ان العديد من المسلمين التقليديين الذي قطنوا المنطقة التي تحدر منها منفذو اعتداءات السابع من تموز كانوا يعيشون حياة منغلقة وشبه منفصلة عن المجتمع الأكبر، ولأسباب "دفاعية" وفي ظل الحياة ضمن عالمين منفصلين تماما استطاع بعض الشبان من إيجاد تبرير والإقدام على ما أقدموا عليه شهر تموز الماضي.

واعتبر رشدي أن جذور هذه المشكلة قد تعود الى ااصراعات التي تشهدها المنطقة ان في العراق او غيرها هي التي دفعت بالشبان الذين ينضوون الى المجتمعات الاسلامية الغربية.

ودعا الكاتب البريطاني الى "اصلاح اسلامي" ليتسنى للاسلام الدخول في عالم التحديث. ورأى الكاتب ان تفسيرا منفتحا للدين سيحسن العلاقات مع الغرب ويقلل من حالة الاغتراب التي دفعت شبانا بريطانيين مسلمين الى تنفيذ اعتداءات لندن في تموز/يوليو التي اودت بحياة 52 شخصا اضافة الى الارهابيين.

ورأى الروائي المولود في الهند لعائلة مسلمة في مقاله "من الضروري تخطي التقاليد، ولا اقل من القيام بحركة اصلاحية لنقل المفاهيم الاساسية للاسلام الى عهد التحديث". واضاف "لا بد من اصلاح اسلامي لمكافحة ليس فقط الايديولوجيات الجهادية بل ايضا المدارس الدينية لاصحاب التقاليد التي علاها الغبار واصبحت خانقة وذلك بفتح النوافذ واسعة على المجموعات المغلقة ليدخلها الهواء المنعش الذي تحتاج اليه كثيرا".

واعتبر رشدي ان عددا كبيرا من المسلمين في بريطانيا يعيشون على هامش المجتمع وان "الشبان في مثل هذه الاوساط المعزولة يمكن ان يعانوا من الاغتراب بسهولة". وقال ان عددا قليلا جدا من المسلمين تمكنوا من دراسة القرآن كوثيقة تاريخية و"آن الاوان" ليتمكن المؤمنون من ان يفعلوا ذلك.

واعتبر هذا الكاتب ان "الاصرار داخل الاسلام على ان نص القرآن معصوم ومنزل، يجعل بكل بساطة كل تحليل علمي امرا مستحيلا". وتساءل "لماذا تريدون ان يكون الله متاثرا بالمعطيات الاجتماعية والاقتصادية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع"؟.
ورأى رشدي انه "لو كان ينظر الى القرآن على انه وثيقة تاريخية، لكانت اعادة تفسيره شرعية للتكيف مع الظروف الجديدة للحقبات الجديدة المتتالية".

وفي كتابه القادم الذي سيصدر في ايلول/سبتمبر تحت عنوان "شاليمار البهلواني" يروي المؤلف قصة شاب مسلم من كشمير دفعه الاسلام المتطرف الى ان يصبح متطرفا ارهابيا.

واضطر سلمان رشدي الى الاختباء بعد ان اصدر مؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله الخميني في شباط(فبراير) 1989 فتوى بهدر دمه بتهمة التجديف والاساءة للاسلام وللنبي محمد في روايته "الايات الشيطانية". ورصدت مكافأة قدرها 2.8 مليون دولار لقتله.