يوم الاربعاء الدامي على ضفاف دجلة

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: العملية كانت مدروسة ونفذت باتقانبحسب شهود عيان في منطقة الكاظمية في بغداد، اتصلت بهم "إيلاف" هاتفيًا.

وشبه أحد الناجين الذين تكلمت معهم إيلاف حادثة جسر الأئمةبما حدثفي 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً إذا ثبت وجود عمل انتحاري في الحادث.

الحصيلة الأولية لضحايا الحادث تصاعدت بشكل سريع. كان عدد القتلى أقل من مئة، ليصبح الآن 600 على الأقل.

بدأت العمليةبإطلاق مجهولينصباح اليومأربعة صواريخ هاونعلى مدينة الكاظميةالتي يحيي فيها العراقيون الشيعة ذكرى مقتل الإمام موسى بن جعفر الكاظم، الإمام السابع لدى الشيعة الاثنى عشرية. الذعر ألم بالزوار الذين ازدحموا فوق الجسر الذي يصلمنطقة الأعظمية بالكاظمية.

تعالت صرخات منرجل مجهول، بث شائعة تقول إن انتحاريًا سيفجر نفسه. بدأ التدافع من جهتي الجسر؛ الزوار القادمين

الذين لم يسمعوا بالشائعة بوجود انتحاري، والزوار الخائفين الذين سمعوا الشائعة وحاولوا الهرب. رجال ونساء تدافعوا ليعبروا، وبعضهم قفز في النهر خشية أن يكون الانتحاري المزعوم على الجسر. الا أن الذين قفزوا، تلقتهم الصخور على حافة النهر، وتوفوا على الفور.

زوار عراقيون بينهم أطفال يتجهون إلى ضريح الأئمة الذي أدى التدافع لإنهياره

من جهته حمّـل الناطق باسم التيار الصدري الحكومة العراقية جانبا من المسؤولية لاهمالها حسب تصريحها لتفزيون العربية اليوم وطالب بإقالة وزيري الداخلية والدفاع لفشلهما في منع هذه الكارثة. ورجح شهود عيان ان يكون معظم القتلى والجرحى من سكان مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية الفقيرة ويوالي معظم سكانها رجل الدين مقتدى الصدر. بالاضافة الى زوار من مختلف المحافظات العراقية خاصة المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية. وأدان السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ملقيا بتبعتها على الارهابيين الذين قال انهم يريدون ارعاب المواطنين وتعطيل العملية السياسية العراقية.

عراقي يسير وسط متعلقات الضحايا في موقع التدافع

حداد لثلاثة أيام
وأعلن مصدر امني أن676 عراقيا قتلوا غرقا واصيب 301 اخرون بجروح متفرقة في انهيار جزء من جسر الأئمة، فيما أعلنرئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في بيان الحداد العام في العراق لمدة ثلاثة ايام على ارواحالذين قضوافي الحادثة اليوم.

ونقل بيان بثه التلفزيون العراقي الحكومي (العراقية) عن الجعفري قوله "نعلن الحداد العام لمدة ثلاثة ايام في عموم العراق".واضاف "نعزي في استشهاد الامام موسى الكاظم وعدد من الزوار من محبيه وانصاره من الذي قتلوا في تدافع واختناقات".

وحذر علماء الدين الشيعة من الرد ودعوا لضبط النفس ، فيما أدانت هيئة علماء المسلمين السنية استهداف المراقد المقدسة.

يضاف الى هؤلاء سبعة قتلى و35 جريحا في سقوط اربعة قذائف هاون في مناطق قريبة من ضريح الامام موسى الكاظم سابع الائمة ال 12 المعصومين لدى الشيعة .

ومن جانبه، اتهم موفق الربيعي مستشار الامن القومي "الصداميين والزرقاويين" بالوقوف وراء الحادث. ونفى الربيعي حصول اي انهيار في جزء من الجسر وقال "لم ينهر اي جزء من الجسر وكل ما حصل هو ان هناك بعض الصداميين والزرقاويين اطلقوا اشاعات اصابت بعض الزوار بالذعر ودفعتهم بالقاء انفسهم من فوق الجسر في نهر دجلة". واضاف "سبق هذا اطلاق الارهابيين ثمانية قذائف هاون على مناطق قريبة من الضريح ما تطلب الرد عليهم وقتل بعضهم".

ومن جانبه، اكد جواد المالكي الرجل الثاني في حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ان "المجرمين ارادوا من هذه الجريمة اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي ليتقاتلوا في ما بينهم".

دعوات للحيطة والحذر
من جانبه، دعا وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي مباشرة العراقيين الى "الحيطة والحذر وهم يحيون ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم".

واعرب الوزير العراقي عن الاسف لوقوع حادث التدافع. وقال ان "هناك من تحدث عن وجود مفخخات على الجسر مما اثار حالة الهلع والفزع بين الزائرين مما ادى الى حصول حالة من التدافع سبب انهيار جزء من الجسر وسقوط عدد كبير من الزائرين في النهر".وعن حصول حالات تسمم، قال "حذرنا من تناول الطعام والماء من مصادر مجهولة وغير معروفة". واكد الوزير العراقي "استنفار مفارز وزارة الصحة لمواجهة اي حالة طارئة".

عراقي يوجه سيارة إسعاف تنقل مصابين في الحادث الى مستشفى في بغداد