الأميركي المهاجر ذو "الحبال" الشرق أوسطيّة يصل:
ابي زيد "مايسترو" بغداد أمام ملك السعودية

سلطان القحطاني من الرياض: وصل مساء اليوم (السبت) إلى العاصمة السعودية الرياض قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق اول جون ابي زيد،وذلك في إطار زيارة تستهدف عقد مباحثات مع القيادة السعودية ممثلة بعاهل البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز،والتي جرت في مكتب الملك الواقع في قصر السلام. ولم يفصح البيان الرسمي الذي بثته الوكالة الرسميّة عن طبيعة المحادثات أو فحوى الملفات التي سيتم طرحها،في ظل غياب الدكتور عادل الجبير مستشار الملك عبدالله مذ كان ولياً للعهد،والمتواجد دوماً في غمار المباحثات السعودية الأميركية،والذي غالباً ماكان يظهرُ خلف الملك إثر إستقبال الوفود الاميركية.

وكان القائم بالأعمال الأميركي في السعودية غاري غرابو،والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار الملك، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري من ضمن الوفدين المتباحثين اليوم في الرياض. والجنرال ابي زيد هو حفيد مهاجرين لبنانيين مسيحيين إلى الولايات المتحدة، وقد هاجر اجداده الى الولايات المتحدة من قرية مليخ في قضاء جزين في جنوب لبنان عام 1915. ويبلغ ابي زيد الثانية والخمسين من العمر، وهو أب لثلاثة أطفال. ويجمع ما بين العمل العسكري والإنجاز العلمي.وهو يدافع عن تدريب الجنود على حفظ السلام بالإضافة إلى القيام بالعمل العسكري.

ودرس ابي زيد في الجامعة الأردنية، ويحمل درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسطية من جامعة هارفارد، واكتسب لقب "العربي المجنون" عندما كان يدرس في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت. وقد أمضى حتى الآن في السلك العسكري 30 عاما ، وعمل في شمال العراق أثناء أزمة الخليج الأخيرة، وفي كوسوفو وفي البوسنا ايضا.عمل أيضا كضابط عمليات تابع للأمم المتحدة في لبنان، وعمل كمساعد لرئيس هيئة الأركان المشتركة،وقاد فرقة أمريكية أثناء الغزو الأمريكي لغرانادا عام 1983. وتشهد العلاقات السعودية الأميركية على الصعيد العسكري توائماً متصاعداً فيما يتعلق بالعقود العسكرية التي تبرمها الحكومة السعودية لتسليح قطاعاتها العسكريّة،وفي ظل التنسيق العملياتي الذي كان معمولاً به لمراقبة الحظر الجوي على أجزاء من العراق نتيجة إتفاقية "صفوان" الشهيرة.

والتنسيق ذاته الذي تم ايضاً مذ بدء أولى دقائق الحرب الأميركية الأخيرة على العراق،على الرغم من الرفض السعودي لإستخدام القواعد العسكريّة التي يحتضنها التراب الإقليمي السعودي في مهاجمة العراق،وأيضاً الرفض السعودي لإستخدام القواعد العسكريّة لمهاجمة كابل إثر أحداث سبتمبر التي شهدتها الولايات المتحدّة. وعدا هاتين الحادثتين فإن التنسيق الأميركي السعودي على الصعيد العسكري بلغ من العمر عتيّا لفترة جاوزت الربع قرن،وهي الفترة التي شهدت التناغم مابين الأفكار على كافة الأصعدة بالنسبة لصناع القرار في العاصمتين الرياض وواشنطن. وأسهمت قمة كروفورد الأخيرة التي جمعت مابين الملك عبدالله بن عبدالعزيز،ولي العهد حينها،والرئيس الأميركي بوش،في إعطاء دفعة كبيرة لإعادة خط سير العلاقات إلى حيويتها السابقة قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر،والتي ألقت بظلال سلبية على طبيعة العلاقة مابين البلدين.