روسيا البيضاء تدافع عن صدام وتتحسر على الاتحاد السوفياتي
مناقشة إصلاح الأمم المتحدة بعد الاستفاضة حول مكافحة الإرهاب


إقرأ أيضا


الأوروبيون ينتظرون الخطاب الذي سيلقيه نجاد

مُشَرف : نحن نحطم محظوراتٍ في التعامل مع اسرائيل

نيويورك (الامم المتحدة): يستعد قادة دول العالم ليوم آخر من الاجتماعات لمناقشة استراتيجيات مكافحة الفقر والارهاب والامراض بعد ان اعترف الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بأن مشروع اصلاح المنظمة الدولية الذي تم تبنيه بعيد عن تحقيق تطلعاته. ويلتقي ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات 170 دولة وسط اجراءات امنية مشددة في اكبر قمة تتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الامم المتحدة.

ملف الإرهاب

وهيمن أمس على اللقاءات والخطب ملف الارهاب ، حيث دعت السعودية الامم المتحدة الى اقامة مركز دولي لمكافحة الارهاب من اجل تحسين التعاون الدولي في هذا المجال. وقال ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز ان "الارهاب يهدد العالم بأسره ولا بد من القيام بجهد جماعي لمكافحته".واضاف النائب الاول لرئيس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران ان "المملكة اكدت من جديد انها تدين الارهاب بكل اشكاله ومظاهره. نحن نعاني من الارهاب ونتصدى له مع احترام ايماننا بالاسلام وبتاريخنا وبقيمنا الاخلاقية". وتابع ان "المملكة يسعدها ان تقدم مشروع قرار في الامم المتحدة يدعو الى تشكيل فريق يكلف دراسة توصيات اعلان الرياض وخصوصا اقامة مركز دولي لمكافحة الارهاب". من جهته وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الارهاب بأنه "الوريث العقائدي للنازية". وقال ان "الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي يجب ان يكون مركز التنسيق الرئيسي للتعاون الدولي في المعركة ضد الارهاب الوريث العقائدي للنازية".لكنه اضاف ان هاتين المؤسستين عليهما ايضا "تنسيق تسوية النزاعات الاقليمية القديمة" التي رأى ان الارهابيين يستفيدون منها باستغلال التوتر الديني والاثني والاجتماعي.

واكد بوتين ضرورة تعزيز الامم المتحدة لتؤدي هذه المهمة "وتتصدى بفاعلية اكبر لتحديات القرن الحادي والعشرين". كما وجه الرئيس العراقي جلال طالباني نداء ملحا الى الاسرة الدولية لتساعده في مكافحة الارهاب. وقال طالباني في اول اجتماع للجمعية العامة للامم المتحدة يحضره منذ توليه الرئاسة ان "العراق يواجه اليوم اشرس حملة ارهابية تشنها قوى الظلام". واضاف "نحن بحاجة ملحة الى تجربتكم واستثماراتكم ودعمكم المعنوي لمكافحة الارهاب". كما دعا الرئيس الصيني هو جينتاو الى تعزيز التعاون الدولي ضد الارهاب مشددا خصوصا على اهمية الاهتمام باسبابه ايضا.
والدعوة نفسها، وجهها الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي شدد خصوصا على النزاع في كشمير.
وقال سينغ "لن نستسلم للارهاب في كشمير او اي مكان آخر" بينما نفى مشرف الاتهامات الهندية المستمرة لباكستان بدعم متمردي كشمير. من جهته تحسر الكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء في كلمته على انهيار الاتحاد السوفيتي ودافع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين واتهم الولايات المتحدة باشاعة الفوضى في العالم.

مقاعد دائمة في مجلس الأمن

وقررت اليابان والهند والبرازيل والمانيا في اجتماع على هامش القمة مواصلة السعي لشغل مقاعد دائمة في مجلس الامن الدولي. الا ان مطلبها هذا يلقى معارضة الولايات المتحدة والصين. ودعا رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي قادة العالم الى دعم هذا المطلب لمجموعة الاربع، بينما اكد وزير الخارجية نوبوتاكا موشيمورا في ختام الاجتماع "علينا مراجعة استراتيجيتنا لنرى ما كان جيدا وما كان سيئا". وقال كويزومي ان "العالم تغير بشكل اساسي منذ ستين عاما. لقد اصبحت آسيا وافريقيا اللتان خرجتا من الاستعمار، فاعلتين في اسرتنا الشاملة"، مؤكدا ان "اليابان اتبعت منذ ستين عاما طريق التنمية السلمية وساهمت بشكل كبير في احلال السلام والرخاء في العالم". واثار اصرار اليابان على مسألة توسيع المجلس رد فعل من رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة يان الياسون الذي قال "سمعت ان المواجهة (بين الدول المتنافسة) تصاعدت"، مؤكدا انه "من غير المثمر" ان تبقى بعض الدول عالقة وسط خلافات.

إصلاح الأمم المتحدة

من جهته، اكد وزير الدفاع الهندي ناتوار سينغ ان "مجموعة الاربع موجودة وستواصل العمل من اجل اصلاح الامم المتحدة"، موضحا ان اقتراح المجموع قد يطرح مجددا خلال الدورة الستين للجمعية العامة للامم المتحدة. وكانت هذه المجموعة اقترحت زيادة عدد اعضاء مجلس الامن الدولي من 15 الى 25 مع ستة مقاعد دائمة واربعة مقاعد جديدة غير دائمة. اما وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي لم يحضر الاجتماع فقد رأى ان اصلاح الامم المتحدة يتناسى مسائل اساسية من بينها الحد من التسلح ومكافحة الارهاب. وقال "من المؤسف انه لم يتم التوصل الى اي اتفاق حول المسائل الاساسية التي يشكلها الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي وتعريف الارهاب".

وشهد اليوم الاول من القمة احياء الحوار بين الاوروبيين وايران بشأن برنامجها النووي وتأكيد من قبل قادة العالم على ضرورة مكافحة الارهاب.
واكد وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والمانيا في ختام لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انهم ينتظرون الخطاب الذي سيلقيه غدا السبت للحكم على الخطوات التي ستتخذ بشأن الملف النووي الايراني. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بعد الاجتماع الذي عقد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان "الاجتماع كان مفيدا. ننتظر الآن الخطاب الذي سيلقيه السبت" الرئيس الايراني.

واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الفرنسي فيليب دوست بلازي والالماني "سنصغي بانتباه الى ما سيقوله وننطلق منه".
وقد ذكرت الصحف الايرانية ان احمدي نجاد يمكن ان يعرض مقترحات جديدة حول الملف النووي في هذا الخطاب. وقال لوكاشينكو الذي تصفه ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بانه آخر دكتاتور في اوروبا لزعماء قمة الامم المتحدة ان ايران وكوريا الشمالية ينظر اليهما بمنطق الاعداء "من فوهة البندقية." وقال لوكاشينكو "مر خمسون عاما على انهيار بلادي الاتحاد السوفيتي . الاتحاد السوفيتي رغم كل الاخطاء ورغم عثرات زعماءه كان مصدر امل ودعم لعديد من الدول والشعوب." وذكر ان الاتحاد السوفيتي السابق وفر توازنا في النظام العالمي الذي تهيمن عليه الان الولايات المتحدة وتنفرد بالقرار. وفيما يتعلق بالعراق قال لوكاشينكو ان الرئيس العراقي السابق "خذل لصالح الفائز مثلما في العصور الهمجية." وقال ان اسلحة الدمار الشامل الحقيقية ليست في العراق بل تكمن في البؤس الذي يحيق بمليارات من الناس. واضاف "الفقر والحرمان اصبحا حقا وبالفعل اسلحة دمار شامل بل إنها أسلحة انتقائية عنصرية."