انتخابات صعبة ونتائج أصعب
الإقبال على الصناديق بارد كخريف ألمانيا

اعتدال سلامه من برلين:أعلنت اللجنة الانتخابية الالمانية التي نشرت نتائج رسمية غير نهائية ان حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة انغيلا مركيل (محافظون) يتقدم بالاصوات على الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار غيرهارد شرودر في الانتخابات التشريعية المسبقة التي جرت اليوم الاحد.

وحصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي على 35.2% من الاصوات (28.5% في 2002) والحزب الاشتراكي الديموقراطي على 34.3% (38.5% في 2002).وحصل الحزب الليبرالي على 9.8% (7.4% في 2002) وحزب اليسار حقق تقدما بحصوله على 8.7% (4% في 2002) وحزب البيئة (الخضر) شهد تراجعا مع 8.1% (8.6% في 2002). و قد وصلت نسبة المشاركة الى 77.7% بتراجع طفيف عما كانت عليه في 2002 (79.2%).

وكان استطلاع للناخبين اجراه معهد "انفراتست ديماب" اظهر ان حزب الاتحاد المسيحي سيحصل على 225 مقعدا والحزب الاشتراكي الديموقراطي على 221 مقعدا والحزب الليبرالي على 61 وحزب اليسار (شيوعيون جدد) على 54 وحزب البيئة (الخضر) على 51. ولكن اللجنة الانتخابية لم تنشر اية ارقام عن عدد المقاعد لكل حزب.

واذا ثبتت نتائج الاستطلاع فلن يحصل حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي على الاغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل حكومة وكذلك لن يحصل تحالف شرودر والخضر على الاغلبية المطلقة ايضا. .

و كان إحصاء تم الساعة الثامنة مساء اشار ان الاتحاد الوطني المشكل من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري نال 35.4 في المائة من أصوات الناخبين فيما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 34،2% أي فوز التحالف الأول بفارق بسيط.

لكن الاثنان لم يكونا من بين الفائزين هذه المرة حيث خسر الأول حوالي 2 % مقارنة مع دورة عام 2002 والاشتراكيين 4% وهي خسارة كبيرة جدا مقارنة مع ما بذله في الأيام الأخيرة واستقرارات الرأي.

ولا بد من القول أن الفائزين الحقيقين هذه المرة هما الحزب الليبرالي الذي انتزع من الاشتراكيين وشريكه الاتحاد الوطني الكثير من الأصوات وحصد 10% والحزب اليساري في الأقاليم الشرقية 8،5% بينما تمكن الخضر من حصر خسارتهم ب0،5 % لينالوا 8،1%.

ولقد أعلنت القيادة الخضراء عن انتقالها إلى خط المعارضة فيما لم يعترف الاشتراكيون بالخسارة وأصر رئيسهم فرانس مونتيفريني على إطلاق لقب المستشار على شرودر دون أن يفسر السبب مما دفع البعض الى التخمين بانه فتح باب أمام الائتلاف الكبيرة مع الاتحاد الوطني.
لكن مرشحة الاتحاد للمستشارية انجيلا ماركل أعلنت منذ البداية رفضها التحالف الكبير، لذا يطرح السؤال الان هل ستدفع ماركل إلى ذلك. فمجموع المقاعد التي ستحصل عليها في مجلس النواب 220 وإذا ما جمع مع ما ناله الليبراليون وهو 62 مقعدا لن تتمكن من تشكيل الاغلبية الساحقة وهي 51%، لذا سيبقى الوضع من دون جواب وقد يتطلب بعض الوقت.

من جهته أعلن المستشار الالماني جيرهارد شرودر عزمه على اجراء مباحثات مع كافة الاحزاب السياسية الالمانية لتشكيل حكومة باستثناء الشيوعيين السابقين في حزب الاشتراكية الديمقراطية (بي دي اس). وكان شرودر قال بعد ان اغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في الانتخابات البرلمانية انه يتعين ان يظل زعيما لالمانيا ويشكل الحكومة المقبلة.وقال شرودر لتلفزيون (ايه ار دي) "اشعر بأن لدى تفويضا بأنه ستكون هناك حكومة مستقرة في البلاد بقيادتي خلال السنوات الاربع القادمة."

وكانالإقبال على الاقتراع في ألمانيا حتى ظهر اليوم قد شهدبرودة تشابه طقسها الخريفي هذه الأيام، وذلك حتى إقفال الصناديق السادسة مساء بالتوقيت المحلي. واقترع قادة الأحزاب في الساعات الأولى من الصباح ، وأسقط المستشار الاشتراكي غرهادر شرودر ورقة التصويت في صندوق قلم اقتراع في مدينته هانوفر وزعيم الحزب المسيحي البافاري ادمون شتويبر في بلدته الهادئة الجنوبية في فولفراتهاونس، فيما انتخب وزير الخارجية عن حزب الخضر يوشكا فيشر في برلين ، وكذلك مرشحة الاتحاد الوطني للمستشارية انجلا مركل التي قصدت مع شريك حياتها أحد أقلام الاقتراع في الحي الذي تسكنه. لكن استقراءات الرأي دلت على أن الفارق سيكونضئيلا بين المتسابقين الرئيسيين الحزب الاشتراكي والاتحاد الوطني ، إذ ان شعبية الاشتراكيين تراوح ما بين ال32 و34% والاتحاد الوطني41 % والخضر كما الليبراليين ما بين ال6 و8 %. والشعبية المتنامية ما زالت للحزب اليساري في الأقاليم الشرقية بزعامة الشيوعي غريغور غيزي والاشتراكي سابقا وصديق شرودر سابقا وعدوه لاحقا اوسكار لافونتين. والسؤال الذي يدور في الرؤوس وقد لا يحسم ايضا في المساء أي شكل من التآلف الحكومي سيدير مجلس النواب الاتحادي البالغ عدده 598 ويتنازع عليه 3648 مرشحا من 25 حزبا كبيرا وصغيرا من بينهم حزب NPD اليميني المتطرف.

إحباط عام
ورغم شعور العديد من الناخبين بأن التغيير لن يحسن من أوضاعهم المعيشية والاقتصادية إلا أنهم يريدون خوض تجربة وإن لمرة. على سبيل المثال، برنت أوليفر شميدت برليني عمره 34 سنة وعاطل عن العمل منذ سنتين بعد تسريحه من مصنع للسيارات، ادلى بصوته الأول للاتحاد الوطني ممنيا النفس بالتغيير وإلا سوف يعطي ظهره لألمانيا ويتجه إلى نيوزيلندا على غرار ما فعل أكثر من 400 ألف ألماني. بينما ترفض لودميلا كانت إضاعة الوقت ولن تقترع لتأكدها أن الحل ليس في يد أي من الحزبين بل في يد الرأسمال الدولي الذي يريد الربح فحسب ولا يطعم الآخرين، وقالت أن السياسيين في المانيا وغيرها ليسوا سوى دمى في أيدي الرأسمال الدولي. ومن يريد حل مشكلة البطالة العمالية عليه التقليل من الاعتماد على الآلة والتقنية المتطورة فهي حلت مكان العام الانسان وتسببت بموجات التسريح من العمل وهناك تكمن المشكلة. وهي تلعن الساعة التي اعتمد فيها النقد الموحد اليورو لأنه رفع الاسعار وتسببب تراجع قوة الشراء.

وتعارضها في الرأي كريستا ارنز مدرسة الموسيقى التي انتخبت الخضر وتريد عودتهم إلى الحكم مع الاشتراكيين، وهي تعتبر أن الاتحاد الوطني حزب تقليدي، وحتى لو كانت زعيمته امرأة لن يكون لصالح المرأة والعائلة والمكتوب معروف من عنوانه ، فزعيمة هذا الحزب تريد زيادة الضرائب.

ويريد الصحافي هانس بيتر شولتس الاقتراع لماركل لأن البلد بحاجة إلى تغيير وقد تحمله المستشارة الجديدة الى مرتبة اقتصادية متقدمة وتنشله من الوضع المتردي. أما شرودر ففشل في خفض عدد العاطلين عن العمل وتجاوز عددهم العدد الذي كان عند توليه سدة الحكم، كما أنه لا يريد رؤية يوشكا وزير خارجية، فهذا الذي يدعي انه مسالم ارسل جنودا ألمان الى البلقان. ولسماسرة البورصة رأي ينطلق من مصالحهم ويقول العديد منهم إن فوز الاتحاد الوطني والليبراليين سيحرك على الأقل وضع البورصة الجامد. وهم يتوقعون من الحزبين إحداث إصلاحات بسرعة، وفي هذه الحال يمكن لمؤشر داكس في بورصة فرانكفورتأن يقفز في وقت قصير حتى ال5000 نقطة.