بهية مارديني من دمشق: رأى حقوقيون سوريون ان دمشق تعاونت مع ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وافترضت حسن النية ، واكدوا انها التزمت بالقانون الدولي رغم تجارب العرب المؤلمة في هذا الصدد.
وقال الدكتور إبراهيم الدراجي استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق ان ميليس معروف بمهنيته وحرفيته وسورية تعاملت معه من هذا المنطلق والتزمت ببنود القانون الدولي بعيدا عن الشكوك التي تساورها وافترضت حسن النية ، واشار الى انه كأكاديمي مستقل لايمكن الا ان يواجه المخاوف من تسيس التحقيق وخاصة اذا تذكرنا التسريبات في مساره المتعلق بلبنان على الاقل وهو الامر الذي اكده الشهود اذ قال شارل ايوب رئيس تحرير صحيفة الديار اللبنانية اشياء لاتوحي بالاطمئنان وتثير الشكوك والريبة حيث وجه اليه 400 سؤال حول اتهام سورية ، ونوه الدراجي بانه من ناحية قانونية لانستطيع ان نشكك قبل ان نطلع على التقرير النهائي لانه قد يحتوي على بعض الادلة غير المعروفة وقد تكون التسريبات مقصودة لما فيها خدمة التحقيق ولكن ما يقلقنا هو المؤشرات التي نراها مثل الاعتماد على حديث الشاهد السوري المزعوم .
واكد الدراجي ان سورية حتى الان تعاملت مع ميليس بمهنية واحتراف ولم تترك اي ذريعة لاتهامها بعدم التعاون ، لافتا الى ان التقرير الاجرائي يثير ايضا بعض الشكوك اذ انه تحدث عن اسئلة مكتوبة ارسلها ميليس الى سورية ثم تلقى الرد وان سورية طلبت منه موعدا ولكنه كان مسافرا من جنيف الى نيويورك فلم يحدد الموعد وهو ما يمكن وصفه بالعقبة الاجرائية.
واوضح الدراجي انه لايجب ان نعلق كثيرا ونحكم على التسريبات ونترك الحقائق فمنذ الساعات الاولى من اغتيال الحريري وجهت اصابع الاتهام لسورية وصدرت احكام الاعدام بحق عمال سوريين في لبنان ، مشيرا الى حديث الرئيس السوري بشار الاسد الى مجلة ديرشبيغل الالمانية وتصريحات كوفي انان الامين العام للامم المتحدة الاخيرة حول عدم وجود اي مشتبه بهم سوريين حتى الان كما تحدثت التسريبات عن قيام صفقة نفاها انان ، مشددا على التساؤل لماذا المطلوب منا ان نتعامل مع التسريبات ونتجاهل كلام انان الواضح والصريح؟
التعليقات