سمية درويش من غزة : quot;ما بكفي الاحتلال كمان فوضى وفلتانquot; ، quot;يد تبني ويد تقاومquot; ، هكذا بدأت الدعاية الانتخابية ترسم أول أيامها في قطاع غزة ، حيث غمرت اختلاف التوجهات والبرامج الانتخابية والملصقات جدران قطاع غزة وشوارعها الرئيسية. وفي استعراض سريع للبرامج الانتخابية لكافة الفصائل والمنظمات الفلسطينية والمستقلين أيضا ، كانت الوعود بمحاربة الفساد على رأس جدول أعمالهم الانتخابي ، وسعيهم للتحرير والالتزام بالثوابت الوطنية، ومنها إعادة اللاجئين ، والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

كما تصدرت الدعاية الانتخابية الصحف الفلسطينية ، حيث وصفتها ريشة رسامة الكاريكاتير أمية جحا ، بالحملة العنيفة والتي يسودها الترهيب ، حين رسمت احد المرشحين قوي البنية حاملا بيده اليمنى لافتة كتب عليها انتخبوني ، وفي يده الأخرى يحمل كرباجا يجسد كلمة حملة في إشارة على انطلاقتها ، ومواطن ضعيف هارب من سطوة هذا الكرباج الذي يطارده. هذا وقد شرعت مطابع غزة في جو يسوده التنافس بالمسارعة في طباعة البوسترات واليافطات الخاصة بالانتخابات والمرشحين ، حيث شهدت تلك المطابع إقبالا كبيرا من قبل موكلي المرشحين لعقد الطلبات لطباعة البوسترات واللافتات والشعارات وصور المرشحين. وبدا العشرات ممن قابلتهم إيلاف اليوم ، بين متشائم ومتفاءل حول إمكانية إجراء الانتخابات ، لاسيما مع بدء انطلاق الحملة الانتخابية في الأراضي الفلسطينية ، حيث قال المواطن حسن احمد 32 عاما موظف حكومي ، بان الاحتلال لازال يضع العراقيل أمام إجراء الانتخابات خاصة في مدينة القدس ، مستغلا حالة الفوضى والفلتان في الشارع الفلسطيني.

ولفت احمد خلال حديثه لـ(إيلاف) ، بان كافة البوسترات والملصقات الدعائية توحي وكان المنقذ الوحيد للحالة والأزمة الفلسطينية والفساد المستشري هو انتخاب المجلس الجديد ، موضحا بان المجلس السابق كان يتخذ القرارات ولكن دون جدوى . وحمل في الوقت ذاته السلطة التنفيذية المسؤولية الكاملة لما يجري بالشارع لعدم قيامها بالإجراءات الرادعة لضمان تطبيق القانون. بينما كان المواطن نضال عيد ، أكثر تفاؤلا من سابقه ، حيث شدد على ضرورة إجراء الانتخابات للخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها الساحة الفلسطينية ، داعيا الدول العربية والصديقة إلي مساعدة الشعب الفلسطيني ليتمكن من إجراء انتخاباته في موعدها والضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين من إجراء الانتخابات بمدينة القدس .

وأعرب عيد عن أمله بان تتمكن الشخصيات التي تناسب الوضع الأمني والاقتصادي المتردي من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات لإدارة شؤون البلاد .
بدوره قال حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ، بان الرهان سيكون على وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لكي تضمن سلامة الحملة الانتخابية ووضع حد لظاهرة حمل السلاح واحتلال المقرات الحكومية والاختطاف والعربدة والاعتداءات. وأضاف البرغوثي في مقاله سيكون هناك رهان سياسي ضخم على القيادة لكي تنشط دبلوماسيا للسماح لأهلنا المقدسيين بممارسة حق الاقتراع في العاصمة المحتلة ، والسماح للمرشحين بدخول المدينة دون تصاريح ، متسائلا في الوقت ذاته هل بدأت السلطة مثل هذه الحملة الدبلوماسية؟. وأشار إلى أن الحملة الانتخابية تبدأ اليوم ولم تبدأ لا الحملة الأمنية ولا الدبلوماسية ، وهما شرطان أساسيان لإنجاح العملية الانتخابية .