وزير الدفاع ينفي إطلاق قياديين في نظام صدام
عصيان مسلح مع إعلان نتائجالانتخابات العراقية
أسامة مهدي من لندن: كشفت مصادر امنية عراقية عن توصلها الى معلومات عن استعدادات تقوم بها مجموعات مسلحة معارضة للعملية السياسية من انصار النظام السابق بتنفيذ عصيان مسلح في عدد من احياء العاصمة بغداد فور اعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات المتوقع منتصف الشهر الحالي فيما نفى وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي اطلاق سراح قادة بعثيين معتقلين لدى القوات الاميركية مؤكدا انهم مازالوا محتجزين في مطار بغداد الدولي برغم وصول احدهم هو عضو حزب البعث المنحل سطام الكعود الى عمان اثر اطلاقه بعد عامين من الاعتقال في وقت هاجم محافظ كركوك ورئيس مجلسها المحلي رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري لالقائه تبعات عدم تطبيع الاوضاع في المحافظة على المجلس .
فقد ابلغت مصادر امنية عراقية رسمية quot;ايلافquot; اليوم ان السلطات تجمع خيوط معلومات وصلتها تشير الى استعداد مجموعات مسلحة من انصار النظام العراقي السابق لاعلان عصيان مدني في عدد من احياء بغداد فور اعلان النتائج النهائية الرسمية المصادق عليها للانتخابات النيابية الاخيرة والمتوقعة منتصف الشهر الحالي واشارت الى ان المسلحين يخططون لتنفيذ عصيانهم في احياء مهمة من العاصمة منها الاعظمية والعدل والغزالية والجامعة وهي عادة ما تشهد صدامات مسلحة مع القوات العراقية تتحول احيانا الى ما يشبه حرب شوارع . وقالت المصادر انها بدأت باتخاذ احتياطات امنية مشدد لمواجهة هذه العمليات المسلحة المخطط لها ايضا ان تشهد هجومات على مبان وادارات حكومية لتأكيد رفض الانتخابات ونتائجها .
وكان حزب البعث العراقي المنحل الذي حكم العراق 35 عاما الى حين اسقاطه ربيع عام 2003 قد وصف في بيان له امس الاول الانتخابات بالمهزلة معتبرا ان الادارة الاميركية قد نظمتها للتغطية على هزائم قواتها التي تحتل العراق تمهيدا لانسحاب مفاجيء سيؤدي الى تقسيم البلاد .
وقتل اثنان من رجال الشرطة واصيب اخران بجروح في اشتباكات مسلحة دارت في منطقة الغزالية غربي بغداد.
وقد دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين مجهولين ورجال الشرطة العراقية قرب أسواق منطقة الغزالية غربي بغداد مما أدى إلى مقتل اثنين من رجال الشرطة واصابة اثنين اخرين بجروح طفيفة فيما لاذ المسلحون بالفرار بعد وصول تعزيزات طلبتها الشرطة في وقت لم يعرف بعد حجم الخسائر في صفوف المسلحين .
واليوم أعلنت المفوضية العليا للإنتخابات العراقية ان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد بحث مع مجلس المفوضين التابع للمفوضية المواضيع المتعلقة بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة وزيارة فريق اللجنة الدولية الذي وصل اثنان من اعضائه الخمسة الى بغداد وبداوا عملهم في تدقيق النتائج الاولية للانتخابات ودراسة الشكاوى المقدمة ضدها والتي قاربت الالفي شكوى .
وقال بيان صدر عن المفوضية إن السفير quot;زار مقر المفوضية العليا للانتخابات وبحث مع عدد من المفوضين المواضيع المتعلقة بنتائج الانتخابات وزيارة فريق الخبراء الدولي الى العراق.quot; واضاف ان فريق اللجنة الدولية لن يبحث في مسألة تدقيق نتائج الانتخابات وانما quot;سيجرى تقييما اضافيا للتقرير الذى قدمته البعثة والصادر منتصف الشهر الماضي ومنه النظر في شكاوى ما بعد الانتخابات ومشاركة الكيانات السياسية وعملية التدقيق في مرحلة ما بعد الانتخابات والتي تجريها المفوضية العليا للانتخابات.quot; واشار الى ان quot;قدوم هذا الفريق والذى رحبت به المفوضية لا يعني بأى شكل من الاشكال التشكيك بمصداقية المفوضية او التدقيق بما انجزته من اعمال لغاية الان.quot;
واضاف البيان ان فرق التدقيق العائدة للمفوضية ومعها خبراء الامم المتحدة الذين يعملون فيها منذ تأسيس المفوضية quot;قدموا توصيات الى مجلس المفوضين لالغاء نتائج 14 مركزا وثمانية محطات منتشرة في اربيل ونينوى وكركوك وبغداد وبابل وذلك بعد ان تم التدقيق في 111 مركزا بواقع 231 محطة اقتراع .quot; واوضح إن quot;حالات التزوير تحصل عادة بسبب حماسة وتعصب بعض مسؤولي مراكز الاقتراع او الموظفين العاملين في المراكز لقائمة ما بحيث يخلقون المناخ المناسب للتصويت لتلك القائمة وهذه الحالة ناتجة عن عدم وجود ثقافة او وعي انتخابي عند هؤلاء.quot;
وكانت مجموعة من القوى السياسية التي اشتركت في الانتخابات وبلغ عددها 42 كيانا سياسيا وانضوت تحت لواء مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة quot;مرامquot; قد اعترضت على نتائج غير نهائية اعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية بعد الانتخابات وطالبت بتشكيل لجنة تحت اشراف دولي تقوم بدراسة الطعون المقدمة ضد المفوضية.
وزير الدفاع ينفي اطلاق قادة بعثيين
نفى وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي اطلاق سراح ثمانية من رموز نظام صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع واكد ان ما اثير حول الموضوع غير صحيح حيث لازال السجناء المذكورين في مطار بغداد الدولي وستقوم الحكومة العراقية باستلامهم بشكل رسمي لاخضاعهم الى محاكمة من قبل وزارة العدل العراقية.
وحول عودة الضباط السابقين الى الجيش العراقي الجديد قال الدليمي quot;نحن اعلنا ولازال هناك اعداد كبيرة تلتحق بوزارة الدفاع والفحص مستمر وهذا لايعني بأن وزارة الدفاع ستقبل بكل من يقدم أوراقه هناك شروط صحية وبدنية وهناك 4000 ضابط الان تحت رتبه رائد التحقوا وتم قبولهم وهناك لجنه أخرى تقوم بإجراء مقابلات لرتبة مقدم فما فوق ولكن لا نستطيع استيعاب جميع ضباط الجيش العراقيquot; كما ابلغ اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني . وحول استمرار العمليات الارهابية اشار الوزير انه اينما يكون الارهاب quot;ستجد قوات الجيش العراقي لهم بالمرصاد وهناك تراكم خبرة قتالية يوما بعد اخر وهناك ايمان مطلق من قبل القوات المسلحة وكما هو ايمان كل العراقيين الشرفاء لان هذا الوباء الخطير الذي يسمى الارهاب لابد أن يجتث ويقلع من هذا المجتمع الطاهر النظيفquot;. واعرب عن امله ان تقوم الوزارت بمهمات امنية من أجل كل العراقيين وبغض النظر عن فئاتهم وطوائفهم quot;وأن لايأتي الى هذه الوزارة من يجد نفسه مسجونا في زاوية طائفية أو مذهبية أوعرقية انما عليه أن يكون وعيه أوسع وادراكه وقلبه أوسع للعراقيين .. ولا أتمنى أن أرى وزارة الدفاع أو الداخلية تتخندق في خنادق طائفية لان هذا الامر مضر بمستقبل العراق وأمنه .
وعلى الرغم من تصريحات الوزير بعدم اطلاق القادة البعثيين فقد وصل الى عمان العضو في حزب البعث المنحل سطام الكعود الى عمان قادما من بغداد بعد اسبوعين من الافراج عنه من قبل القوات الاميركية مع عدد من قياديي النظام العراقي السابق .
واوضح مجيد الكعود شقيق المطلق سراحه في تصريح متلفز ان تأخير عودة شقيقة الى الاردن الذي يعيش فيه ويمارس منه اعماله التجارية منذ التسعينيات كان سببه التأخير الذي تسببت به الحكومة العراقية الحالية التى كانت تطالب بتسليمها الكعود والمفرج عنهم من قياديي نظام صدام حسين منذ اسبوعين وفي مقدمتهم العالمتين هدى صالح عماش عضوة القيادة القطرية السابقة لحزب البعث ورحاب طه المختصة بالعلوم الكيمياوية ووزير التعليم العالي همام عبد الخالق ووزير النقل احمد مرتضي لكن الاردن مازال يرفض دخولهم الى اراضيه الا بعد التنسيق معه.
وقال سطام الكعود عضو حزب البعث العراقي الذي أفرجت عنه القوات الأميركية الشهر الماضي إن بعض الذين كانوا محتجزين معه تعرضوا للتعذيب لكنه لم يتعرض هو نفسه لسوء المعاملة وقال ان بعض السجناء تعرضوا للتعذيب لكنه عومل بطريقة لا بأس بها واضاف انه غادر العراق quot;الذي يحتله الأميركيون باكملهquot; داعيا العراقيين الى بذل اقصى ما في وسعهم لتحرير ارض العراق موضحا انه لم يقل ان السلاح هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك.
وكان الجنرال جورج كيسي قائد القوات الاميركية في العراق قال الاسبوع الماضي في مؤتمر صحافي حضره رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري ان اطلاق رموز النظام السابق الثمانية تم بالتنسيق مع الجعفري مشيرا الى ان القوات الاميركية طلبت على مدى عدة اشهر من مكتب الجعفري والمحكمة الجنائية العليا تقديم ادلة واتهامات ضد المعتقلين لكن ذلك لم يحصل فتقرر اطلاق سراحهم .
محافظ كركوك يرفض تصريحات الجعفري
رفض محافظ كركوك (255 كم شمال بغداد) عبد الرحمن مصطفى تصريحات رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري امس والتي القى فيها باللائمة على المجلس المحلي للمحافظة في عدم تطبيع الاوضاع في كركوك كما ينص على ذلك الدستور العراقي وتلكؤ الاجهزة الفنية في المدينة بتنفيذ خطة الاعمار.
وادلى الجعفري بتصريحاته تلك بعد اجتماع عقده مع الرئيس العراقي زعيم التحالف الكردستاني جلال طالباني في محاولة لاقناع الاكراد الذين يعتبرون تجربة التحالف السابقة معه فاشلة للموافقة على ترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة .
وقال مصطفى وهو عضو التحالف الكردستاني ان أن الحكومة المركزية في بغداد هي التي تتلكأ وليس ادارة محافظة كركوك مثلما قال الجعفري واضاف ان الحكومة قررت تخفيض المبلغ المخصص ضمن الوجبة الأولى لاعمار المدينة والبالغ خمسة وسبعين مليون دولار إلى ثمانية وعشرين مليون دولار من دون أن تقدم الحكومة أي مبرر لذلك ومن دون صرف أي مبلغ يذكر من تلك المبالغ واشار الى انه في الوقت نفسه تسلمت المحافظة كتابا من المجلس الأعلى للاعمار يؤكد حصول موافقته على المشاريع التي رفعتها إدارة كركوك ضمن الوجبة الثانية وإنها ستخصص عشرة بالمائة من التخصيصات إلى تلك المشاريع وضمن المبالغ المتبقية من الوجبة الأولى من دون الإشارة إلى صرف الـ/ 28/ مليون دولارquot;، وتساءل قائلاً : كيف يبرر ن رئيس الوزراء تلكؤ مجلس الاعمار بأنه جاء لأسباب متعلقة بالجانب الفني حصل من داخل محافظة كركوكquot;.
ومن جهته اعتبر رئيس مجلس محافظة كركوك رزكار تصريحات الجعفري بانها مجحفة بحق محافظة كركوك. وقال في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم quot;لم يردنا أي كتاب رسمي من مجلس الوزراء يشير إلى هذه المحافظة أو مجلسهاquot;. وتساءل quot;هل من المعقول إن الفنيين والمختصين في محافظة كركوك لم يستطيعوا أن يقدموا مشروعا فنيا خلال عام؟quot;. وطلب رزكار من أعضاء مجلس محافظة كركوك وخصوصاً الذين ينتمون إلى قائمة الائتلاف العراقي الشيعي زيارة مجلس الاعمار لمعرفة حقيقة من هو المقصر كي يكون الجميع مدركين للصورة الحقيقة كما قال . وأضاف quot;إن هذه المدينة أهملت لأكثر من 40 سنة ولا نتمكن من معالجتها خلال سنة أو سنتينquot; وأوضح رزكار quot;إن هناك سبعمائة قرية مهدمة تابعة للمحافظة بالإضافة إلى ستة مراكز للنواحي تحتاج إلى الاعمار وان المبالغ المخصصة لمدينة كركوك من الحكومة والتحالف ليست بالمستوى المطلوب لاعمار مدينة كركوك بنحو جيدquot;.
التعليقات