أسهم بورصة تل أبيب تواصل الهبوط
تداعيات سقوط أرييل شارون سياسيا واقتصاديا

أسامة العيسة من القدس : كان ارئيل شارون يستعد، لدخول الطابق الثامن في مستشفى هداسا عين كارم ، اليوم الخميس، لإجراء عملية قسطرة، ولكنه دخل المستشفى أبكر بعدة ساعات، من موعد العملية التي كان سيجريها 3 أطباء، والى غرفة العمليات، مواجها خطر الموت، بعد أن داهمه نزيف في الدماغ.
وفي حين أن المسؤوليين الفلسطينيون تابعوا باهتمام تطورات الحالة الصحية لشارون، وتباينت ردود فعلهم، فان الأمر كان مختلفا على الساحة الإسرائيلية، بوجود مؤسسات راسخة، سارعت لمليء الفراغ الذي سيخلفه غياب شارون المتوقع في كل لحظة. وعلى الجانب الفلسطيني، أثارت تصريحات لأحمد قريع (أبو العلاء) حول الحالة الصحية لشارون، انتقادات في الشارع الفلسطيني، حين أعلن انه يصلي لكي يشفى شارون، الأمر الذي اعتبر أنها تصريحات لا يمكن فهمها أو إدراجها ضمن الردود الدبلوماسية. أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فأصدرت بعد ساعات من أزمة شارون الصحية الحادة بيانا، دعت فيه العالم أن لا ينسى أن شارون quot;احترف القتل والإجرام بحق شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة ، وأنه مسؤول عن مجازر إبادة جماعية ضد شعبنا لعلّ أبرزها مجزرتيْ صبرا وشاتيلا ومخيم جنينquot;. واعتبر البيان أن quot;أيّ تغيير في الكيان الصهيوني يجب أن تتم قراءته بدقة، ونأمل أن لا يندفع البعض لقراءته بشكل غير موضوعي كما حصل في حالات عديدة سابقة، بل إننا نؤكد أن على قادة شعبنا الفلسطيني أن يكونوا حذرين من أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا التغيير، لأن أي بديل عن شارون سيسعى لإثبات أهليته من خلال مزيد من العدوان على شعبناquot;.

وأضاف البيان quot;إننا وعلى الرغم من إدراكنا لاحتمالات التأثير المتوقع على الواقع الفلسطيني، فإننا ندعو لعدم ربط مسيرتنا الوطنية أو الاستحقاقات الفلسطينية الداخلية بأي تغييرات من المتوقع أن تنشأ في الكيان الصهيونيquot;. وعلى الصعيد الإسرائيلي، عقد مجلس الوزراء، جلسة قصيرة له، صادق خلالها رسميا على تولي أيهود اولميرت نائب شارون صلاحيات رئيس الوزراء. وعقد شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي ، اجتماعا، مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وقال بان اولميرت يتلقى التقارير الأمنية، بصفته قائما برئاسة الوزراء. وأدى التدهور المفاجئ في صحة شارون، إلى اندلاع نقاش حول الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في إسرائيل في آذار (مارس) 2006، ولكن لا يتوقع أن يتم تغيير موعدها، رغم مطالبات بذلك من أكثر من شخصية سياسية.

وأثرت صحة شارون المتدهورة على الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ، خصوصا لجهة سعر صرف الشاقل مقابل الدولار، والتذبذب في بورصة تل أبيب.
وعقد رئيس الحكومة بالوكالة أيهود أولميرت، اجتماعا بستانلي فيشر، محافظ بنك إسرائيل، وقالت الإذاعة الإسرائيلية بان الاثنين أكدا أنهما مصممان على مواصلة انتهاج السياسة الاقتصادية الحالية وأبديا ثقتهما بمنعة الاقتصاد الإسرائيلي واستقراره. ولكن هذا الاجتماع لم يمنع استمرار هبوط مؤشرات أسعار الأسهم الرئيسية المتداولة في بورصة تل أبيب، بنسبة تدور حول خمسة بالمئة، فيما ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة واحد ونصف بالمئة ليبلغ حالياً 4.64 شاقل، وارتفع اليورو الأوروبي بنسبة مماثلة ليبلغ سعره حالياً 5.62 شاقل. ويتفق معظم المحللين، بان حزب كاديما، الذي أسسه شارون، سيكون أكثر المتأثرين، بغياب شارون الجسدي، أو السياسي، وستتراجع أسهمه أمام حزبي العمل والليكود. ودعا مئير شطريت، الوزير في الحكومة الإسرائيلية ومن أقطاب حزب كاديما، إلى اختيار رئيس جديد للحزب بسرعة، حتى لا يخفق هذا الحزب في الانتخابات المقبلة. وحاول شطريت، التخفيف من تداعيات غياب شارون على الحزب قائلا، بأن حزب كاديما لا يتجسد في شخص واحد.

وأبدى الفرقاء السياسيين في إسرائيل، تعاطفا مع شارون في أزمته، وأصدر رئيس حزب العمل عمير بيرتس توجيهاته إلى سكرتير عام الحزب إيتان كابل، بتجميد كافة نشاطات فروع الحزب في الأيام المقبلة معتبراً quot;أن الأوضاع الراهنة تحتم على أبناء الشعب الإسرائيلي أجمعين الاتحاد بالصلاة من أجل تماثل رئيس الوزراء للشفاء العاجلquot;. ودعا متان فيلنائي، من أقطاب حزب العمل، حزبه والأحزاب الأخرى إلى وقف حملاتها الحزبية فورا، مبررا ذلك بأنه quot;لا يجب الخوض في صراعات سياسية في هذه الساعة ويجب الالتزام بقواعد وأصول اللياقة والصلاة من اجل سلامة رئيس الوزراء واستقرار الحكمquot;.
وابلغ بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، الذي كان ينوي سحب وزراء الحزب من الحكومة، أيهود اولميرت، بأنه سيبقي الوزراء في الحكومة، في مثل هذه الظروف التي تعيشها إسرائيل.