مسؤول يفند الحديث عن استقلالية مفوضية الانتخابات
فشل المفوضية في بحث شكاوى المعترضين
أسامة مهدي من لندن: اعترف مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية ان العديد من الشكاوى التي قدمتها الاحزاب والكيانات السياسية لم يبت بها مجلس المفوضين في وقتها وبشكل جدي نتيجة سوء الادارة داخل المجلس وانشغال بعض المسؤولين في امور ثانوية منها التركيز على بروزهم الاعلامي والسفر الى الخارج كما اعترض على قول رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري بان المفوضية مستقلة مؤكدا ان اعضاء في مجلسها لهم ولاءات تتبع ائتلافات حزبية خاضت الانتخابات الاخيرة الامر الذي اثر على النتائج .
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه لـquot;إيلافquot; اليوم ان اختلاط الاختصاصات والضعف الذي انتاب تسيير عمل المجلس ابرز واقعا سلبيا انعكس على العلاقة بين الاعضاء فباتت الامور منفلتة واصبحت المسائل الرئيسة كالبحث في الشكاوى المقدمة من الاحزاب والتي وصل عددها الفي شكوى امورا ثانوية فشل المجلس في ايجاد حلول لها كما ان قرارات المجلس لم تطبق بشكل كامل من قبل الجهة التنفيذية .
واوضح ان اكثر الشكاوى التي وردت الى المجلس قبل وبعد الانتخابات النيابية الاخيرة كانت من القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وابرزها تعرض مرشح للانتخابات هو علاوي نفسه لمحاولة قتل من قبل مجموعة في النجف الاشرف تنتمي إلى قائمة منافسة ومقتل بعض المناصرين من قائمته ومنع المؤيدين من انتخاب قائمته بأساليب شتى مما لا يتواكب مع السلوك الانتخابي الديمقراطي وذكر المصدر ان رد فعل بعض اعضاء المجلس على هذه الخروقات كان اصدار بيان وافق عليه بعض الاعضاء فقط وهو بيان لم يزيد او ينقص اي شيء من واقع الامر .
واشار الى ان بوادر الفلتان داخل المجلس بدأ منذ اشهر عديدة ولاسيما عند تقديم مقترح من احد الاعضاء بضرورة تعديل نظام الحملات الانتخابية والنص بصراحة على منع استخدام quot; الرموز الدينية quot; او الدعاية الدينية في الحملات الانتخابية الا ان احدى اعضاء المجلس المتعاطفة مع الائتلاف الشيعي عارضت بشدة بالغة هذا المقترح معتبرة معارضتها هذه quot; تكليفا شرعيا quot; يفرض عليها القيام به مهما كلف الامر وقد احدث هذا الموقف شرخا كبيرا في المجلس وانقسم على نفسه حيث ابطل هذا المقترح وابطلت معه بالتالي جميع القرارات المهمة المفروض ان تتخذ بالاجماع منذ ذلك الوقت واوضح ان الكثير من المحاولات لاصلاح الوضع باءت بالفشل نتيجة محاولة البعض الاتكال على القرارات الكيدية ضد الاخرين وبرزت حتى مواقف طائفية متطرفة بين الاعضاء بعيدة عن اي روح متمدنة .
وقال المسؤول ان المحاولة الاخيرة كانت قبل فترة عندما طرح موضوع اعادة تكوين المجلس واجراء تغييرات فيه بحيث تصبح رئاسة المجلس دورية للفترة القصيرة المتبقية له وحتى يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه من عمل المفوضية . وعلق المصدر على ما ذكره رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري قبل ايام من ان مجلس المفوضين هو حكومة مستقلة فأشار الى تبعية البعض لائتلافات سياسية ما لايجعلها مستقلة ولو كانت كذلك لما احتاج مجلس المفوضين للبعثات الدولية ولما تعرض الى ما تعرض له من انتقادات يستحق الكثير منها نتيجة عدم وجود الاختصاصات الداخلة كما كان الحال في بداية عمله ولاصبحت قراراته قابلة للتطبيق من قبل الهيئة الانتخابية .
واكد ضرورة ان تشهد المرحلة المقبلة للمفوضية تغييرات جذرية واسعة في كل مفاصلها لانها رغم حداثتها فإنها تشكو من جميع العلل البيروقراطية كما تشكو من نقص حاد في الاختصاصات والادارة الحقيقية علما بأن الكثير من الموظفين الذين يمسكون بالدوائر الرئيسة والمؤثرة تنقصهم الحيادية واللاحزبية .
ومن جهة اخرى اشار المسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان الشكاوى التي اطلق عليها quot; الحمراء quot; قد تم انجازها وان مجلس المفوضين سيتخذ القرارات اللازمة بشأنها خلال ايام معدودة وقال ان القرارات قد تشمل الغاء صناديق ونتائج محطات وتغريم كيانات سياسية نتيجة تصرفات قامت بها ايام الانتخابات الاخيرة موضحا ان هذه الاجراءات لن تغير من النتائج الاولية المعلنة للانتخابات واضاف ان هناك خروقات شملت ارهابا ضد المصوتين وتهديدهم في حالة عدم التصويت لقائمة دينية معينة لم تستطع المفوضية البت فيها نتيجة الاوضاع المتأزمة في البلاد والتهديدات المستمرة بالقتل .
والمعروف ان اجهزة الاعلام نشرت في يوم اجراء الانتخابات منتصف الشهر الماضي وبعده صور واخبار تفيد ان شخصية سياسية ndash; دينية نافذة ذهبت الى مركز الحرية الانتخابي ومعه ما يقارب من 200 مسلح وادلى بصوته في المركز الذي لا ينتمي اليه مع المسلحين المرافقين وقد تم كشف السجل الانتخابي للمركز المذكور بعدم وجود اسماء هؤلاء فيه ، كما نشرت الاجهزة الاعلامية ايضا ان نواب الشخصية الدينية فعلوا ايضا ما فعله رئيسهم حيث دخل العديد من مرافقي هؤلاء الى المركز الانتخابي بأسلحتهم وهو ما يتعارض مع القوانين الانتخابية والاعراف الانتخابية الدولية.
وعلى صعيد اخر زار وفد من الكونغرس الاميركي يضم عددا من الجمهوريين والديمقراطيين المقر الرئيس لمفوضية الانتخابات وبحث مع عدد من اعضاء المجلس القضايا التي تهم التدقيق في الشكاوى والخروقات التي تمت وكيفية معالجة مثل هذه المسائل التي بدأت تؤثر على مصداقية المفوضية وعملها .
ومن جهة اخرى التقى الفريق الدولي المكلف بالتحقيق في شكاوى المعترضين على نتائج الانتخابات التي يقولون انها شهدت تزويرا وخروقات ممثلي القائمة العراقية وقائمة جبهة التوافق السنية وجبهة الحوار الوطني اليوم الأحد.
وقال مفيد الجزائري عضو القائمة العراقية في تصريح صحافي إن الفريق الدولي تسلم من ممثلي تلك القوائم ملفات الشكاوى التي تحتوي على الوثائق التي تثبت الاختراقات التي حصلت أثناء عملية الانتخابات الماضية.
وأضاف أن ممثلي القوائم حددوا الأوقات والامكنة التي حدثت فيها تلك الاختراقات وأشار الجزائري إلى أن الفريق الدولي قرر مقابلة منظمات المجتمع المدني التي كانت مسؤولة عن مراقبة الانتخابات وقال إن ما جرى في كردستان العراق من مباحثات يعد الخطوة الأولى للتمهيد لتشكيل الحكومة المقبلة بعد إعلان النتائج.
وشكل حوالي 50 كيانا سياسيا جبهة موحدة ضد نتائج الانتخابات اطلقوا عليها اسم quot;مرامquot; اشترطت عدم الدخول في مفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة الا بعد دراسة شكاواها ضد النتائج الاولية التي اظهرت فوز الائتلاف الشيعي بالمرتبة الاولى يتبعه التحالف الكردستاني ثانيا ثم جبهة التوافق السنية ثالثة والقائمة العراقية بزعامة علاوي رابعة.
التعليقات