المستشارة الألمانية في الشرق الأوسط آخر الشهر
واشنطن تستبق وصول ماركل بالمدائح

اعتدال سلامه من برلين: ستكون حقيبة سفر المستشارة الالمانية انجيلا ماركل الى الولايات المتحدة غداً الخميس ملأى بالقضايا والمواضيع المهمة والساخنة التي تحتاج إلى مناقشة مع الادارة الاميركية، ومنها ما لم يلاق ارتياح الرئيس الأميركي جورج بوش، مثل مطالبة ماركل بإغلاق معتقل غوانتاموا.
في المقابل ثمة مواضيع تثير ارتياح الرئيس الأميركي، مثل نيتها زيادة المساعدة الإلمانية للعراق من اجل اعادة اعماره ، ولا سيما عبر برنامج تدريب للشباب العراقيين على أيدي خبراء ألمان، من دون تراجع بالطبع عن قرار الحكومة الألمانية السابقة بعدم ارسال قوات للمساهمة في احلال السلام في البلد الممزق.

وبناء على برنامج المساعدة الذي وضعته الامم المتحدة بدأت المانيا فعلاً في آذار(مارس) عام 2004 بتدريب بضعة مئات من قوى الشرطة والأمن العراقي في إمارة دبي لتسلم مهمات امنية فيما بعد. وقدمت برلين للعراق شاحنات نقل هدية، بعدما تدرب 450 من الجنود العراقيين على كيفية اصلاحها. وأعلنت المستشارة ان بلادها على استعداد لرفع دعمها المالي عبر تمويلها برامج تأهيل الشباب العراقي بمساندة الصندوق المخصص لهذه الغاية، وبدعم من الامم المتحدة، وستكون نقطة الارتكاز في التأهيل تزويد المتدربين التقنية الالمانية العالية والمتطورة.

ومن القضايا الاخرى التي ستكون محور حديثها مع الرئيس بوش يوم الجمعة المقبل محاربة الإرهاب الدولي، وتقوية العلاقات الالمانية- الاميركية التي شهدت تشنجاً حسب الرأي الأميركي خلال فترة حكم المستشار السابق غرهارد شرودر الذي رفض المشاركة في الحرب في العراق.

ورغم الإستياء الأميركي الذي نتج من موقف ماركل حيال غوانتانامو يتوقع العديد من السياسين الاميركيين دخول العلاقات الثنائية بين البلدين مرحلة من الانتعاش. ويقول السناتور الاميركي الجمهوري شارلس غرسلي quot;إن البلدين في قارب واحد ضد الارهاب، فاما نتمكن معا من التغلب عليه او نغوص معا في القاع، واعتقد ان ماركل من النوع الذي يفضل السباحة مع الاميركيين على الغرق معهمquot;. فيما اكد السناتور الديمقراطي شارلس شومر quot;ان العلاقات الثنائية ستكون افضل وافضل. ففي العالم العصري على الولايات المتحدة التعاون مع المانيا كما الامم المتحدة، وحتى الان قامت السيدة ماركل بعملها على افضل وجهquot;. وذكّر السناتور الديمقراطي بن نلسون بما عانته العلاقات الالمانية الاميركية نتيجة الحرب في العراق، وفي الوقت نفسه ثمن مساهمة برلين في تأهيل قوى الأمن العراقية ومساعيها الدبلوماسية من اجل تحجيم طموحات ايران النووية، وفي رأيه سيكون لقاء ماركل وبوش quot;مناسبة جيدة لتجديد الرابط بين البلدين واعطائه دفعا قوياquot;.

زيارة الشرق الأوسط
على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم الحكومة الالمانية لايلاف أن ماركل لن تغير الموعد الذي حددته لقيامها بزيارتي تعارف الى إسرائيل والاراضي الفلسطينية وهي في انتظار رد الحكومة الاسرائيلية، علماً بأن فالمسألة تتعلق حاليا بالوضع الصحي لرئيس الوزراء ارييل شارون والوضع الداخلي الاسرائيلي ايضا. واذا ما تمت الزيارة في موعدها وهو 29 و30 من الشهر الجاري فستجري المستشارة محادثات مهمة مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وأضاف المتحدث: quot;الأمر مرهون بالتطورات كما هو معروف، ونشعر بالقلق حيال وضع شارون الصحي الذي نأمل له شفاء عاجلا، والوقت مبكر لهذا السبب للحديث عن برنامج الزيارة بالتفصيل او عن شكلها النهائي، والمخطط له مبدئيا أن تزور ماركل إسرائيل والاراضي الفلسطينية ولن تكون لها أي محطة عربية اخرى حاليا، بل في وقت لاحق. وهناك اهتمام كبير بإجرائها محادثات مع مسؤولين في دول عربية، وقد تلقت بعد ادائها القسم الدستوري وتسلمها زمام الحكم الكثير من الدعوات من كل انحاء العالم ، ومن العالم العربي أيضاً وسوف تلبيها في الوقت المناسبquot;.

والزيارات المقررة لمسؤولين ألمان إلى العالم العربي كثيرة هذا الشهر، اذ يزور وزير الخارجية فرانك فلتر شتيانماير مصرفي 18 من الجاري لمناسبة افتتاح معرض الكتاب في القاهرة، علماً بأن المانيا ضيف المعرض لهذا العام . وسيستغل الوزير هذه المناسبة ليؤكد الاهمية الكبرى التي توليها المانيا للعالم العربي وللتبادل الثقافي معه. وفي اطار الرحلة خطط الوزير لزيارة إلى إسرائيل بمعزل عن تطور الوضع الصحي لشارون تتخللها اجتماعات بمسؤولين في الاراضي الفلسطينية، ويختتم رحلته بمحطة في الاردن من اجل اجراء محادثات فيها، ليعود الى برلين في 21 من الجاري.