3 أسابيع إضافية من البرد في السعودية والكويت
شتاء قارس في الخليج ذروته أول فبراير


مهند سليمان من المنامة: توقع خبراء في الارصاد والمناخ في المنامة ان يكون شتاء هذا العام في البحرين خصوصا وفي منطقة الخليج عموما، اكثر برودة من الاعوام السابقة. وقالوا ان موجة البرد الحالية التي تضرب العديد من دول المنطقة، والمصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة، ستستمر حتى الاسبوع الثاني من فبراير(شباط) المقبل، وستصل الى ذروتها في نهاية الشهر الجاري. وأشار الخبراء الى ان فصل الشتاء في السعودية والكويت سيزيد 3 اسابيع عن باقي دول الخليج.

وقال الدكتور وهيب عيسي الناصر نائب رئيس جمعية الفلكيين واستاذ الفيزياء بكلية العلوم بجامعة البحرين لإيلاف quot;ان فصل الشتاء لهذا العام في البحرين وشبه الجزيرة العربية بدأ في 21 ديسمبر(كانون الاول) الجاري حيث تكون الشمس قد مالت على مدار الارض 45.23 سالب اي يكون ميلان نصف الكرة الشمالي من الارض بما في ذلك البحرين في ذروته وهو ما يسمي علميا بالانقلاب الشتوي كناية عن انقلاب درجة الميلان من السالب الي الموجب وبداية تحرك الشمس صعودا الي الدائرة العظمي، وهذا يعني ان اقصر ساعات النهار وأطول ليل خلال العام صادف يوم 21 ديسمبر بالذاتquot;.

وحول دخول الشتاء حسب الموروث الشعبي (الطوالع) ، قال الناصر انه quot;يحسب أهل الصحراء دخول الشتاء حسب منزلة الشمس في كل طالع، فعندما تكون الشمس خلفيتها نجم قلب العقرب (طالع القلب) يكون عندهم دخول الشتاء، حيث قالوا في ذلك إذا دخل القلب هجم الشتاء كالكلب ، وهي كناية عن دخول الشتاء فجأة، وفعلا دخل طالع القلب في 20 ديسمبر وينتهي في 1 يناير(كانون الثاني) ليأتي بعده طالع الشولة (2 يناير حتي 14 يناير ) حيث قالوا فيه إذا طلعت الشولة طال الليل طوله ، و أعجلت الشيخ البولة ، وعالت علي العيال العولة ، وهي كناية عن قسوة البرد وما يصحب ذلك من الحاجة إلي الطعام الدسم لتأمين السعرات الحرارية لتدفئة الجسم وزيادة مناعته، وهكذا يزداد البرد (في الصحاري ) ليكون في ذروته مع طالع النعايم (15 يناير -27 يناير ) حيث قالوا إذا طلعت النعايم ابيضت البهائم من الصقيع الدايم ، وطال الليل للقائم ، وقصرت النهار للصائم ، وكبرت العمائم ، وهكذا يستمر البرد ليمتد حتي طلوع طالع البلدة (28 يناير -9 فبراير) حيث قالوا إذا طلعت البلدة أتت الشيخ الرعدة ، وقيل للبرد أهدأ، وأكلت القشطة . تلك هي فترات البردquot; .

وحول دخول الشتاء حسب الموروث الشعبي (الثريا)، قال الناصر quot;ان العرب يحسبون دخول الشتاء حسب اقتران نجوم الثريا (بنات سبع) بالقمر، فعندما يقترن القمر وعمره أحد عشر يوما، فإن ذلك هو موعد بداية البرد حيث قالوا قران حادي برد بادي وعليه فإن الاقتران المرتقب سيكون 9 يناير، ويكون البرد في قسوته ولسعته عندما يقترن القمر وعمره 9 أيام مع نجوم الثريا، وسيكون ذلك في 6 فبراير2006 ويستمر البرد حتي النصف الأول من فبرايرquot;.

اما عن علاقة الطقس بالبقع الشمسية والأشعة الكونية، فقد أشار نائب رئيس جمعية الفلكيين البحرينية الى quot;أن الأبحاث تعكف حاليا علي دراسة العلاقة بين الطقس بالبقع الشمسية والأشعة الكونية، وان بعض الدراسات كشفت أنه كلما زاد عدد البقع في الشمس ( البقع الشمسية) وهي مناطق أقل حرارة من غيرها في سطح الشمس بسبب المجال المغناطيسي الشمسي ) كلما زاد المجال المغناطيسي حولها، وهذا المجال يسبب انحرافا للأشعة الكونية ويجعل كمية تدفقها علي الأرض أقل من المعتاد مما يعني شح في تكون الغيوم وبالتالي جفاف وحرارة عاليةquot;.

وأضاف انه quot; أما عندما يكون عدد البقع الشمسية منعدما أو في أقل نسبة لها - مثل العام 2006 / 2007 فإن غطاء الغيوم سيكون أكثر انتعاشا وتكونا ، أي طقسا أبرد ووفرة في الأمطار ، علما بأن دورة البقع الشمسية ( من انخفاض إلي انخفاض آخر أو ذروة إلي ذروة أخري) هي 11 سنة تقريبا ، وإذا كان ذلك صحيحا - كما أشرنا إلي ذلك في بحث نشرناه في مجلة علم قياسات البيئة (أمريكا) فإن صيف العام القادم سيكون الأكثر لطفا، وسيزداد حرارة حتي 2012/2011 (ذروة الحر) ومن ثم يعود لطيفا في 2018/2017) quot;.

وبالنسبة للتأثيرات طويلة المدي على المناخ، قال الدكتور الناصر انه غالبا ما يحدث شواذ في مدار الأرض حول الشمس ( من بيضاوي إلي كروي)، وهذا يؤثر علي قرب الشمس وبعدها عن الأرض ، وبالتالي الحرارة ،وهذا الشذوذ يتكرر كل 400 ألف سنةquot;.

وقال quot;ان هناك كذلك تغيرات في ميل محور الأرض من 22 إلي 5.23 درجة، وهذا يحدث كل 41 ألف سنة. وهناك أيضا تباكر أو تقدم الاعتدالين ، وهذا يحدث كل 22 ألف سنة - أي أن الأبراج الشمسية تتقدم كل 2000 سنة تقريبا ، فمن كان برجه الثور فهو حاليا في برج الحمل quot;.

واستنتج الناصر انه quot;مع بدء الشتاء فعلا في شبه الجزيرة العربية أن يكون أكثر برودة والعام القادم من الأعوام الأخري، وكذلك الحال بالنسبة للصيفquot;.

وتوقع quot;ان البرد سيستمر حتي الأسبوع الثاني من فبراير، وذروته من 30 يناير حتي 10 فبراير وينتهي تقريبا في الأوائل من مارس(اذار) ، علما بأن حرارة يناير في عام 2000 كانت 18 درجة مئوية (المتوسط) بينما في 2005 كانت ،3.16 وفبراير من 5.17 إلي 3.17 ، وأبريل(نيسان) من 4.27 إلي 6.25، ومايو(ايار) من 4.27 إلي 3.30 ،ويونيو(حزيران) من 1.33 إلي 3.33 ، ويونيو من 1.33 إلي 1.33، ويوليو(تموز) من 6.35 إلي 1.33 ،ويوليو من 6.35 إلي 4.34، وأغسطس(اب) من 8.35 إلي 1.35 ، وسبتمبر(ايلول) من 2.32 إلي 5.32 ، وأكتوبر(تشرين الاول) من 6.29 درجة مئوية في عام 2000 إلي 9.28 درجة مئوية هذا العام، هذا بالنسبة للبحرين أما للدول ذات اليابسة الممتدة كالسعودية والكويت فإن شتاءها يكون أطول بفترة ثلاث أسابيع تقريباquot;.

من جهة اخرى قال مصدر مسؤول بالارصاد الجوية ان المملكة تتعرض خلال هذه الايام لمرتفع جوي قادم من الشمال بسبب مرور جبهة هوائية باردة أدت الي هبوب رياح شمالية غربية قوية السرعة ومثيرة للغبار والاتربة نتيجة مرورها لمساحات واسعة فوق المملكة العربية السعودية المفتقرة للامطار هذا العام كما تسببت في تدني مدى الرؤية الافقية الي 1500 متر مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة عما كانت عليه خلال الايام القليلة الماضية.

وتجدر الاشارة بأنه عندما تلتقي كتلة هوائية باردة مع كتلة هوائية دافئة فإنهما يكونان منطقة تسمى جبهة وهناك نوعان رئيسيان من الجبهات الا وهى جبهات باردة وجبهات دافئة وفي حالة الجبهة الباردة تتحرك كتلة هوائية باردة تحت كتلة من الهواء الدافئ الذي يزاح الى اعلى ويحل محله الهواء البارد.