أسامة العيسة من القدس: عندما استلم سيلفان شالوم منصبه كوزير لخارجية إسرائيل في آذار (مارس) 2003، حدد هدفه بتحقيق اختراق في الدول العربية والإسلامية، واقامة علاقات بينها وبين إسرائيل، وبعد اشهر من تسلمه منصبه قال إن 13 دولية عربية واسلامية ستطبع العلاقات مع إسرائيل. أما اليوم - وبعد أن قدم شالوم استقالته - التقى الصحافيين الإسرائيليين ليقدم لهم كشف حساب عن مسيرته في الوزارة وما حققه من الهدف الذي أعلنه.

وقال شالوم إنه حقق جزءا هاما من برنامجه، وتم إعادة سفيري الأردن ومصر، بعد سحب البلدين العربيين لهما عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، وانه استطاع تحقيق اختراق في العالمين العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن بعض هذا الاختراق يمكن الحديث عنه، ولكن هناك جزء يبقى سريا، وانه سيطلع تسيبي ليفني وزيرة العدل الحالية، والمتوقع أن تخلف شالوم في وزارة الخارجية، على أسرار الاتصالات مع دول عربية واسلامية، وبعض هذه الاتصالات ما زالت جارية، لكي تتابع مع بدأه، مشددا على أهمية السرية في الموضوع.

وقال شالوم إن انكشاف بعض الاتصالات السرية أدى فعليا إلى إحباط جهوده للتطبيع مع بعض الدول، واعطى مثلا على ذلك دولة تشاد، قائلا بان الاتصالات بين إسرائيل وهذه الدولة الإفريقية الإسلامية قطعت شوطا متقدما لتطبيع العلاقات بين البلدين، ولكن نشر تفاصيل عن هذه الاتصالات السرية حال دون استئناف الاتصالات.

واشار شالوم، إلى ما اسماها نجاحاته مع دول عربية مثل قطر وتونس، التي زارها قبل شهرين على راس وفد كبير من اليهود المنحدرين من اصل تونسي ناهز المائة، واصطحب شالوم المولود في تونس، والدته معه وزار مسقط رأسه وأقربائه هناك.

وتحدث عن لقاءاته مع مسؤولين كبار في دول إسلامية هامة مثل إندونيسيا.

وهاجم شالوم، تنظيم القاعدة بشدة قائلا، بان هذا التنظيم يعادي الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل ويستهدف دولا مثل المغرب، وانه لا بد أن تتحد هذه الدول مع إسرائيل لمواجهة ما قال انه خطر القاعدة المتربص بالجميع.

وفي حين أن شالوم تحدث عن ما اسماه نجاحاته وسط المسلمين والعرب، فانه اقر بإخفاقه فيما يخص الجانب الأميركي والأوروبي.

وقال شالوم، بان وزارة الخارجية بقيادته شنت حملة عالمية لمنع حماس من المشاركة في الانتخابات، وحقق نجاحات في الكونغرس وأماكن أخرى، ولكنها لم تستطع إقناع الإدارة الأميركية بموقفها، حيث تؤيد هذه الإدارة والرئيس جورج بوش مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستجرى بعد عشرة أيام.

وقال شالوم كيف تدرج هذه الدول حماس كحركة إرهابية، على لوائحها ثم تضغط للسماح لها بالمشاركة في الانتخابات.

ولم يتطرق شارون إلى بعض الفضائح التي ضربت وزارته خلال رئاسته، ولا إلى فشله في إقالة السفير الإسرائيلي في واشنطن داني أيلون، بعد اتهام زوجة السفير بالاعتداء وإساءة معاملة مستخدمين في السفارة، وكانت هذه ردت بان الاتهامات التي وجهت إليها والى زوجها باطلة، وان ما يقف وراءها هي زوجة شالوم التي طلبت من زوجة السفير ترتيب لقاء خاص مع مغنية البوب العالمية مادونا عندما زارت الأخيرة إسرائيل، أواخر عام 2004، ولكن زوجة السفير لم تنجح في ذلك، مما اغضب زوجة شالوم.