أحمد عبدالعزيز من موسكو: تبحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في موسكو العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتعاون في مجال الطاقة. وأعلن ناطق باسم الكرملين بأنه من المقرر أن يجري تحديد الجدول الزمني للاتصالات السياسية الروسية-الألمانية في عام 2006. ويشمل هذا الجدول الجولة الثامنة للمشاورات الدولية على أعلى المستويات، بمشاركة الوزراء الرئيسيين التي ستعقد في مدينة تومسك في ربيع العام الجاري. كما سيشمل فعاليات أخرى في الأطر الثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك قمة الثماني الكبار في مدينة سانت بطرسبورغ في الفترة من 15 إلى 17 تموز (يوليو) المقبل .
وأكدت سفارة ألمانيا في روسيا بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستبدأ زيارتها لموسكو اليوم الاثنين لبحث مختلف شؤون العلاقات الثنائية بين البلدين، وإقامة اتصالات شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكر المكتب الصحفي للكرملين أن ميركل ستزور موسكو تلبية لدعوة من بوتين، وستغادر في مساء نفس اليوم. ويتضمن جدول الزيارة العديد من اللقاءات والاتصالات على مختلف المستويات.
إضافة إلى ذلك سيناقش بوتين وميركل جدول أعمال البلدين على المستوى الدولي، حيث أشار ناطق الكرملين بأن مواقف الطرفين القريبة أو المتماشية في العديد منها تعتبر الأساس لتعميق التعاون الروسي-الألماني في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وفي مجلس روسيا-الناتو، وفي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، إضافة إلى مجموعة الثماني الكبار.
ورأت مصادر في الكرملين أن موضوع الطاقة الذي يشمل مشروع مد أنابيب الغاز الأوروبي الشمالي سيكون مركز اهتمام مباحثات ميركل وبوتين، مشيرا إلى أن ألمانيا تتصدر الشركاء التجاريين لروسيا، حيث ازداد حجم الميزان التجاري إلى 32 مليار دولار في عام 2005، بينما تصل حجم رؤوس الأموال الألمانية المستثمرة في الاقتصاد الروسي إلى ما يقرب من 3ر9 مليار دولار.
ولم تستبعد دوائر غير رسمية أن تبحث ميركل مع بوتين جملة من المفاصل الأساسية بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، ومن بينها مقترحات ألمانية جديدة بشأن التعاون في مجال الطاقة، وبالذات الغاز الروسي إلى ألمانيا، والملف الإيراني الذي تعتبر ألمانيا أحد المناوئين له ضمن الترويكا الأوروبية. وقد يكون موضوع الديون الروسية لألمانيا ضمن مناقشات الكواليس أيضا.
ولم تكن مصادفة أن تؤكد شركة غازبروم الروسية، عشية الزيارة ، إنها ستضمن إمدادات آمنة من الغاز لألمانيا وللاتحاد الأوروبي في المستقبل. وبعد محادثات عامة مع وزير الاقتصاد الألماني مايكل جلوس في برلين، قال الرئيس التنفيذي لغازبروم ألكسي ميلر أن الشركة كانت دائما موردا يعتد به لدى عملائها، وquot;هذا لن يتغير في المستقبلquot;. بل وأكد لنظيره الألماني أن أعمال مد أنبوب الشمال الأوروبي لنقل الغاز الذي يمر على قاع بحر البلطيق تجري حسب الخطة الموضوعة، وسوف يتم تصدير الغاز الروسي في عام 2010 عبر هذا الأنبوب إلى ألمانيا مباشرة.
هذه التأكيدات من جانب موسكو تأتي عقب القلق الذي أصاب الأوساط الاقتصادية والسياسية الألمانية بعد خلاف روسيا وأوكرانيا بشأن أسعار الغاز، الأمر الذي أدى إلى تقليص نسبي لعدة أيام لصادرات الغاز إلى أوروبا. وكادت تتضرر إمدادات دول الاتحاد الأوروبي الـ 25، والتي تحصل على ربع احتياجاتها من الغاز من روسيا. الأمر الذي دفع العديد منها إلى ضرورة تنويع مصادر الغاز وعدم الاعتماد بهذا القدر المخيف على الغاز الروسي. لهذا السبب تحديدا قد تطرح ميركل quot;مبادرات جديدةquot; بشأن الطاقة، وبالذات فيما يخص أليات تصدير الغاز الروسي لألمانيا .
- آخر تحديث :
التعليقات