بهاء حمزة من دبي: في تطور عكسي لصراع القوارب المبحرة في مياه الخليج العربي الذي تصر ايران على تسميته القديمة وهي الخليج الفارسي انقذت قوات خفر السواحل الاماراتية بحارين إيرانيين اثنين بعدما غرق المركب اللذين كانا على متنه في المياه الإقليمية الإيرانية قبل ان تجرفهما الرياح القوية الى داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات المحاذية.

وقال مصدر مسؤول في قيادة قوات حرس الحدود وخفر السواحل أن القارب الإيراني كان يقل أربعة ركاب وقد غرق بسبب الرياح والأمواج العالية التي كانت سائدة في مياه الخليج العربي منذ بداية الاسبوع الحالي مشيرا الى ان الراكبين اللذين تم انقاذهما تمكنا من التعلق بعبارة بحرية وقاوما الغرق حتى عثرت عليهما دورية لخفر السواحل بدولة الإمارات وقام بنقلهما على الفور إلى احدى المستشفيات في الدولة حيث يتلقيان العلاج والرعاية الطبية اللازمة لهما قبل ان يجري إعادتهما إلى إيران. واشار المصدر الى ان قوات خفر السواحل الاماراتية لازالت تواصل البحث عن الإيرانيين الآخرين المفقودين املا في العثور عليهما احياء.

ومن المعروف ان الكثير من الصيادين من البلدين يدخولن بطريق الخطأ المياه الاقليمية للدولة الاخرى حيث تعد مثل تلك الحوادث من الاشياء اليومية الا ان المفارقة في الخبر هي طريقة التعامل المختلفة من الهيئات المسؤولة في البلدين مع بحارة المراكب التائهة اذ تصر قوات خفر السواحل الايرانية على التعامل مع المراكب الشاطحة الاماراتية في مياهها الاقليمية باعتبارها متعدية على الحدود الايرانية وتعتبرها مشكلة امنية مقصودة وتتعامل مع هؤلاء الصيادين تعاملا امنيا بحتا حيث تبادر الى سجنهم ومخاطبة الدولة الاماراتية بظروف القبض عليهم، لكن في المقابل تقدم قوات خفر السواحل الاماراتية من خلال تلك الحادثة درسا في التعامل الانساني مع حالات الشطحات التي ترتكبها المراكب الخاصة بالصيادين في كلا البلدين هو ما يعكس تفهمها لطبيعة المحاذاة بين المياه الاقليمية للبلدين فضلا عن جهل اغلب الصيادين الذين يعملون في هذه المهنة بالتوارث ابا عن جد بالخرائط البحرية المتقدمة والمشاكل القانونية المترتبة على الدخول في المياه الاقليمية لدولة اخرى.

ومنذ ان لجأت دولة الامارات الى الامم المتحدة طالبة استعادة جزرها الثلاثة التي استولت عليها ايران في اليوم التالي لاعلان دولة الاتحاد في الثاني من كانون اول (ديسمبر) عام 1971 تعاني العلاقات بين البلدين من ازمة مكتومة رغم حرص القيادة الاماراتية على تجاوز تلك الازمة وعدم السماح لها بالتأثير على العلاقات مع الجارة الكبرى مكتفية بأن تطلب حقها في جزرها المحتلة عبر القنوات الشرعية الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة. ورغم هذا الحرص الا ان الازمة تنعكس في التعامل الفظ مع مراكب الصيد الشاطحة خصوصا من الجانب الايراني وكان اخر حادث قد وقع قبل شهرين عندما احتجزت السلطات الايرانية قارب صيد اماراتي والصيادين الاماراتيين الموجودين عليه بعدما دخل المركب الذي انطلق من امارة رأس الخيمة المياه الاقليمية لايران، وبعد اتصالات دبلوماسية تم الافراج عن الصيادين واعادتهم الى بلدهم .