القدس: حذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز اليوم من أن اسرائيل لن تتساهل في أي حال من الأحوال حيال quot;امتلاك ايران للخيار النوويquot;، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأولوية تعود للعمل الدبلوماسي. وقال موفاز لدى افتتاح منتدى عام في هرتسيليا شمال تل أبيب quot;اننا نعطي الأولوية في هذه المرحلة للعمل الدبلوماسي (...) لكن لا يمكننا في كل الاحوال التساهل حيال خيار نووي لايران وسيكون علينا الاستعدادquot; لمواجهته. واضاف quot;يتعين علينا تطوير خيار دفاعي مع كل ما يعنيه ذلكquot;. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وتأتي هذه التصريحات التي تتميز بحزمها الشديد بعدما اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت يوم الثلاثاء ان اسرائيل quot;لا يمكن ان تسمح في اي حال من الاحوال بان يمتلك اي كان (ايران) لديه نوايا عدوانية ضدنا سلاحا تدميريا يهدد وجودناquot;. وفي شأن التحرك الدبلوماسي، تحدث موفاز عن امكانية تدخل مجلس الامن الدولي وفرض عقوبات دولية. وكان يلمح الى رفض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي دعوة طهران الى استئناف مفاوضاتها مع الاوروبيين حول برنامجها النووي. وقال موفاز quot;يجب ان نتعامل مع التهديد الايراني بأكبر قدر من الجديةquot;، مكررا اتهام ايران ودمشق quot;بدعم الارهابquot;. واضاف ان quot;المال هو عصب الارهاب، لذلك تقدم ايران مساعدة سنوية قدرها 100 مليون دولار الى حزب الله (شيعي لبناني) ويصل قسم من هذا المبلغ الى مجموعات ارهابية فلسطينيةquot;. واكد موفاز quot;كذلك فان ايران هي المصدر الاول لاموال الجهاد الاسلامي الذي نفذ معظم الاعتداءات الانتحارية في اسرائيل العام الماضيquot;.
وقد اتهمت اسرائيل امس الجمعة ايران وسورية بالعملية الانتحارية التي شنتها حركة الجهاد الاسلامي يوم الخميس في تل ابيب واسفرت عن تسعة عشر جريحا. ووصفت ايران هذه الاتهامات بأن quot;لا اساس لهاquot;. وخلال زيارة الى دمشق، التقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اواخر الاسبوع قادة عشر حركات فلسطينية متطرفة منهم قائدا الجهاد الاسلامي وحماس. واكد لهم quot;دعم نضال الشعب الفلسطيني بقوةquot;.
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس الجمعة، ان اكثرية نسبية من الاسرائيليين (49% في مقابل 40%) تعتبر ان على بلادها ان تجازف بشن هجوم على المواقع النووية الايرانية اذا ما اخفقت الجهود الدبلوماسية. وقد تأججت مخاوف اسرائيل من ايران بعد التصريحات التي ادلى بها في تشرين الاول(اكتوبر) الماضي الرئيس الايراني ودعا فيها الى quot;محو اسرائيل عن الخريطةquot;. وتقول الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان ايران يمكن ان تمتلك سلاحا نوويا عسكريا بدءا من نهاية 2006 اذا لم تثمر الضغوط الدولية عليها. ولم تعترف اسرائيل بدورها بامتلاك ترسانة نووية، لكن خبراء اجانب يؤكدون انها امتلكت عبر السنين 200 رأس نووي على الاقل. وترفض اسرائيل توقيع معاهدة الحد من الانتشار النووي واخضاع مفاعلها ديمونا لمراقبة دولية.
التعليقات