تأجيل محاكمة صدام الى الاحد
المحكمة تمنع الاتصالات مع المحامين والشهود
أسامة مهدي من لندن : اعلن في بغداد عن تأجيل محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونية السابقين التي كانت مقررة اليوم الى الاحد المقبل بسبب عدم حضور الشهود وبعظهم خارج العراق فيما اكدت رئاسة المحكمة منعها للصحافيين من اجراء أي اتصالات مع الشهود والدفاع والزوار داخل قاعة المحاكمة سواء بالايماءات او الاشارات او تمرير الملاحظات . واشار رئيس الهيئة التحقيقية في المحكمة الجنائية العراقية العليا رائد جوحي في تصريح للصحافيين الى ان هذا التاجيل قد جاء اثر تعذر حضور الشهود الموجودين خارج العراق الى جلسة اليوم من دون الاشارة الى هوياتهم والبلدان التي يوجدون فيها . ومن المنتظر ان تستمع المحكمة في جلساتها التالية الاسبوع المقبل الى عشرة شهود ذكرت تقارير لم تؤكد بعد ان بينهم عددا من مسؤولي النظام السابق الذين ابدوا استعدادا للشهادة ضد الرئيس المخلوع .
وابلغ صحافي عراقي كان سيحضر جلسة المحكمة quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد ان التاجيل جاء اثر مداولات مطولة بين هيئة المحكمة وفريق الدفاع عن المتهمين من دون ان يستبعد ان تكون التغييرات في رئاسة المحكمة واحدة من اسباب التاجيل خاصة وان الحكومة العراقية لم تبت بعد في الاستقالة التي قدمها رئيس المحكمة القاضي زركار محمد امين الاسبوع الماضي . واشار الى ان المحكمة الجنائية العليا طالبت الصحافيين اليوم عدم الإتصال بمحاميى الدفاع والشهود والزوار فى قاعة المحكمة ودعت في بيان وزع على الاعلاميين عدم الاتصال مع محاميى الدفاع والشهود والزوار في قاعة المحكمة بأي طريقة كانت .. سواء بالايماءات اليدوية أو الاشارات أو تمرير الملاحظات كما قالت .
لكن المحكمة سمحت للصحافيين اجراء مقابلات صحفية مع المحامين والزوار فحسب في غرفة الإعلام وفقط عندما تتم اخذ موافقة الاشخاص لاجراء المقابلات وناشدت مترجمى الاعلام بان يجلسوا في حجرة الترجمة خلال فترة الاستراحة واكدت ان هذه الاجراءت صادرة من قبل رئيس المحكمة . ومنعت المحكمة الصحافيين كذلك النظر من خلال الستائر الموجودة والفاصلة بين الصحفيين وقاعة المحكمة خلال فترة إنتظار أمر القاضي لفتح الستائر واشارت الى ان المحكمة مستخدمة لأغراض رسمية من قبل المتهمين ومحامى الدفاع خلال فترات الاستراحة وعلى الصحفايين ان يحترموا سرية المتهمين ومحامو الدفاع وشددت على عدم تحدث الصحفايين مع الشهود داخل مبنى المحكمة وعلى مترجمى الاعلام ان يتركوا جميع الملاحظات في حجرة الترجمة خلال كل فترة استراحة وايضا عند إختتام كل جلسة محاكمةquot;. واكدت المحكمة فى بيانها أن اي انتهاكات لهذه الاجراءات من قبل الصحفيين قد تتسبب باخراجهم من مبنى المحكمة ومنعهم من الدخول الى اجراءات المحكمة العراقية العليا في المستقبل .
وكان مقررا ان تستأنف المحكمة بجلستها الثامنة صباح اليوم للمتهمين الثمانية في مجزرة شهدتها بلدة الدجيل شمال بغداد بعد تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال فيها عام 1982 .. الانظار تتجه نحو مجرياتها نتيجة الجدل الدائر حول ضغوط رسمية على مسارها المحكمة دفعت برئيسها زركار محمد امين الى الاستقالة اثر مشاجرة مع رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري الذي اتهمه بالخوف والضعف في ادارة المحكمة الامر الذي ادى الى اختيار قاض اخر بدلا عنه هو سعيد الهماشي لكن اتهام هيئة اجتثاث البعث له بانتمائه الى الحزب المحظور دفع الى تعيين القاضي الكردي الذي ينحدر من بلدة حلبجة الشمالية رؤوف رشيد عبد الرحمن ليترأس الجلسات اليوم . وستكون جلسة الاحد هي الثامنة التي تعقدها المحكمة الجنائية العليا لمحاكمة الرئيس المخلوع واعوانه السبعة منذ بدئها في التاسع عشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي حيث اتسمت المحاكمة التي استغرقت حتى الان سبعة ايام على مدى ثلاثة اشهر بحوادث وتقطع في الجلسات لكنه تم خلالها الاستماع الى ثمانية شهود من ابناء الدجيل (60 كم شمال بغداد) رووا عمليات مهاجمة قوات الامن العراقية لبلدتهم واقتياد المئات من ابنائها واعدام 148 منهم ونفي الاخرين الى الصحراء لمدة ثلاث سنوات بالترافق مع تجريف بساتين ومزارع البلدة .
والقاضي الجديد للمحكمة عبد الرحمن (65 عاما) الذي يتراس المحكمة اليوم وسط اهتمام داخلي وخارجي لمدى قدرته على ادارة جلسات المحكمة يشغل حاليا منصب نائب رئيس محكمة استئناف في مدينة اربيل (220 كم شمال بغداد) هو كردي في الخامسة والستين من مواليد بلدة حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية (330 كلم شمال بغداد) .. وسبق لعبد الرحمن الذي يعمل قاضيا منذ تسعينيات القرن الماضي ان شغل منصب نقيب المحامين في محافظة السليمانية (330 كم شمال بغداد) . وكان منتظرا ان يعدل القاضي زركار عن استقالته بعد تدخل الرئيس العراقي جلال طالباني اقناعه بالعدول عنها لكنه حسم الامر يوم امس مشددا على انه مصر على قرار الاستقالة رغم الجهود التي تبذل لحثه على العدول عنها وقال ان قراره نهائي ولا عدول عنه رغم كل الجهود المبذولة لحثه على ذلك quot; . واشار الى انه سيتابع جلسات المحكمة من منزله في السليمانية ولن يتوجه الى بغداد لترؤس جلسات المحكمة .
واثار الاعلان عن استقالة رزكار محمد امين بسبب الانتقادات الواسعة والضغوط التي تعرض لها لتساهله في ادارة الجلسات تساؤلات عن استقلال القضاء في العراق خاصة بعد ان ذكرت تقارير ان زركار دخل في مشادة كلامية مع الجعفري الذي اتهمه بالخوف والضعف في ادارته للمحاكمه الامر الذي دفع الاول بالرد على ان هدفه عدالة المحاكمة وانه ليس ضعيفا او خائفا .
ومن ابرز الذين تضمهم قائمة المتهمين السبعة برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز مخابراته السابق وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية السابق وجميعهم معرضون لحكم بالاعدام .. وهم :
-- طه ياسين رمضان: النائب السابق لصدام : تم اعتقاله في 18 آب (اغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين اكراد في الموصل (شمال) ثم سلم الى القوات الاميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين .. وهو كان من اقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة.
وطه ياسين رمضان كردي الاصل من جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لاب بستاني وفي 1980 اسس quot;الجيش الشعبيquot; الذي كان تابعا لحزب البعث الحاكم كما كان عضوا في مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق .. وفي عام 1991 اصبح نائبا للرئيس ويتهمه العراقيون بارتكاب جرائم ضد الانسانية خصوصا لتورطه في عدد من الحملات ضد الاكراد بما في ذلك مجزرة حلبجة .. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال.
-- برزان ابراهيم الحسن (التكريتي): احد الاخوة غير الاشقاء للرئيس السابق ومستشاره الرئاسي وقد اعتقل في 16 نيسان (ابريل) عام 2003 في بغداد وكان الثاني والخميسن على لائحة ال55. وقد تولى برزان التكريتي رئاسة جهاز المخابرات العراقية قبل عام 1984 ثم مثل بلاده في الامم المتحدة في جنيف 12 عاما.
عاد الى العراق في ايلول (سبتمبر) عام 1999 ضمن اطار تعيينات دبلوماسية ووسط معلومات متضاربة تحدثت بعضها عن انشقاقه حين افادت معلومات نشرتها وسائل اعلام حينذاك ان صدام حسين وضعه تحت المراقبة بعد ان رفض التعبير عن ولائه لقصي الابن الاصغر للرئيس السابقالذي قتله الجيش الاميركي مع شقيقه عدي في تموز (يوليو) عام 2003 . وقد اشرف خلال عمله في جنيف على شبكات المخابرات العراقية في اوروبا وتولى التوجيه في شراء الاسلحة. ومنذ فرض الحظر الدولي على العراق في 1990عام شكل شبكة هدفها الالتفاف عليه وتم تكليفه ادارة ثروة صدام حسين المودعة في مصارف اوروبية. وقد ولد برزان في عام 1951 في مدينة تكريت.
- عوض احمد البندر: قاض سابق في quot;محكمة الثورة quot; ونائب مدير مكتب صدام حسين.
- عبد الله كاظم رويد
- مظهر عبد الله رويد
- علي الدائي علي
- محمد عزام العلي
وهؤلاء الاربعة متهمون بانهم كانوا مسؤولين عن منطقة الدجيل في حزب البعث الذي تم حله بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان (أبريل) عام 2003 وقادوا حملة الاعتقالات وتدمير يساتين ومنازل المنطقة .
وقد انشئت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم صدام واعوانه في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 اي قبل توقيف الرئيس السابق بثلاثة ايام.
التعليقات