اعتدال سلامه من برلين: عاد فريق عمل الطوارئ في وزارة الخارجية مجددا للعمل من اجل متابعة عملية خطف مهندسين المانيين في العراق. وحسب المعلومات الرسمية لم يصل برلين حتى الان أي اشارة من الخاطفين توضح مطالبهم وهدفهم من الخطف، وهذا شبيه بما حدث عندما اختطفت سوزان اوستهوف عالمة الاثار الالمانية قبل نهاية العام الماضي واطلق سراحها ويتردد بان برلين دفعت مقابل ذلك بضعة ملايين .
ولاول مرة يعلن رسميا عن قيام عناصر من دائرة المخابرات السرية الالمانية BND بالتحريات في العراق.
ويعمل المهندسون الثلاثة الذي خطف اثنين منهم لدى شركة Cryotec GmbH في ساكسن لصالح شركة لصناعة مواد التنظيف في بلدة بدتشي العراقية وتبعد حوالي 200 كلم عن العاصمة العراقية ووصلوا يوم الجمعة الماضية لمباشرة العمل، وكان عليهم انهاء تركيب تجهيزات للمصنع اليوم والعودة الى المانيا. وصباح امس وهم متوجهون للعمل اعترضت طريق سيارتان ارتجل منهما مسلحون في لباس قوى الامن العراقية مهددين بالسلاح، الا ان احد المهندسين تمكن من الفرار مع السائق العراقي، فيما حمل المسلحون الاثنين الى جهة مجهولة.
ونقلت صحيفة المانيا اقوال مدير الشركة الالمانية بيتر بينرت بان ما يهمه الان هو بقاء الزميلين المخطوفين على قيد الحياة وبصحة جيدة وعودتهما باسرع وقت، وشركته تطور وتخطط في العراق لمصانع كثيرة ولها اعمال هناك منذ مدة طويلة.
ويعتقد خبراء في شؤون الارهاب ان عمال في المصنع العراقي فشوا بسر تواجد المهندسين الالمان لمجموعة لصوص وتم التخطيط لخطفهم قبل مغاردتها من اجل كسب الملايين من دون جهد، كما حدث مع عالمة الاثار اوستهوف.
لكن الحديث الان عن من سيكون الوسيط الذي يقبل به الطرفان: الخاطفون والمانيا من اجل اجراء مفاوضات، وقبل ذلك يجب التوضيح ما اذا كان الامر يتعلق بلصوص هدفهم االحصول على مال ام مجموعات متطرفة تستغل الخطف من اجل الترويج والدعاية لاهدافها السياسية والدينية.
والملفت للنظر انه ومنذ بدء عمليات الخطف في العراق ومعظم المخطوفين غير المان الى ان وقعت حادثة خطف عالمة الاثار والمهندسين الان ولا تربط الحاليتين سوف الجنسية.
وليس معروف بالتحديد عدد الالمان في العراق ، فهناك المانيات متزوجات من عراقيين. الا ان العدد الرسمي لا يتعدى المائة. وفي الجزء الذي يخضع للادارة الكردية حيث الوضع الامني اكثر استتبابا يعمل 30 المانيا لصالح شركاتهم ، لكن في بدتشي حيث وقعت عملية الخطف فالعدد قليل جدا وهم المان يعملون بشكل استثنائي لصالح شركات المانية متفقة مع شركات عراقيين كما هو الحال مع المخطوفين ويعيشون في ظل حراسة مشددة.
ولقد حذرت غرفة التجارة والصناعة الالمانية بناء على تعليمات من وزارة الخارجية من ارسال الشركات الالمانية موظفين لها للعمل في وسط العراق فهي اخطر منطقة ، الا ان بعض الموظفين يتلقون عروضا مغرية جدا للعمل اما من شركات المانية او مباشرة من شركات او مصانع عراقية او عربية لحاجتها لتقنيين لهم خبرات عالية في بناء التجهيزات والاليات او الاشراف عليها.
- آخر تحديث :
التعليقات