كتل برلمانية عراقية تشكل جبهة لخوض نقاشات الحكومة
مجلس الرئاسة بدأ بحث آليات تشكيل الحكومة
اسامة مهدي من لندن : قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان اعضاء مجلس الرئاسة العراقية بحثوا اليوم بدء النقاشات بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية الاخيرة لتشكيل الحكومة الجديدة وتطورات العملية السياسية وآلية دعوة مجلس النواب الجديد إلى الانعقاد لاختيار رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب اضافة الى التعاون الاقليمي مع العراق لمحاربة الارهاب بينما اعلنت جبهة التوافق والقائمة العراقية ومجلس الحوار عن تشكيل جبهة موحدة لخوض نقاشات تشكيل الحكومة بشكل موحد في الرأي والموقف .
واضاف طالباني في مؤتمر صحافي في بغداد اثر انهاء اجتماع مجلس الرئاسة الذي ضمه مع نائبيه عادل عبد المهدي وغازي الياور ان المشاورات قد بدات حول الحكومة الجديدة معربا عن امله في ان يعلن الائتلاف العراقي الشيعي الفائز في الانتخابات قريبا عن مرشحه لرئاسة الحكومة . وحصل الائتلاف على 128 مقعدا في مجلس النواب الجديد يليه التحالف الكردستاني وحصل على 54 مقعدا من مجموع مقاعد المجلس البالغة 275 . وقال quot; نحن ننتظر التصديق على نتائج الانتخابات كي نتداول مع الكتل الممثلة في البرلمان من اجل تحديد موعد لانعقاد جلسة البرلمان الأولى و نأمل بتشكيل حكومة جديدة تستند إلى الدستور، الذي نسعى إلى تطبيقه .. كذلك تباحثنا في الوضع الإقليمي و ضرورة تعاون الدول الإقليمي مع العراق خاصة في مجال مكافحة الإرهاب و نسعى أن يكون هذا العام عام امن و استقرار من خلال العمل السياسي و العسكري و الاقتصاديquot;. واضاف quot; قلنا مراراً بان الحكومة المقبلة يجب أن تكون وفقاً للدستور و يجب أن تشارك الكتل الفائزة في الحكومة المقبلة و إننا نعمل على جعل هذا العام عام امن و سلام و بناء وازدهارquot;.
وعن آلية تشكيل الحكومة المقبلة اوضح طالباني بان الحكومة المقبلة يجب أن تستند على الاستحقاقين الانتخابي و الوطني معاًَ و تسائل quot; لماذا أجرينا انتخابات إذا كنا سنتغاضى عن نتائج الانتخابات؟quot; مضيفاً quot; بان جميع القوى السياسية قد برهنت على جماهيرتها من خلال الانتخابات، فالائتلاف العراقي الموحد قد حصد أكثر من 5 ملايين صوت و التحالف الكردستاني حصد أكثر من مليوني صوت و التوافق حوالي مليون و ثمانمائة ألف صوت و القائمة العراقية قد حصلت على نحو تسعمائة ألف صوت لكن قوى لم تحصل على أي نائب في البرلمان حتى عن طريق المقاعد التعويضية لكننا مع هذا نؤمن بالمعارضة و لكن على الجميع أن يعرف قدر نفسهquot;.
واكد الرئيس طالباني بان هناك سقف زمني لدعوة مجلس النواب للانعقاد، حسب القانون وقال quot;و نحن نسعى لبلورة الاتفاق على تشكيل رئاسة مجلس الرئاسة و رئاسة مجلس الوزراء و رئاسة البرلمان المقبل و نحن ننتظر مرشح الائتلاف لرئاسة الوزراءquot;. و أضاف quot;في الأحزاب الديمقراطية و حتى في الحزب الواحد تجري الكثير من المناقشات و طرح وجهات النظر المختلفة، و لكن سيكون هناك اتفاق في نهاية الأمرquot;.
من جهته قال الياور quot; إنني لست ساع لأي منصب الآن و إننا سنخدم بلدنا من خلال أي موقع نتبوأه و ربما سنخدم البلد من خلال العمل الاجتماعي أو ربما حتى العمل الخيريquot;.
وحول انشاء وحدات عسكرية من سكان الرمادي لمواجهة الارهابيين قال الياور ان هذا امر طبيعي لان اهل الرمادي يريدون ان يعيشوا حياتهم بامن ومن دون تدخلات خارجية مشيرا الى ان العمل بتشكيل هذه الوحدات قد بدء به ولكنه يحتاج الى تفعيل وشدد بالقول quot; ان من يريد ان يقاوم عليه عليه لن يقاوم بالفكر وليس بالسلاح الذي يؤذي البلادquot; .
وردا على سؤال حول موعد اختيار الائتلاف لمرشحه لرئاسة الحكومة قال عبد المهدي عضو قياد الائتلاف ان هذا الامر سيقرره الائتلاف قريبا مشيرا الى وجود نقاشات موسعة حول ذلك حاليا .
ومن جهة اخرى توصلت ثلاث كتل برلمانية رئيسية الى اتفاق بشان خوض المباحثات حول تشكيل الحكومة الجديدة بشكل مجتمع وعلى اساس وحدة الراي والموقف.
وقال الدكتورعدنان الباجه جي رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين والبرلماني عن القائمة العراقية الوطنية برئاسة اياد علاوي والتي حلت رابعة في الانتخابات للوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم ان quot;العراقية اتفقت مع كتلتي التوافق الوطني التي جاءت ثالثة في النتائج برئاسة عدنان الدليمي والحوار الوطني برئاسة صالح المطلك التي حلت خامسة على ان لا تخوض اي من هذه الكتل مباحثات منفردة مع اية كتلة رئيسية اخرى في الامور المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدةquot; . واشار الىquot; ان هناك كتلا برلمانية اخرى تشارك الكتل الثلاث المذكورة في هذا الموقف القائم على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية او توافق وطني quot;. واضاف quot;ان المهم لدينا هو ان تكون هناك حكومة متفق عليها ، لا تستند الى الاسماء والمسميات وانما الى برنامج وطني ديمقراطي مبني على الاولويات المطروحة في الساحة العراقيةquot; .
واشار الى quot;ان الحكومة الجديدة يفترض ان تكون خاضعة لمراقبة ومحاسبة جميع المكونات المشاركة فيها ، والمعارضة لها ايضا في كل خطوة تتعلق بتنفيذ برنامجها الوطني المطروح او اي تلكؤ فيه quot; . واوضح ان quot;مشكلات الشعب العراقي المتفاقمة هي كلّ لا يتجزأ ولا تجوز معالجة مشكلة على حساب اخرى ، فالمشكلة الامنية مثلا مرتبطة بالوضع الاقتصادي المرتبط بدوره بالوضع الخدمي والاجتماعي .. وهكذا quot; . وقال ان quot;هناك فهما خاطئا لموضوع الاكثرية والاقلية في الكتل البرلمانية لان الديمقراطية الحقيقية لا تعني فرض رأي الاكثرية على الاقلية وانما الاخذ بمجموع الأراء ومنح الحرية للجميع وليس احتكارها من قبل فئة ضد الاخرى لان ذلك يقودنا الى نوع جديد من الدكتاتورياتquot; . واكد الدكتور الباجه جيquot; ان الكتل الثلاث المعنية تعي هذا الموضوع جيدا وتامل ان تجد التفهم المطلوب من قبل الكتل الاخرى والتركيز على البرنامج الوطني اولا قبل التنافس على اقتسام الحصص الوزاريةquot; .
بناء مليون وحدة سكنية جديدة
قال وزير الإسكان و الاعمار جاسم محمد جعفر انه ناقش اليوم مع طالباني عمل و انجازات الوزارة خلال فترة الثمانية أشهر المنصرمة وأوضح بان الوزارة انتهت من إكمال المخططات و التصاميم الرئيسية لبناء قرية عصرية تتكون من 500 وحدة سكنية في مدينة بشير بمحافظة كركوك الشمالية استجابة لمقترح من الرئيس ببنائها وأشار إلى أن القرية تحتاج إلى 30 مليون دولار لغرض انجاز بنائها و ان هذا المبلغ يمكن صرفه من مخصصات الطوارئ.
وكشف الوزير عن مقترح تم تقديمه لرئيس الجمهورية لبناء 500 وحدة سكنية في مدينة quot;حلبجةquot; من قبل الحكومة المركزية دعماً لهذه المدينة التي تعرضت لمأساة ضربها يالسلاح الكيمياوي عام 1988 و تقوية لروابط الأخوة بين التركمان والاكراد وأن تقوم حكومة إقليم كردستان في المقابل ببناء 500 وحدة سكنية في منطقة quot;التسعينquot; في كركوك باعتبار هذه المدنية قد تعرضت إلى تهجير و إبادة من قبل النظام السابق.
من جهت نقل مستشار وزارة الاعمار ثائر الفيلي عن طالباني قوله quot; إن الحكومة المقبلة ستكون حكومة اعمار و بناءquot; مضيفاً بان الوفد قام باطلاع الرئيس على خطة بناء مليون وحدة سكنية في العراق و إنشائها في ثلاث مدن مؤكداً بان هذا المشروع يعتمد بصورة أساسية على استثمار القطاع الخاص. و أشار الفيلي إلى أن الرئيس طالباني أبدى دعمه الكامل من اجل إقامة و انجاز هذا المشروع.
من جانب آخر أعلن وزير الاعمار و الإسكان الذي يمثل التركمان العراقيين في الوزارة الحالية إن وفد وزارته طلب دعم الرئيس طالباني لقضية التركمان في العراق باعتبارها القومية الثالثة في البلاد و أضاف الوزير quot; إنه الهدف الثاني من زيارتنا لرئيس الجمهورية هي مناقشة تمثيل التركمان في حكومة الجعفري و قد طلبنا دعم الرئيس لقضية التركمان و ركزنا في حديثنا على تقوية الروابط بين الاكرادو التركمانquot; . وقال الوزير ان طالباني داعم منذ زمن طويل للقضية التركمانية وهو رجل معتدل بالرغم من وجود بعض التطرف عند بعض الاكرادو التركمان على حد سواءquot; مضيفاً quot; لو كانت مشكلة التركمان عند الرئيس طالباني لتم حلّها من زمانquot;.
التعليقات