واشنطن، لندن: حث الرئيس الاميركي جورج بوش الامم المتحدة والحكومة السودانية اليوم الاثنين على احراز quot;تقدمquot; لوضع حد لاعمال العنف في اقليم دارفور الذي تمزقه حرب اهلية منذ 1983. وقال بوش بمناسبة لقائه في واشنطن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان quot;من الاهمية بمكان للامم المتحدة وحكومة السودان ان تحرزا تقدما للمساعدة على وضع حد للمعاناةquot; في دارفور.

من جهة اخرى، قال الرئيس في ختام لقاء مع الموفد الاميركي الخاص الى دارفور اندرو ناتسيوس الذي عينه للتو في هذا المنصب quot;ينبغي على الامم المتحدة ان لا تنتظر طويلا بعد للموافقة على قوة دولية بهدف حماية شعب بريءquot;. واضاف quot;نعتقد ان على العالم مسؤولية الاجابة عما سمته هذه الحكومة ابادة. وسيساهم اندرو ناتسيوس في حشد دول لحل المشكلةquot;.

من جهته اعتبر ناتسيوس ان quot;هدفنا ليس تسوية المشكلة لمدة شهرين وانما ملاحقة جذورها كي لا نواجه حربا رابعة في غضون خمسة اعوام بل لنضع حدا لتلك الدائرة حاليا بنجاحquot;. وتتواصل اعمال العنف في دارفور حيث اوقعت الحرب الاهلية بين المتمردين والميليشيات الموالية للحكومة 200 الف قتيل على الاقل منذ شباط(فبراير) 2003.

وطالب مجلس الامن الدولي في نهاية اب(اغسطس) في قراره رقم 1706 بارسال قوة دولية من 17 الف رجل وثلاثة الاف شرطي الى دارفور لتحل محل قوة الاتحاد الافريقي. لكن الاتحاد الافريقي وحيال رفض الخرطوم لانتشار هذه القوة الدولية، قرر تمديد مهمة قوته في دارفور ثلاثة اشهر حتى 31 كانون الاول/ديسمبر.

عاملون في المجال الانساني يغادرون مخيم جرايدة في دارفور بعد تبادل اطلاق النار

اعلن ناطق باسم منظمة اوكسفام في اتصال من لندن مع وكالة فرانس برس ان المنظمات الانسانية، باستثناء الصليب الاحمر، غادرت مخيم جرايدة الذي يعد احد اكبر مخيمات اللاجئين في جنوب دارفور، وذلك بعد تبادل لإطلاق النار قرب المخيم.

واكد المتحدث quot;سحبنا موقتا كافة موظفينا الدوليين والمتحدرين من مناطق اخرى في السودان من مخيم جرايدة لكننا نأمل في العودة اليه في اقرب وقت ممكنquot;، مشيرا الى اعمال quot;عنف متواصلةquot; تزيد في تعقيد عمل المنظمات الانسانية. واكد مسؤول في منظمة مرلين البريطانية لفرانس برس ايضا ان منظمته غادرت المخيم.

وقال مسؤول احد المنظمات التي تم اجلاؤها طالبا عدم ذكر اسمه لاسباب امنية، ان عملية الاجلاء quot;تمت الجمعة في حين كان يجري تبادل كثيف لاطلاق النار خارج المخيمquot;. واضاف quot;لم يتضح بعد مصدر اطلاق النار وتسري شائعات كثيرة حتى الانquot;، مؤكدا ان quot;ما هو اكيد هو ان لديهم عتادا كثيرا ومدافع هاون وسلاحا ثقيلاquot;.

وتابع المصدر يقول quot;يبدو ان خسائر كبيرة وقعت في صفوف المقاتلين لكن ليس لدينا في الوقت الراهن تقارير رسمية من المدنيينquot;، مذكرا بان المعارك بدأت خارج المخيم. وتحدثت صحيفة الغارديان في موقعها على شبكة الانترنت عن سقوط اربعين قتيلا ونسبت المعارك لحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان.
وقال العامل في المجال الانساني ان جرايدة هي اكبر مخيم لاجئين في البلاد وانه يأوي نحو 130 الف نسمة فيما لم يكن يتجاوز ما بين ثلاثين الى اربعين الف في مطلع السنة. واوضح ان ممثلي الامم المتحدة سيتوجهون الى هناك الاثنين لتحليل الوضع.

وعلاوة على منظمة اوكسفام، سحبت منظمات اخرى ايضا موظفيها وهي الفرنسية عمل لمكافحة الجوع والمجلس النروجي للاجئين والبريطانية مرلين والهولندية زوا. واكد ان quot;الصليب الاحمر هو المنظمة الوحيدة التي بقيت هناك لان لديها وسائل للانسحاب لا سيما مروحياتها الخاصة وبامكانها انتظار اخر لحظة اذا تفاقم الوضعquot;.

وتدور معارك في دارفور بين المتمردين والقوات الحكومية تدعمها ميليشيات الجنجويد العربية المتهمة بارتكاب تجاوزات بحق المزارعين المتحدرين من اصل افريقي. واسفرت هذه الحرب الاهلية وانعكاساتها الانسانية عن سقوط ما لا يقل عن 200 الف قتيل منذ شباط/فبراير 2003.