وارسو عن ضيفها quot;دعوا النجوم تلمع فوق رأسهquot; :
الملك عبد الله يستأنف زيارة رسمية مؤجلة لبولندا


سلطان القحطاني من لندن : أعلنت مصادر دبلوماسية غربية وثيقة الإطلاع في حديث لها مع quot;إيلافquot; أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيستأنف زيارة رسمية مؤجلة إلى بولندا في أوائل شهر نوفمبر المقبل تستمر ثلاثة أيام، يعقد خلالها مباحثات مع الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وسيتم توقيع الأحرف الأولى لاتفاقيات اقتصادية متبادلة بين البلدين الذين مضى على بدء علاقاتهما الدبلوماسية أكثر من 75 عاما.

وكانت الزيارة الملكية إلى وارسو مقررٌ لها أن تتم في أوائل شهر سبتمبر الماضي وفقاً لما سبق وأن صرحت به مصادر سعودية حادثتها quot;إيلافquot;، لكن الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة الشرق أوسطية على خلفية حرب حزب الله مع إسرائيل أسهمت إلى حد كبير في تعديل أجندة زيارات الملك عبد الله بن عبد العزيز كي تتاح له مراقبة الأحداث عن قرب آن ذاك، مما أدى إلى تأجيل الزيارة وتحديد موعد آخر لها.

ولعل الزيارة التي يقوم بها الخليفة الخامس لأبيه مؤسس المملكة السعودية في نسختها الثالثة، ستسهم في نقل علاقات الرياض و وارسو من مرحلتها quot;السياميةquot;، بسبب عملية فصل التوائم البولندية التي نفذها أطباء سعوديون على نفقة الملك عبد الله، وكانت أبرز أحداث العلاقة بين البلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى مرحلة أكثر تفاعلاً خصوصاً فيما يتعلق بالشأنين السياسي والاقتصادي الذي يطمح البلدان الإفادة منهما.

وفتح الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وهو ثالث الملوك السعوديين، أول أبواب العلاقات بين البلدين قبل أكثر من سبعين عاماً حين زار وارسو وقت أن كان أميراً في الثالث والعشرين من أيار (مايو) عام 1923، وأجرى مباحثات رسمية خرج منها باتفاق على تزويد الجيش السعودي بمعدات وأسلحة بولندية خاصة البنادق والرشاشات. كما نوقشت خلالها إمكانية تزويد السعودية بطائرات بولندية قتالية، إلا أن هذه الصفقة لم تعقد بسبب نشوب الحرب لاحقاً.

وخضعت العلاقات بعدها إلى هدوء سياسي واقتصادي لم تعرف أسبابه حتى اللحظة إذ لم تكن هناك سوى زيارات متباعدة بين زعماء البلدين إلى أن حملت السنوات العشر الأخيرة عدة quot;رياح تغيريةquot; لسفينة البلدين الدبلوماسية وتمخضت عن عدة ملتقيات كان أضخمها الندوات والمعارض التي احتضنتها العاصمة الرياض ونظمتها مؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات التي يتولاها أبناء الملك الراحل الذي كان أول زوار وارسو من كبار مسؤولي مملكته.

ولم تفصح المصادر التي حادثتها quot;إيلافquot; عن تفاصيل أكثر تتعلق بفحوى المباحثات المنتظرة والملفات التي ستكون قيد البحث على طاولة الزعيمين المشتركة، وعما إذا كان هناك صفقات من أي نوع سيتم توقيعها بشكل نهائي خلال الزيارة، باستثناء الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالتبادل الثقافي بين البلدين.

وستكون هذه الزيارة إلى بولندا بعد إنهاء الملك السعودي لجولته الثانية في أرجاء بلاده، يعقبها فترة إجازة قصيرة يقضيها في المغرب بعد أن ألغى فكرة إجازتها نتيجة الأوضاع السياسية المتدهورة التي كانت تمر بها المنطقة.

وسيكون الملك عبد الله أكثر المسؤولين العرب شعبية لدى مواطني بولندا بعد أن حفظوا له تبرعه بعملية فصل توأمين بولنديين كانا في حالة صحية سيئة، وتكللت العملية بالنجاح على يد متخصص الفصل السعودي الشهير الدكتور عبد الله الربيعة.أحد البولنديين كتب رسالة الكترونية لعاهل السعودية قال فيها:quot; إنها بادرة جيدة من الملك عبد الله. لقد علمنا ماذا يعني أن يكون لك قلب. دعوا النجوم تلمع فوق رأسهquot;.