الياس توما من براغ : قال زعيم المعارضة الموحدة في روسيا البيضاء الكسندر ميلينكيفيتش إن هدف المعارضة الآن في بلاده هو تغيير نظام ألكسندر لوكاشينكو عن طريق المظاهرات غير العنيفة وانه لتحقيق هذا الهدف سيتوجب إنزال ليس 20000 شخص إلى الشوارع كما جرى بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإنما 300 ألف متظاهر . وأكد أن المعارضة تعمل على أن يتراجع الخوف لدى الناس من النظام كي ينزلوا إلى الشوارع للتظاهر مشير ا إلى وجود حاجة كبيرة لإطلاع الناس المستمر على حقائق الأمور.

وأضاف في حديث أدلى به اليوم لصحيفة ليدوفي نوفيني أن المعارضة بحاجة إلى دعم محدد من الغرب كما تفعل تشيكيا مثلا التي تقدم منحا دراسية في مدارسها وجامعاتها للطلاب من روسيا البيضاء الذين فصلوا من مدارسهم وجامعاتهم لأسباب سياسية.وعبر عن الأمل بان يبدأ مطلع العام القادم من بولندا بث قناة تلفزيونية ناطقة باللغة البيلاروسية بتمويل أوروبي . واعترف أن بروكسل لم تجد حتى الآن الطريقة التي تدعم بها المعارضة في بلاده وان الأوربيين يقولون بان الاتحاد الأوربي لا يمكن له دعم شخصيات سياسية وإنما منظمات مستقلة غيران المشكلة هي أن هذا الأمر ويسري في دول تبنى الديمقراطية أما في روسيا البيضاء فان الوضع مختلف لأن فيها حرب وكفاح من اجل الحرية .

ورأى أن استمرار لوكاشينكو في تولي زمام الأمور في بلاده يعود لكونه سياسي شعوبي ولان روسيا البيضاء الآن هي دولة الدعاية التوليتارية كما أن لوكاشينكو يخلق أجواء الخوف ولذلك فان الناس يخافون من فصلهم من أعمالهم أما العامل الأكثر أهمية وراء استمرار لوكاشينكو فيكمن حسب رأيه في أن روسيا البيضاء لم تتبلور بعد في امة أو شعب بيلاروسي لان روسيا البيضاء كانت الأكثر تفتيتا من الناحية القومية كأمة من بين جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق فسكان روسيا البيضاء نسوا لغتهم ولم يتم إلقاء المحاصرات والدروس عن تاريخ بيلاروسيا مع انه تاريخ عظيم ولذلك فان جزءا من سكان البلاد هم بيلاروس والبقية يعتبرون أنفسهم روسا .

وردا على سؤال عن عدد الذين يتحدثون اللغة البيلاروسية قال من الصعب الإجابة على ذلك غير أنهم بالتأكيد لا يشكلون أغلبية فاللغة البيلاروسية كانت تعتبر لغة قروية من الدرجة الثانية من الضروري تجنبها لمن أراد أن يرتقي في عمله أما الآن فان الوضع بدا يتغير فعندما تظاهر الناس احتجاجا على التزوير الذي حصل في الانتخابات الأخيرة كانوا يتحدثون باللغة البيلاروسية والآن أصبح الأمر quot; موضة quot; .

وأكد ميلينكيفيتش بان لوكاشينكو يخاف من موسكو وليس من بروكسل أو واشنطن ولذلك فانه قام بسجن رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي الكسيندر كازولين لأنه كان يحظى بالدعم من روسيا أثناء ترشيحه للانتخابات الرئاسية وكان مقربا من النخبة التي تتواجد حول لوكاشينكو
وكشف عن أن موسكو أرادات تغيير لوكاشينكو لأنه دائما يعدها بأشياء مختلفة ثم لا ينفذ هذه الوعود ، كما أن الرئيس بوتين شخصيا لا يود لوكاشينكو وموسكو تريد إحياء الاتحاد السوفيتي السابق ولذلك كان لوكاشينكو يعتبر الإطلالة أو الفرصة الأولى لأته في حال توحده مع روسيا يمكن أن يصبح نموذجا يلحق الآخرين به بعد فترة. وقد كان لوكاشينكو في البداية من أنصار ذلك لأنه كان يعقد بأنه سيقود الدولة الموحدة في ظل وضع يلتسين الذي كان ضعيفا الأمر الذي لم يحصل ولذلك فانه يعد الآن فقط .

وردا على سؤال حول عدد الناس في بلاده الذين يرغبون بالوحدة مع روسيا أجاب إن الأمر يتوقف على الصياغة الدقيقة للسؤال فإذا ما سألتم الناس إذا كانوا يريدون التكامل مع روسيا لأجابكم الجميع بنعم لان كل عامل يدرك بان هذه المسالة اقتصادية الطابع فهو لا يستطيع بيع منتجاته في الغرب بينما الروس يأخذونها أما حين تسالون فيما إذا كان الناس يريدون أن تكون روسيا البيضاء جزءا من روسيا فان 90% يجاوبون بالنفي .