ويأتي هذا التحرك في سياق ما كانت اعلنته quot;إيلافquot; منذ بداية الأسبوع عن رغبة شيراك بتحقيق إنجاز للبنان قبل انتهاء ولايته الرئاسية في الربيع المقبل. وعكس هذا التوجه البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الفرنسية وتصريحات الحريري بعد اجتماع في قصر الإليزيه تجاوز الساعتين.
فالرئاسة الفرنسية أوضحت أن اللقاء كان مناسبة لجولة أفق حول الوضع الراهن في الإطار الذي أوجده تنفيذ القرار 1701 ومن أجل التحضير لمؤتمر باريس 3 الذي يندرج في إطار استكمال ما بدأه رئيس الحكومة الأسبق الراحل رفيق الحريري.
ولم يكن كلام النائب سعد الحريري بعد الاجتماع أقل دلالة على الدور الفرنسي للمرحلة المقبلة وهو دور أوحى الحريري بأنه سيكون ريادياً ورادعاً في الدفاع عن لبنان إذ قال إنه طلب من شيراك التدخل لدى إسرائيل لوقف انتهاكات المجال الجوي اللبناني وللانسحاب من مزارع شبعا.
وما يؤكد عزم فرنسا على أخذ زمام المبادرة وتفعيل دورها عدم تواني عدد من المسؤولين فيها عن تحميل إسرائيل مسؤولية خرق المجال الجوي اللبناني وهو ما أثاره وزير الدفاع ميشال اليو-ماري مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن متحدثة عن quot;استفزازاتquot; الطيران الحربي الإسرائيلي في لبنان فيما وصل الأمر بقائد القوات الدولية في جنوب لبنان الجنرال ألن بلليغريني إلى الطلب من الأمم المتحدة تعديل قواعد مهمة القوة الدولية بحيث يتاح لها استخدام القوة لمنع انتهاك الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية.
هذه اللهجة غير المعهودة دفعت بإسرائيل الى توجيه انتقادات حادة للجنرال الفرنسي الذي قال ايضا ان المنظمة الدولية تستند حاليا الى وسائل دبلوماسية فقط لمحاولة وقف الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية.وquot;اذا كانت هذه الوسائل الدبلوماسية غير كافية فيمكن استخدام وسائل اخرىquot;.
طبعا لم يغب عن اجتماع شيراك ـ الحريري الوضع الداخلي اللبناني وما تتعرض له حكومة فؤاد السنيورة التي حصلت على دعم متجدد من الرئيس الفرنسي من خلال الاستجابة لطلبها بعقد مؤتمر باريس 3 والتاكيد سعي فرنسا لانجاح هذا المؤتمر وترجم ذلك بتاكيد متجدد من الحريري ان الحكومة لن ترحل وان ظروف تشكيل حكومة وحدة وطنية لان التوافق لم يحصل بين اللبنانيين.
زيارة الحريري اكدت مركزية الملف اللبناني في اهتمامات شيراك للمرحلة الباقية من ولايته الرئاسية الثانية ولا بد ان يترجم ذلك من خلال خطوات وتحركات عملية مقبلة.
التعليقات