اعتدال سلامه من برلين: في مذكراته التي ستنزل الى الاسواق في ال28 من الشهر الحالي بعنوانquot; قرارات في حياتي السياسيةquot; فند المستشار الاشتراكي السابق غرهارد شرودر المجريات التي ادت الى قرار إجراء انتخابات تشريعية جديدة في شهر ايار( مايو) عام 2005 ، تلك الانتخابات التي أنهت بذلك التحالف الحاكم بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكان يومها بزعامته وحزب الخضر. لذا هاجم بحدة النقابات العمالية واليسار في الحزب الاشتراكي كون تلك النقابات العمالية عملت بشكل منظم ضد خطه الاصلاحي في ربيع عام 2004 بهدف الاطاحة به. وذكر شرودر في مذكراته أن رئيسي نقابة العمال فردي فرانك برسكه والحديد والصلب يورغن بيترس لم يهدفا بعملهما لاسقاطه من اجل تغيير مضمون أجندة عام 2010 التي تتعلق بسوق العمل والاصلاحات في قطاعات عديدة منها الصحة بل لنسف كل البرامج الاصلاحية وربطها به لاسقاطه.
وحصد فرانس مونتيفرينغ وزير العمل الحالي ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقا افضل النقاط في مذكرات شرودر حيث وصفه بالرفيق الوفي والصديق واعترف بانه اجراء انتخابات جديدة كانت بعد قرار مشترك منهما وكان القرار تاريخيا. في نفس الوقت وبعكس المتوقع لم يشن هجوما كبيرا على الاشتراكي السابق اوسكار لافونتين صديقه القديم وعدوه الحالي الذي اسس حزب اليسار بل ذكره بشكل بعيد عن العصبية، كما يذكر بشكل مباشر المستشارة انجيلا ماركل مما جعل النقاد يقولون بان تجاهله لها متعمد.
وفي مذكراته تحدث شرودر بصراحة عن علاقته الصعبة بالرئيس الاميركي جورج بوش وقال بان تدين بوش الشديد كان يثير قلقه دائما، لانه اي شرودر انسان لا يتخذ قرارات مهمة مستندة الى عقيدة دينية. بينما حصد الرئيس الروسي بوتين الثناء والايجابيات ووصفه بالذكي والمتواضع وصاحب تطلعات ديمقراطية.
كما دافع عن تسلمه منصبا رفيعا في مجلس مشروع بناء انبوب النفط الروسي الالماني ، بالقول عندما لا يكون المستشار مستشارا يعود الى حياته الخاصة ويكون عليه ان يمارس عملا ما، وكان يتوقع ان يحصل على تقديرا لانه يمثل المصالح الالمانية في هذا المشروع.
وفي الوقت الذي انتقد فيه العديد من السياسيين مذكرات شرودر لانه استغلها لتصفية حسابات وصفها آخرون بانها صفقة مالية كبيرة الا ان ما سيجنيه لن يصل الى الايرادات التي حققتها مذكرات الرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون. وسوف يطبع من كتاب شرودر 160 الف نسخة.
التعليقات