لندن-واشنطن: أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن بلاده مستعدة لمناقشة تلقي الدعم من دول عربية واسلامية غير أفريقية لبعثة حفظ السلام في اقليم دارفور quot;اذا ما احتفظ الاتحاد الافريقي بتفويضه للاشراف على تنفيذ اتفاقية السلام في الاقليمquot;. جاء ذلك في مقابلة للبشير اجرتها معه صحيفة (الغارديان) البريطانية نشرتها اليوم اكد فيها ان السودان لم يرفض اقتراحا من جانب جامعة الدول العربية بأن تشارك دول عربية واسلامية من خارج أفريقيا في ارسال قوات سلام لمساعدة بعثة الاتحاد الأفريقي في اقليم دارفور.

وقال الرئيس السوداني ان هناك دولا مسلمة وعربية في عداد الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي quot;ومن الممكن مناقشة هذه الأفكار في حال استمرار بعثة الاتحاد الافريقي في الاقليم في الاشراف على تنفيذ اتفاقية السلام في دارفورquot;. واوضح أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى زار السودان مرارا لكنه لم يقدم هذا الاقتراح.

وحول امكانية التوصل الى تسوية بشأن رفض السودان لقرار الأمم المتحدة رقم 1706 الذي تصر عليه الولايات المتحدة قال البشير ان quot;السودان يتبنى اتجاها فكريا مرنا وبعقل مفتوح في هذا الشأنquot; مشددا على وجوب احترام اتفاقية السلام الخاصة باقليم دارفور والإبقاء على تفويض الاتحاد الأفريقي وquot;اذا ما تم الالتزام بهذا البند من الاتفاقية فإن تحديد دور الأمم المتحدة سيكون أمرا معقولاquot;.

وقال انه وافق على طلب من جانب السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي أنان بإرسال دعم من المنظمة الاممية الى بعثة الاتحاد الأفريقي على شكل خبراء ومعدات ومؤن. وجدد البشير نفيه لمعارضة بلاده زيادة حجم القوات في بعثة الاتحاد الأفريقي وتعزيز هذا التفويض أو تلقي الدعم والمؤن من جانب الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية لكن quot;على أن يتم ذلك بالتشاور مع حكومة الوحدة الوطنيةquot;.

كما شدد على تنفيذ جميع خطوات تنفيذ اتفاقية السلام بما في ذلك الترتيبات الأمنية بشفافية كنشر وحدات شرطة متحدة قائلا انه سيتم تجميع أعضاء هذه الوحدات من بين القوات التي تنتمي إلى الحكومة وأيضا إلى الاطراف الاخرى الموقعة على الاتفاقية. وأكد وجود العديد من الأماكن الآمنة في دارفور التي يمكن اعادة المشردين اليها وتوطينهم فيها مشيرا الى وجود بعض العناصر في الداخل والخارج التي تقاوم مثل هذا الجهد بسبب الصبغة السياسية التي اتخذتها هذه المسألة.

واشنطن تطلب تطمين الخرطوم حول القرار 706 1

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية اليوم أن الولايات المتحدة طلبت من عدد من الحكومات العربية التى تجري اتصالات مع الحكومة السودانية السعي إلى تطمينها بأن القرار الدولي 1706 لا يفوض القوة الدولية التي يدعو إلى نشرها في دارفور بملاحقة واعتقال مسؤولين كبار في الحكومة السودانية.

ونقلت اذاعة quot;سواquot;عن المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك أن الحكومة الاميركية كانت أوضحت علنا في اللقاءات الرسمية أن التفويض للقوات الدولية المذكورة لايشمل اعتقال المسؤولين الكبار في الحكومة السودانية. وأضاف ماكورماك أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أجرت اتصالا هاتفيا مع امين عام الامم المتحدة كوفي انان وناقشت معه الاوضاع الامنية والانسانية المتعلقة بدارفور وقضية طرد الحكومة السودانية لمبعوث الامم المتحدة.

وجاءت تصريحات ماكورماك في سياق رده على اسئلة للصحافيين عما اذا كانت واشنطن تضغط على الدول العربية لاقناع الحكومة السوادنية من أجل التراجع عن موقفها الرافض لنشر القوات الدولية في دارفور.