أكد ان الحكومة ابلت بلاء حسنًا خلال الحرب
النائب السابق سلام: المحكمة الدولية مطلوبة بالحاح

ريما زهار من بيروت: يقف النائب السابق تمام سلام في الوسط بين كل الجهات المتصارعة في لبنان، ويحاول ان يمد جسورًا قوية بين مختلف الافرقاء، وفي حديثه لايلاف يعلن ضرورة ان يتخلص السياسيون من لغة التهميش اذا ما ارادوا بناء حكومة جديدة، ويعتبر ان هذه الحكومة ابلت بلاء حسنًا خلال فترة الصيف عندما اندلعت الحرب في لبنان، كما يؤكد على اهمية قيام محكمة دولية للنظر في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيرًا الى علاقات طيبة تجمعه مع نجله النائب سعد الحريري الذي يعتبره رئيس اكبر كتلة نيابية في البرلمان وبالتالي فانه زعيم الاكثرية مشددًا على اهمية دور زعامة آل سلام التي لا تزال تلعب دورها الرائد في جمع كل الافرقاء تحت راية المساواة بين مختلف الطوائف اللبنانية دون ادنى احتكار من اي طائفة كانت.

وفي ما يلي نص الحوار معه

* كيف تقوّم مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاخيرة؟
- انها مبادرة جيدة في خضم ما تشهده البلاد من تباينات وتصادمات بين الافرقاء السياسيين، وفي خضم ما تشهده المنطقة من تجاذبات واوضاع غير مستقرة، فكان لا بد من عمل وفكرة ما للخروج من هذا الواقع الذي ينذر بمخاطر اذا ما استفحل وتطور سلبيًا، فكانت تلك المبادرة التي ايدتها منذ البدء، واثنيت على حرص الرئيس بري على القيام بهذا الدور رغم ان العديد من الافرقاء لهم انتقادات كبيرة، وبالرغم من ان الاجواء العامة لا تؤمل بالخير في هذا الظرف العصيب، ولكن بما ان الجميع يعرف بان لبنان يمر في اشهر صعبة فلا بد من اختراق لهذا الامر، فكانت هذه المبادرة، التي ليست افضل الامكان، ولكن برأيي كان لا بد من شيىء ما، فكانت المبادرة.

في الوسط
* اين تمام سلام من القوى المتصارعة في لبنان اليوم؟
- في الوسط، يواكب ويتفاعل مع تلك القوى ويحاول ان يأخذ من مواقع ومكان تلك القوى لمزيد من جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، لان الوحدة الوطنية لا تتأمن اذا لم يتم العمل في هذا المجال، وهذا الجهد يتطلب تجاوز التباينات والصدمات آنيًا ومرحليًا، ومحاولة جوجلة الطروحات والبدء بخطاب معتدل وجامع، وهذا عمل شاق وصعب وليس سهلًا، ولكن من يؤمن بسلامة الوضع ومستقبل هذا الوطن عليه ان يسعى.

الحريري
* كيف تصف علاقتك اليوم بالنائب سعد الحريري؟

- علاقة جيدة وتهدف الى تعاون ايجابي وبناء، اولًا على مستوى الطائفة وانطلاقًا لما لسعد الحريري من تمثيل قوي، الى الوضع اللبناني عمومًا، وهو اليوم رئيس اكبر كتلة نيابية وبالتالي هو رئيس الاكثرية، ومن هنا التواصل معه امر ضروري.

تحالفات
* كيف تنظر الى تحالفات قوى تيار المستقبل مع القوى الاخرى؟
- لتيار المستقبل تحالفات ضمن الاكثرية، وهذا امر مضى عليه الوقت، وهو الى اليوم قائم وله حصة كبيرة من الموقف السياسي العام، ولا ادخل في تفاصيله، لست جزءًا منه ولست من تلك الاطراف او الاصدقاء الملتفين حوله، ولكن نتفاعل معهم.

تفجير
* تم الحديث بعد عيد الفطر عن ان تجربة العراق ستنتقل الى لبنان من خلال السيارات المنفجرة، ما هو ردك على الموضوع؟
- في لبنان مررنا بالتجربة نفسها منذ سنوات، ودفعنا اثمانًا غالية، ولسنوات طويلة كلما كانت تحدث خضات امنية او وضع غير مستقر في اي بلد كانوا يطلقون عليه اسم quot;اللبننةquot; وبالتالي اليوم هناك quot;العرقنةquot; او ما يتم في العراق، اعتقد اننا في لبنان دفعنا اثمانًا غالية جدًا، ولا ارى بان هناك في اطياف الشعب اللبناني من هو مستعد للعودة الى هذه الحال من عدم الاستقرار، وربما يكون هناك جهات اوقوى لها مآرب وتخطيط ومحاولات لذلك، ولكن اعتقد ان هناك حد ادنى من المناعة عند اللبنانيين للتورط في هذا الامر، لا يمنع في ان تكون هناك جهات او قوى غير امنية، تحاول ان تنفذ الى لبنان بشكل من الاشكال، ولكنها لن تجد ترحيبًا او ارضية خصبة في لبنان.

حكومة
* هل انت مع حكومة وحدة وطنية وهل ترى لنفسك دورًا في هذه الحكومة؟
- بالنسبة لموضوع الحكومة الوطنية، ما يتم تداوله انا قلت في الماضي ان البعد الوطني هو في الآداء وليس فقط في الآداء والتشكيل وطالما ان هناك آداء لهذه الحكومة فاسجل لها انها ابلت بلاء حسنًا خصوصًا في المحنة التي مررنا بها في الصيف، وفي الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، اما اليوم ما بعد تلك المرحلة اذا كان هناك من رغبة عند فريق سياسي مشترك بهذه الحكومة يكون في اعادة النظر بتغيير الحكومة، فلا مانع لذلك اذا تم، ولكن مستلزمات ذلك الاساسية هي حد ادنى من الاستقرار ومن عدم التشنج والتصعيد السياسي، لافساح المجال امام مشاورات يجريها الافرقاء السياسيون وينتج عنها شكل جديد للحكومة، ولكن لا يتم ذلك حتمًا من خلال التجريح او استهداف وتشويه الحكومة الحالية، وهذا مؤسف ومزعج.

المحكمة الدولية
* بعد التصريح الاخير لرئيس الجمهورية اميل لحود عن المحكمة الدولية هل تعتقد بانها ستخط طريقها بنجاح في لبنان؟
- هي محكمة دولية لها اصولها وطبيعتها، ونأمل ان تساعد في محاكمة كل من ساهم او شارك او استهدف لبنان من خلال اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهذا امر مطلوب بالحاح، لردع محاولات اخرى، والآية الكريمة تقول:quot;ولكم في القصاص حياة يؤل الالبابquot;، فبالتالي تفعيل هذه المحكمة وقيامها لا يختلف عليه اثنان، ولا جهة سياسية عارضت هذه المحكمة لكن ربما كانت هناك بعض الملاحظات على مستوى صلاحياتها وهذا امر مطلوب التحسب له لايضاحه ليأتي عمل هذه المحكمة شفافًا وموضوعيًا ومنتجًا.

العلاقة مع سورية
* كيف تقوم علاقتك مع النظام السوري؟
- الموضوع ليس علاقة شخصية بالنظام السوري، بل علاقة لبنان مع سورية وانا من القائلين بان هذه العلاقة يجب السعي دائمًا الى تعزيزها وتقويتها، وتسهيل الامر في سبيلها لان لبنان لا يمكن ان يعيش قويًا ومعافى في عداء مع سورية، وكذلك الامر بالنسبة لسورية، وهنا قلت في مناسبات عدة ان هناك اخطاء كثيرة ومتراكمة من الفريقين ولكن الشقيق الاكبر هو عليه ان يتحمل الجزء الاكبر، وعليه ان يبادر ويتجاوز الكثير من هذه الاخطاء وهذا ما نأمله اذا اردنا ان تتعزز وتعود هذه العلاقة الاخوية بشكل ايجابي وبنّاء.

الزعامة السنية
* اين تقف عائلة سلام اليوم من الزعامة السنية في بيروت؟
- كما كانت تقف دائمًا، تحاول ان تشارك وتساهم في كل ما يعزز الآداء الوطني الصحيح، وبقدر الممكن والمتوفر من دون ان تتنازل عن قناعاتها وايمانها بان لبنان وطن لجميع ابنائه، مبني على التوافق، فلا سياسة ناجحة ولا مستقبل مزدهر من دون وفاق وطني صحيح، وتأكيدًا على ذلك، كنا ولا زلنا مستمرين في كل ما يعزز هذا الوفاق، وايضًا الى ما يحفظ لكل فئة في لبنان قيمتها في التركيبة اللبنانية.