الياس توما من براغ : بدأ عدد طلبات اللجوء في تشيكيا يسجل انخفاضا واضحا منذ انضمام تشيكيا إلى الاتحاد الأوروبي بسبب العمل بالسياسة الأوروبية المشتركة في هذا المجال كما تقول وزارة الداخلية فيما تعيد المنظمات غير الحكومية هذا الأمر بشكل رئيسي إلى أن شروط منح حق اللجوء تعتبر في تشيكيا صارمة جدا .
وتؤكد وزارة الداخلية التشيكية في أحدث معطيات لها نشرت اليوم بان 2421 أجنبيا فقط قد تقدموا حتى أيلول سبتمبر من هذا العام بطلبات لجوء للوزارة وانه يتم التوقع بان يكون عدد الطلبات هذا العام أقل ما تم التقدم به العام الماضي وهو 4031 طلب .
وفي دليل على النزعة التراجعية في عدد طلبات اللجوء تشير الوزارة إلى انه تقدم في عام 2004 5459 أجنبي بطلبات لجوء في تشيكيا في حين كان العدد قبل عام من انضمام تشيكيا إلى الاتحاد الأوربي 11400 طلب .


وحسب الوزارة فان السبب الرئيسي في تراجع الطلبات يعود للعمل بما يسمى بتعليمات دبلن في الدول الأوربية التي تؤكد أن البت بطلب الأجنبي تقوم به دوله واحدة من دول الاتحاد فقط وليس كما كان يتم الأمر سابقا حين يتقدم الأجنبي بطلبات لجوء في عدة دول .
وقد ساهم العمل بهذا الأمر في انخفاض عدد الطلبات ليس فقط في تشيكيا وإنما في العديد من دول الاتحاد الأوربي الأخرى.
وتشير معطيات وزارة الداخلية الاتحادية النمساوية مثلا أن 9648 أجنبيا قد تقدموا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بطلبات لجوء إلى النمسا ما يعني اقل بمقدار الثلث تقريبا من عدد الطلبات التي تم التقدم بها خلال نفس الفترة من العام الماضي .
وعلى خلاف تقييم وزارة الداخلية لأسباب تراجع عدد طلبات اللجوء تؤكد منظمات غير حكومية تهتم بهذه القضية أن الشروط التي تضعها وزارة الداخلية هنا صارمة جدا ولذلك فحتى الكثير من الأجانب الذين يحق لهم الحصول على اللجوء في تشيكيا لا يحصلون عليه بينما في الدول الغربية تعتبر نسب الحصول على حق اللجوء أعلى بكثير إذ تتراوح بين 10ــ 15% من عدد الطلبات .


وفي دليل على انخفاض عدد حالات منح حق اللجوء في تشيكيا تشير معطيات الداخلية التشيكية إلى أن نحو 83700 أجنبي طلبوا حق اللجوء في تشيكيا منذ عام 1990 إلى اليوم غير انه لم يتم منح سوى نحو 3000 منهم حق اللجوء الأمر الذي يمثل 6و3% فقط من عدد الطلبات المقدمة .
ولا توافق وزارة الداخلية التشيكية على إجراء مقارنات بين تشيكيا والدول الغربية في هذا المجال مشيرة إلى أن وضع تشيكيا مختلف فهي دولة ترانزيت في هذا المجال أكثر منها دولة هدف للاجئين وان الكثير من الذين يتقدمون بالطلبات لا ينتظرون حتى الانتهاء من عملية التحقق والبت بطلباتهم بل يغادرون البلاد نحو الغرب .
ويقول بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان إن لدى تشيكيا ما تعيده إلى العالم من دين والتزامات عليها في هذا المجال لان عددا كبيرا من التشيك منح حق اللجوء في دول مختلفة في العالم بعد عام 1948 حين وصل الشيوعيون إلى السلطة في تشيكوسلوفاكيا وبعد عام 1968 حين تم قمع حركة ربيع براغ الإصلاحية بعد دخول قوات حلف وارسو إلى البلاد .