الياس توما من براغ : حذر رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا اليوم من جديد من مغبة منح إقليم كوسوفو الاستقلال عن صربيا مشددا على انه ليس فقط حكومته وإنما أي حكومة صربية أخرى سترفض القبول باستقلال الإقليم بعد أن نص الدستور الصربي على أن الإقليم جزء لا يتجزأ من صربيا والسكان الصرب دعموا هذا الدستور .

وأكد كوشتونيتسا الذي سبق له قبل أيام قليلةأن حذر من أن الدول التي ستعترف باستقلال الإقليم ستواجه نتائج ذلك من خلال علاقاتها مع صربيا بان أي خطوة تتوجه نحو منح الإقليم الاستقلال سيكون محكوما عليها بالفشل .

وردا على المعلومات التي ظهرت بان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى محادثات الوضع النهائي للإقليم مارتي اهتساري قد بلور أفكارا تتحدث عن حل يعطي الإقليم استقلالا محدودا قال انه لم يشاهد بعد خطة مارتي اهتساري غير أن هنالك أمرا مؤكدا وهو انه في حال عدم توافق وثيقة اهتساري مع ميثاق الأمم المتحدة وفي حال كون ذلك يخرق مبدأ وحدة أراضي صربيا فان هذه الوثيقة محكوم عليها بالفشل .

وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الصربية تانيوغ ان مجلس الأمن لن يسمح ابدأ أن يتم خرق ميثاق الأمم المتحدة وان تتم سرقة 15% من أراضي صربيا في إشارة إلى ما يشكله الإقليم من مساحة داخل الدولة الصربية .

وشدد كوشتونيتسا على أن quot; الدستور الصربي الجديد يعرف موقف كل حكومة صربية مستقبلية تجاه إقليمنا الجنوبي quot; في إشارة إلى الإقليم الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية ولقوات كيفور منذ عام 1999 .

ويلاحظ المراقبون في بلغراد والمنطقة البلقانية أن خطابية كوشونيتسا في مسألة كوسوفو تأخذ مظهرا أكثر حدة من الرئيس الصربي بوريس تاديتش وأنها أصبحت تقترب أكثر من موقف رئيس الحزب الصربي الراديكالي المعارض توميسلاف نيكوليتش الذي يختلف عن كوشتونيسا في انه يدعو إلى إعلان بلغراد إقليم كوسوفو أرضا محتلة في حال انتزاعه من صربيا أي في حال الاعتراف باستقلاله .

ويقول نيكوليتش انه في حال اخذ الاتحاد الأوروبي من صربيا كوسوفو فان هذا الباب سيبقى مفتوحا إلى الأبد وان ذلك سيشكك في استمرارية عضوية صربيا في الامم المتحدة .

وتسود مخاوف في بلغراد لدى البعض من أن إعلان استقلال كوسوفو قبل الانتخابات النيابية المبكرة المتوقعة في كانون الأول / ديسمبر من هذا العام يمكن أن تجعل الراديكاليين الصرب يحصلون على النسبة الأكبر من أصوات الناخبين الأمر الذي يمكن له أن يجعل آلية التعامل مع مسألة استقلال الإقليم تتغير وتصبح أكثر حدة .

ولم تعلن رسميا الأفكار التي عرضها مارتي اهتساري على مجموعة الاتصال ومجلس الأمن بشأن رؤيته للحل الخاص بإقليم كوسوفو خاصة بعد أن اخفقت محادثات فيينا في توصل الطرفين الصربي والألباني إلى حل وسط غير ان صحيفة بوليتيكا الصربية تحدثت عن ان مقترحات اهتساري تتحدث عن الكثير من الصلاحيات التي تكون عادة من اختصاص الدولة ولكن من دون جيش خاص بالإقليم ومن دون مقعد في الأمم المتحدة ودون وزير خارجية أي سيادة محدودة يمكن أن تتغير بعد فترة لاحقة تمتد بين 12ــ 18 شهرا يتم بعدها تبني دستور جديد وإجراء انتخابات عامة .

وترى الصحيفة أيضا ان وتيرة الأحداث ستعتمد على السلطات الصربية والأوضاع السياسية في بلغراد فإذا ما أجريت في صربيا الانتخابات حتى نهاية هذا العام فان الأسرة الدولية ستكون مستعدة لتأجيل الخطوات النهائية بشأن الإقليم حتى شباط / فبراير المقبل أما في حال العكس فان كل شيء حسب الصحيفة سينتهي قبل أعياد الميلاد .

إلى ذلك قالت الإذاعة الصربية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في موسكو لوزير الخارجية الصربي فوك دراشكوفيتش ان من الضروري العثور على حل لوضع كوسوفو يكون مقبولا من قبل الطرفين الصربي والألباني وبعد ذلك يمكن الحديث عن قرار يصدر عن الأمم المتحدة .

وشدد على أن الحل يمكن الحصول عليه بالاتفاق وليس فرضه بأي حال على أي طرف كان متوقعا أن يقوم اهتساري بوضع مقترحات موسعة يتم فيها احترام مبادئ مجموعة الاتصال ومنها مبدأ التوصل إلى حل وسط وعدم فرض مواعيد أو مهام محددة .

كما تنقل الإذاعة عن دراشكوفيتش قوله انه شكر لروسيا دعمها للصرب في جهودهم لحماية وحدة أراضيهم مشددا على أن موسكو لن تدعم حلا مفروضا على بلغراد .

ورأى أن الحل الوحيد القابل للاستمرارية سيكون بوضع جسر بين المطالب المشروعة للألبان والمطالب المشروعة لصربيا .