الياس توما من براغ : بدأت صربيا تشهد حملات دعائية مكثفة بالصلة مع اقتراب موعد التصويت على الدستور الصربي الجديد في 28و29 من هذا الشهر من قبل السكان في استفتاء حدد لهذا الغرض من قبل البرلمان الصربي سيعقبه إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وعلى الأرجح انتخابات رئاسية أيضا في نهاية هذا العام .
وتتصف الحملات الانتخابية بالتضاد ففيما تدعو أحزاب الائتلاف الحاكم والرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس الحومة فويسلاف كوشتونيتيسا إلى التصويت دعما للدستور الجديد تدعو بعض أحزاب المعارضة السكان الصرب إلى مقاطعة هذا الدستور أو التصويت ضد إقراره .
ويشدد الرئيس الصربي على أن الدستور سيمثل خطوة إلى الامام بالنسبة لصربيا وان الموافقة عليه ستعني الانفكاك عن عهد سلوبودان ميلوشوفيتش في إشارة إلى أن الدستور الحالي اقر زمن حكم ميلوشوفيتش .
ويرى الرئيس الصربي أيضا بان أهمية الدستور تكمن في انه يتم في ديباجته النص على أن إقليم كوسوفو هو جزء لا يتجزأ من صربيا ولذلك فانه يعتبر احد الطرق الشرعية للدفاع عن سيادة ووحدة صربيا وفق قوله .
وبالتوازي مع هذا الموقف دعا رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا مواطنيه إلى التصويت لصالح إقرار الدستور مشددا على أهمية كل صوت في هذا الاستفتاء .
وأكد في حديث أدلى به لصحيفة فيتشيرني نوفوستي الصربية بان إدخال إقليم كوسوفو إلى ديباجة الدستور يعطي الجميع علما وبوضوح أن هذا الإقليم هو جزء لا يتجرا من صربيا ويعطي الدولة هويتها ويقوي المؤسسات الصربية مشددا على أن ما ورد في الديباجة مقتبس بشكل حرفي من ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يقر بتغيير الحدود المعترف بها دوليا ولذلك رأى بان هذا الدستور يدعم ويحترم قواعد القانون الدولي .
إلى ذلك وجه الفريق الرسمي الصربي للمفاوضات حول مستقبل كوسوفو دعوة موحدة لجميع المواطنين للخروج إلى الاستفتاء بأكبر عدد ممكن وان يصوتوا لصالح الدستور الجديد .
وشدد الفريق على انه من الأهمية بمكان أن يحظى الدستور بموافقة السكان لأنه بذلك يتم التأكيد على مبادئ القانون الدولي التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند إقرار المستقبل النهائي للإقليم كوسوفو .
في هذه الأثناء دعت الكنيسة الأرثوذكسية الصربية المؤمنين للمشاركة في الاستفتاء وكذلك فعلت القيادات الروحية الإسلامية من منطلق أن صربيا بحاجة إلى الدستور الذي يضمن حقوقا متساوية لكل الناس الذين يعيشون في صربيا .
وتقول الإذاعة الصربية أن سليمان اوغلينين رئيس بلدية نوفي بازار رئيس تحالف قائمة السنجق دعا المواطنين للمشاركة في الاستفتاء كما وجه نفس الدعوة راسيم لياييتش رئيس الحزب الديمقراطي السنجقي للمشاركة متخليا بذلك عن دعوته سابقا لمقاطعة الاستفتاء وفق الإذاعة الصربية
وعلى خلاف هذه الدعوات ينشط أعضاء أربع أحزاب وتجمعات صربية من صفوف المعارضة هي الاتحاد المدني لصربيا والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الليبرالي والاتحاد الليبرالي لفويفودين ضد إقرار الدستور داعين السكان إلى عدم التوجه إلى المراكز الانتخابية أو إلى التصويت ضد إقراره .
وكان البرلمان الصربي قد اقر نهاية الشهر الماضي الدستور الجديد للبلاد كبديل عن الدستور المعمول به منذ عام 1990 والذي كان قد اقر أثناء حكم الرئيس الصربي السابق سفوبودان مبوشوفيتش .
ويعرف الدستور الجديد صربيا ولأول مرة منذ انهيار الاتحاد اليوغسلافي السابق بأنها جمهورية مستقلة وأنها دولة الشعب الصربي والمواطنين الآخرين وأنها تضمن حقوق الإنسان والأقليات وتعطي شكلا من أشكال الحكم الذاتي لإقليم فويفودين الواقع شمالي صربيا .
كما يتحدث الدستور عن إقليم كوسوفو بأنه جزء لا يتجزأ من صربيا ولذلك دعا كوشتونيتسا المواطنين الصرب للتصويت لصالح هذا الدستور مشددا على أن صربيا ستدافع عن كوسوفو بكافة الوسائل القانونية والديمقراطية
وقد جاء النص على وضع كوسوفو هذا في الوقت الذي تجري فيه بشكل متقطع في فيينا المحادثات الخاصة بالوضع النهائي للإقليم الأمر الذي أريد منه تحصين الموقف الصربي الرافض بقوة لاستقلال الإقليم وفي نفس الوقت إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي مضمونها بان صربيا لا تعتزم الاستجابة للدعوات الموجه لها بالقبول بالأمر الواقع وهو أن الإقليم عمليا يتواجد خارج السيادة الصربية منذ عدة أعوام .