الانتخابات النيابية الأميركية أهم من اختيار الرئيس
واشنطن: قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الاميركية، يبدو الديمقراطيون قادرين على تحقيق مكتسبات مهمة وربما السيطرة على احد مجلسي الكونغرس، لكن الامر دونه صعوبات.ويؤكد معظم المحللين منذ اسابيع انه لتأمين غالبية المقاعد ال435 في مجلس النواب، للمرة الاولى منذ 12 عاما، تحتاج المعارضة الديمقراطية الى الفوز بخمسة عشر مقعدا اضافيا، الامر الذي يبدو في متناولها.

ويتجه الديمقراطيون الى الفوز بعشرة مقاعد في حين ان معارك قاسية تنتظرهم في نحو ثلاثين دائرة، ما قد يوفر لهم 15 مقعدا اضافيا في افضل الاحوال.

اما للسيطرة على مجلس الشيوخ الذي سيتم اختيار مئة من اعضائه، فيحتاج الديمقراطيون الى الفوز بعشرة مقاعد، الامر الذي يبدو اكثر صعوبة.

وعلق جوزف بيدن السيناتور الديمقراطي المعروف لشبكة quot;سي بي اسquot; التلفزيونية quot;اعتقد ان الامر سينتهي مناصفة في مجلس الشيوخ اذا اردت الرهانquot;.والواقع ان ارقام الاستطلاعات الاخيرة متقاربة للغاية وتعطي افضلية طفيفة للديمقراطيين.

ففي استطلاع نشرته الاحد صحيفة quot;واشنطن بوستquot; وشبكة quot;اي بي سيquot; واجري قبل صدور حكم الاعدام بحق صدام حسين بدا ان تقدم الديمقراطيين يتراجع، حيث اعلن 51 في المئة من الناخبين انهم سيصوتون للديمقراطيين في مقابل 45 في المئة للجمهوريين، مع هامش خطأ 3 في المئة.وفي استطلاع اخر نشرته مجلة quot;نيوزويكquot; السبت، قال 53 في المئة من الاميركيين انهم يتمنون سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس في مقابل 32 في المئة لمصلحة الجمهوريين.

من جهته، اورد استطلاع لمجلة quot;تايمquot; الاحد عن مدى استعداد الناخبين للتوجه الى صناديق الاقتراع ان 52 في المئة من جمهور الديمقراطيين متحمسون في مقابل 39 في المئة فقط من مناصري الجمهوريين.

وتظهر الارقام ايضا تراجع تأييد اليمين الديني الجمهوري للرئيس الاميركي جراء الفضائح والإخلال بالوعود، فبعدما صوت 78 في المئة من الانجيليين البيض عام 2004 لمصلحة بوش، اعلن 54 في المئة منهم فقط اليوم انهم يؤيدون الحزب الجمهوري.واظهر استطلاع quot;واشنطن بوستquot; وquot;اي بي سيquot; ان الحرب في العراق تظل مصدر الاستياء الرئيس لدى الناخبين المؤيدين للديمقراطيين (73 في المئة) في حين ان الارهاب يحفز 77 في المئة من الناخبين الجمهوريين.ووفق استطلاع quot;تايمquot; فان 53 في المئة من الاميركيين يعتقدون ان الحرب في العراق كانت خطأ.

وكان من الصعب الاحد القول ان اعلان حكم الاعدام بحق صدام حسين سيؤثر على هذه الانتخابات النصفية، وخصوصا ان الجمهوريين يصفونها بانها quot;محليةquot; رغم ان الحرب في العراق والامن هما الهمان الاساسيان للاميركيين على حساب الاقتصاد والهجرة.واجمع الديمقراطيون اليوم عبر المنابر التلفزيونية على ان هذا الخبر المتوقع لن يؤثرفي الساعات الاخيرة للحملة الانتخابية.

وسارع رئيس الحزب الديمقراطي هاورد دين الى القول quot;لا اعتقد ان (الحكم) سيؤثرفي الامن في اميركاquot;، فيما نفى السناتور بيدن quot;تأثيرهفي الانتخاباتquot;.من جهتها، قالت الديمقراطية باربرا بوكسر العضو في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس quot;صدام نال ما يستحقه، ولكن امامنا الكثير للقيام به في العراقquot;. وعلقت ماكسين واترز النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا quot;توقعت ادانته (...) هذا الامر لن يبدل الوضع كثيرا في العراقquot;.