واشنطن: اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاثنين، ان الولايات المتحدة لم تتدخل في حكم الاعدام الذي صدر بحق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، رافضة الانتقادات التي وجهها الاوروبيون. وقالت رايس لشبكة فوكس التلفزيونية quot;هذا موقف قديم للاوروبيين. والاتحاد الاوروبي يعارض عقوبة الاعدام. لكن الاكيد، ان لدى العراقيين عقوبة الاعدام، وهذه بالتأكيد مسألة عراقيةquot;. واضافت رايس quot;هذه ليست مسألة اميركية. ولا يعود للاميركيين ولا للاوروبيين صراحة، الادلاء بتعليقات. هذا امر يقرره العراقيونquot;.

واشارت رايس الى ان القانون العراقي ينص على امكانية رفع دعوى استئناف. وقالت quot;سنرى ماذا سينجم عن هذا الاستئناف وسنرى كيف سيطبقون هذا الحكمquot;. واوضحت quot;لكنها مسألة عراقية وليست مسألة اميركية، وليست مسألة دولية. ويستحق العراقيون ان يقوموا بها بأنفسهمquot;. واستبعدت رايس خطر ازدياد اعمال العنف في العراق الذي اسهبت وسائل الاعلام في الحديث عنه، اذا ما نفذ حكم الاعدام شنقا بصدام حسين.

وقالت quot;سنرى، لأن العراقيين يعرفون ما فعل بهم صدام حسين. ولم يفعل ذلك سوى بالشيعة، ولم يفعله سوى بالاكراد. وثمة ايضا عدد كبير من السنة الذين ألحق الأذية بهمquot;.

من جانبه، قال مسؤول اميركي في بغداد تابع من كثب محاكمة الرئيس العراقي المخلوع quot;لا علاقة لنا على الاطلاق بالمحاكمة ولا بالاحكام التي صدرتquot;.وتابع هذا المسؤول في تصريح من بغداد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان الولايات المتحدة quot;لم توص باصدار حكم الاعدام الذي هو قرار داخلي عراقي محضquot;.

واوضح توم كايسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في ندوة صحافية quot;انه قرار عراقي، ونحن نترك للقضاء العراقي والمحكمة الخاصة ان يقررا العقوبات الملائمةquot;. ودافع كايسي عن قرار المحكمة العراقية، مشيرا الى ان quot;عقوبة الاعدام منصوص عنها في القانون العراقي منذ بعض الوقتquot;. واضاف ان quot;هذا النوع من الاحكام يمر تلقائيا عبر عملية استئنافquot;. وخلص الى القول quot;من الواضح ان القضاة سيحرصون على التأكد من تطبيقه بطريقة ملائمة ومن ان كافة التدابير المناسبة قد اتخذتquot;.

الجنود الاميركيونللانسحاب من العراق

على صعيد آخر، وقع مئات العسكريين عريضة تدعو الى الانسحاب من العراق على ان تقدم رسميا في كانون الثاني/يناير الى الكونغرس. واكدت العريضة التي نشرت على موقع في شبكة الانترنت quot;بصفتي اميركيا وطنيا وفخورا بخدمة بلادي، ادعو المسؤولين السياسيين في الكونغرس الى تأييد الانسحاب السريع لجميع القوات والقواعد العسكرية الاميركية من العراق. والبقاء في العراق لن يكون مفيدا ولا يستأهل الثمن الذي يدفع. ولقد آن الاوان لان تعود القوات الاميركية الى الوطنquot;.

وقد وقع العريضة حتى الان مئات العسكريين، كما قال لوكالة فرانس برس مسؤولون في هذه الحملة التي اطلقت بناء على مبادرة عسكريين في منطقة نورفولك (فيرجينيا، شرق). وكتب واضعو العريضة ان quot;كثرا من الجنود يعربون عن قلقهم من الحرب في العراق وهم يؤيدون انسحاب القوات الاميركية. والدعوة الى التغيير توفر وسيلة للعسكريين لمطالبة النواب بانهاء الاحتلال العسكري الاميركيquot;.

وتؤيد هذه الدعوة منظمات مناهضة للحرب، كقدامى المحاربين في العراق ضد الحرب وقدامى المحاربين من اجل السلام. وذكرت صحيفة فيرجينيان بايلوت المحلية ان الداعي الى توقيع العريضة هو البحار جوناتان هوتو الذي يخدم على حاملة الطائرات تيودور روزفلت في نورفولك. وقد اطلقت هذه العريضة في وقت تشكل الحرب في العراق موضوعا محوريا للانتخابات النيابية الاميركية الثلاثاء. وقد يخسر الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس جورج بوش الاغلبية في الكونغرس.