جراح بيت حانون أعادت الحوار
الفلسطينيون ينتظرون الدخان الأبيض من مدخنة غزة

سمية درويش من غزة: ينتظر الفلسطينيون بترقب مشوب بالحذر ، أن يخرج الدخان الأبيض من الاتصالات والحوارات التي تجري هذه الأيام حول تشكيل حكومة وحدة وطنية لانتشالهم من الوحل الاقتصادي والأمني.وبحسب مراقبين للأوضاع السياسية تحدثت إليهم quot;إيلافquot; ، فان طبخة الحكومة قد نضجت بعدما تم الاتفاق بين مؤسستي الرئاسة والحكومة على المبادئ والبرامج ، غير أنهم أكدوا بان النقاشات تدور الآن حول الحقائب الوزارية ، لاسيما هوية رئيس الحكومة المقبل.

وتصر حركة حماس على تسمية رئيس الوزراء القادم على اعتبار أنها الكتلة البرلمانية الأكبر داخل المجلس التشريعي ، في حين يرى البعض بان إقدام حماس على تنصيب شخصية سياسية ذات ملامح حمساوية لرئاسة الحكومة المقبلة ، قد يفجر خلافا جديدا ، خاصة وان التهديدات الإسرائيلية الغربية لازالت متواصلة.

وفرضت تل أبيب والإدارة الأميركية طوقا امنيا على الحكومة الفلسطينية التي تسلمتها حماس مع نهاية آذار quot;مارسquot; الماضي ، وضربت عليها حصارا ماليا مشددا اضعف من قدرتها على تنفيذ برامجها الانتخابية وما وعدت به المجتمع الفلسطيني من سياسة إصلاح وتغيير داخل المؤسسات الفلسطينية.
وبحسب المصادر الفلسطينية ، فان الدخان الأبيض لن يخرج من غزة إلا بعدما يتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية على الشخصية القادمة لسدة الحكم ، بعد رفض الأول مرشح الأخير ، غير ان مكتب هنية نفي تلك التسريبات الإعلامية.

وقال المحل السياسي محمود سعيد لـquot;إيلافquot; ، في حال خرج الدخان الأبيض من غزة عقب اتفاق عباس وهنية على الرئيس القادم ، فإننا على موعد مع دخان ابيض أخر بانتظار الاتفاق على الحصص الوزارية.

وبحسب توقعات سعيد ، فان توزيع الحصص الوزارية ستشهد معركة إعلامية أخرى بين فتح وحماس ، لاسيما وان الأخيرة كانت قد ألمحت بأنها لن تتخلى عن الوزارات السيادية ومن أهمها وزارة الداخلية . وقد لعب الوسيط الفلسطيني النائب مصطفى البرغوثي الذي بدا من حيث فشل الآخرين ، دورا مميزا في الحوارات الأخيرة ، حيث استطاع تقريب وجهات النظر وإعادة الهيبة لطاولة المفاوضات .

ونجح البرغوثي الذي سبق وان نافس عباس على منصبه الرئاسي في كانون ثاني quot;ينايرquot; العام الماضي ، بالتحضير للقاء عباس هنية ، حيث قال للصحافيين على ساحل بحر بغزة ، quot;لقد تمت الموافقة من قبلهما بفضل حرص الطرفين على المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف التي تتطلب تمتين الوحدة الداخلية الفلسطينيةquot;.

وتتداول أوساط السياسيين والفصائل ثلاثة أسماء مرشحة لتولي رئاسة الحكومة القادمة وتشمل كلا من د. محمد شبير رئيس الجامعة الإسلامية السابق ، والوزير جمال الخضري وزير الاتصالات ، وسمير أبو عيشة وزير التخطيط ، إلا أن المعطيات تشير إلى أن رئيس الحكومة سيكون من غزة وليس من الضفة الغربية ، بحسب التوزيع الجغرافي.

وكان الرئيس عباس ، قد تمنى على حركتي حماس وفتح أن تسميا وزراء من خارج الحركتين ، من أجل الخروج بحكومة فاعلة قادرة على كسر الحصار والتعامل مع الشأن الدولي والعربي ، لكن هذا ما رفضته حماس بشدة ، حيث سبق وان قال وزير اللاجئين د. عاطف عدوان لـquot;إيلافquot; بان حكومة الكفاءات الغير مرتبطة بالمنظمات السياسية فاشلة.

وقال ماهر مقداد الناطق باسم حركة فتح ، أن جلسة الحوار التي جرت في مقر الرئاسة طرحت فيها حكومة وحدة وطنية من الكفاءات تتوافق عليها الفصائل ويتم تسمية الأسماء التي غالبا ما يتم تسميتها من المستقلين ، مؤكدا أن ذلك ينطبق على رئيس الوزراء. ولفت ابو يوسف في هذا الإطار ، الى أن الاتفاق الذي تم قبل لقاء الرئيس بهنية أن تسمي حماس أكثر من اسم لرئاسة الوزراء مع العلم أن تسمية رئيس الوزراء هي من صلاحيات الرئيس ، ولكن آثرنا مشاركة الكتلة الأكبر في التشريعي مؤكدا أن حماس قدمت اسم مرشح واحد وهو د.باسم نعيم وزير الصحة الحالي .

وأكد مقداد لإذاعة محلية ، أن هناك مقاييس معينة للخروج من الأزمة وإيجاد حكومة قادرة على فك الحصار عن الشعب وعلى إدارة العجلة إلى الأمام بدلا من التراجع ، موضحا أن الظروف الفلسطينية لا تحتمل المناورة من أي طرف لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الضياع والوقوع في الوحدة والمزيد من الظلام.

بدوره اتهم الدكتور خليل الحية رئيس كتلة التغيير والإصلاح ، بعض الساسة الفلسطينيين دون أن يسميهم بالسعي إلى عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية ، مؤكدا أن هؤلاء لا يريدون أن تكون حركة حماس ، صاحبة الأغلبية البرلمانية داخل الهيئة القيادية للسلطة الفلسطينية. وقال الحية في تصريح صحافي ، إن هؤلاء الساسة يحاولون تسميم الأجواء ويقومون بوضع خطوط ممانعة لمنع تشكيل الحكومة ، محذرا من أنه إذا بقي لهذه الجهات تأثير على مجريات الأمور ، من مفاجآت في اللحظة الأخيرة تعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية.