بهية مارديني من دمشق: تعقد منظمة مراسلون بلا حدود مؤتمرا صحافيا في باريس الثلاثاء القادم عن سورية دعت اليه عائلاتا الناشطين ميشيل كيلو وانور البني المعتقلين على خلفية اعلان بيروت دمشق . من جانبه اعتبر مكتب الأمانة في لجنة المتابعة والتنسيق لإعلان دمشق المعارض إن استمرار النظام في التضييق على الحراك العام في البلاد ، ومحاصرة القوى الديمقراطية ، ومنع أي نشاط سياسي أو ثقافي أو اجتماعي معارض ، يشكل السمة الأبرز للأوضاع الداخلية ، مستهدفاً من وراء ذلك تأمين استمرار الصمت على ما يجري ، والحؤول دون تقدم الشعب نحو أهدافه باتجاه التغيير . وقد برز ذلك جلياً في إجراءات اعتقال بعض النشطاء السياسيين من الموقعين على إعلان بيروت ndash; دمشق لعدة أشهر خلت وإطلاق سراحهم بقرارات قضائية ، أبطلتها أوامر سلطانية من جهات نافذة ، قضت بإعادة اعتقال المناضلين الديمقراطيين : ميشيل كيلو ، محمود عيسى ، كإجراء تنكيلي كيدي ، شكل صدمة للسوريين ولجميع المعنيين بالحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي والعالم أجمع ، وأثار استنكار الجميع ، لما يحمله من اعتداء على هيبة القضاء السوري وتطاول على حريته واستقلاله ، ومحاولة استخدامه كأداة قمع إضافة لما يشكله أساساً من انتهاك لحريات المواطنين في التفكير والتعبير والنشاط العام ، وحقهم في الحصول على كل الضمانات وإجراءات الحماية التي يوفرها لهم القانون ، ويقرها القضاء العادل .

وخلص إجتماع اعلان دمشق أن نظام الاستبداد الذي يعتقل إرادة المواطنين في التقدم نحو تغيير نمط حياتهم على كافة الصعد وبشكل ديمقراطي وسلمي ومتدرج ، يوغل أكثر فأكثر في تعميم القمع ومصادرة الحريات ، ليصل إلى اعتقال القضاء نفسه وتزييف إرادته وتشويه سمعته ، وهو اعتداء جديد ترتكبه السلطة على واحدة من أهم مؤسسات الدولة والبناء الوطني فيها . وقال بلاغ للاعلان ، تلقت ايلاف نسخة منه ، انه في الوقت الذي يكثر فيه النظام حديثه عن الصمود والممانعة ودعم المقاومة خارج سورية ، يستمر في تهميشه وتقييده للإرادة الشعبية التي تمثل القاعدة الحقيقية للصمود والتي نراها اليوم عاجزة عن أية مبادرة باتجاه القضية الوطنية المستباحة في الجولان المحتل ، كما عن أي مبادرة للدفاع عن نفسها وما تبقى لها من وطن متخلياً عن واجباته في هذا المجال موغلاً في تقييد الإرادة الشعبية لدعم صمود أهلنا في الجولان والتواصل معهم والعمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة ، لاهثاً وراء مفاوضات وتسويات تستهدف دعم موقعه الإقليمي وتأمين استمراره ليس إلا .

وحول لبنان قال البلاغ إن مظاهر الاحتقان والاستقطاب الحاد ولغة التوتر والتهديد المتصاعدة في الأجواء السياسية اللبنانية ، تثير القلق على لبنان وشعبه ، اللذين لم يشفيا بعد آثار التدمير الهائلة التي أورثها العدوان الإسرائيلي في حرب تموز الماضية ، مما يهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ، ويعرضهما لأفدح الأخطار .

ورأى البلاغ إن التدخلات الخارجية أهم أسباب التنازع وتوتير الأجواء في لبنان ، ولا بد من إقامة الحوار بين اللبنانيين بمعزل عن هذه التدخلات بكل الأشكال ومن مختلف الاتجاهات التي يمكن أن تأتي منها ، لإخراج لبنان من وضعه كساحة صراع ( كما يراد له أن يبقى ) ليكون وطناً لجميع أبنائه ، يستحقون العيش فيه بكرامة يتمكن هو من العيش والازدهار بأمن وسلام .