اعتدال سلامه من برلين: عندما اعلنت واشنطن حربها على العراق عام 2003 بحجة امتلاكه أسلحة نووية اكدت حكومة المستشار السابق الاشتراكي غرهادر شرودر كما وزير خارجيته يوشكا فيشر على انها لن تشارك باي شكل من الاشكال في هذه الحرب التي يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية . الا ان الوثيقة التي حصل عليها نواب اليسار في الحكومة الاتحادية كشفت عكس ذلك تماما حيث لجأ شرودر الى اخفاء مشاركة المانيا في الحرب تفاديا للمخاطرة والمانيا على ابواب انتخابات تشريعية وشعبيته متدنية.
فحسب ما ورد في رد للحكومة الاتحادية على سؤال وجهه اليها الجناح البرلماني لحزب اليسار حول مدى مشاركة المانيا في المهمات الدولية لمحاربة الارهاب بعد كشف معلومات عن تقديم برلين حماية مباشرة للبحرية الاميركية والبريطانية في العراق، كما أقرت وزارة الدفاع ان السفنية الحربية Mecklenburg Vorpommernالمتواجدة حاليا حيال الشواطي اللبنانية حرست عام 2002 اكثر من خمسين مرة سفنا حربية . وبعد اندلاع الحرب باسبوعين قامت البحرية الالمانية بمرافقة السفن الحربية الاميركية عبر باب المندب وخليج عدن.
وقامت البحرية الالمانية بحراسة امدادات السفن الاميركية والبريطانية الى العراق، مع ان مهام البحرية الالمانية في القرن الافريقي ينحصر بتفتيش السفن التي تحوم حولها شكوك تهريب السلاح.
ولقد وصف حزب اليسار ما قامت به السفن الحربية الالمانية مساندة للحرب في العراق هو موافقة غير المباشرة على الاحتلال العسكري له وقال بول شيفر المتحدث باسم الحزب ان تلك المساندة تشكل خرقا للقوانين الدولية. وعلى هذا الاساس على المانيا انهاء مهمات قواتها في القرن الافريقي، معتبرا أن المانيا تقوم بذلك بدعم حكومة الاحتلال في العراق مما يزيد من الفوضى الخطيرة فيه.