الرياض: اتخذت السعودية خطواتها الأولى في إنشاء محاكم خاصة لمعالجة قضايا العنف العائلي بعد تسجيل حالاتٍ عديدة في جمعية حقوق الإنسان الوطنية (NHRA)، كما ذكرت صحيفة خليج تايمز.
وحسب ما قاله مفلح القحطاني، نائب رئيس الجمعية، فإن لجنة مشتركة بين وزارة العدل والجمعية برئاسة وزير العدل عبد الله آل الشيخ ستنظر في قضايا العنف العائلي وستتولى الحكم فيها، وستتم تسوية الخلافات بأسرع ما يمكن.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أصدر توجيهاته في مايو (أيار) 2006 لتأسيس محاكم عائلية.
وتطمح جمعية حقوق الإنسان الوطنية إلى التخلص من العنف العائلي عند بعض العائلات السعودية عن طريق إنشاء مكاتب للاستشارة تتخصص في التعامل مع المشكلات العائلية وتقديم دورات في المدارس تعلم كيفية التحكم في الغضب واستخلاص أسباب المشكلة.
كما تتوجه الجمعية نحو التركيز على العنف العائلي كجزءٍ من مشروع يتكون من خمسة أفلام يلقي الضوء على الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
وحسب الدراسات التي قامت بها الجمعية، فإن الأزواج يأتون في المقام الأول من مرتكبي أعمال العنف في حق زوجاتهم وأبنائهم، يليهم الآباء والإخوة.
وأكدت الإحصائيات على ضرورة امتداد نشاطات الجمعية إلى مختلف المدن والقرى لكي تتعامل مع واحدة من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمع السعودي إلحاحاً.
وكانت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (NSHR) ndash; وهي هيئة خاصة ndash; قد سجلت 5000 حالة، ارتبط 30% منها بقضايا العنف العائلي.
وازداد الاهتمام وتركيز الإعلام على العنف الموجه ضد النساء والأطفال في السعودية في السنوات القليلة الماضية. فحتى وقتٍ قريب كانت الأمثلة على إساءة معاملة الأطفال في السعودية نادرة جداً، حيث اعتاد الأطباء على التعامل مع هذه الحالات بسرية وحذر.
فأدى الخوف من التورط في مشاكل غير ضرورية مع العائلة أو السلطات القانونية إلى مؤامرة غير متعمدة ساهمت في زيادة تعرض الأطفال للإساءة من قبل ذويهم.
وفي مطلع العام الحالي، كانت وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت عن نيتها تأسيس إدارة للحماية الاجتماعية تعمل بالتعاون مع جمعية حقوق الإنسان NHRA ومع الشرطة ووزارتي التعليم والصحة.
وقال شرف الغرافي المراقب في لجنة حماية المرأة والطفل التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في المدينة المنورة أن الشفافية التي تتعامل بها الوزارة مع هكذا قضايا جعل من إساءة المعاملة موضوعاً مثيراً.
كما ساعدت التوعية بهذا الموضوع السلطات على التصرف بفعالية أكبر في إنقاذ الأطفال الذين تتم الإساءة إليهم وتعذيبهم.
ترجمة: سامية المصري
الرياض
التعليقات