دمشق وبغداد تسميان سفيريهما وترفعان علميهما خلال ايام
لجان أمنية سورية عراقية لضبط الحدودوتبادل المعلومات
بغداد: لا قمة عراقية سورية إيرانية قمة إيران الثلاثية على وقع المراجعات الأميركية سورية وإيران: استثمارات مشتركة طالباني وبارزاني يتهمان الضاري بتغذية الإنتقامات الطائفية |
أسامة مهدي من لندن : وقع وزيرا خارجية العراق هوشيار زيباري وسوريا وليد المعلم في بغداد اليوم على اتفاق بإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ ربع قرن وتشكيل لجان أمنية لضبط الحدود المشتركة وتبادل المعلومات وأخرى اقتصادية لتطوير التعاون التجاري.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع المعلم، قال زيباري للصحافيين إنهما وقعا اتفاق اعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بعد قطيعة استمرت 25 عاما. وأضاف انه سيتم قريبا تسمية سفيري البلدين في العاصمتين ورفع علم البلدين على مبنى السفارتين. واكد انه والمعلم وقعا على اعلان بعودة العلاقات بين البلدين بشكل كامل كما اتفقا على استمرار الحوار بين مسؤولي البلدين. واضاف ان عملية تطبيع العلاقات ستبدأ خلال ايام قليلة بتسمية سفيري البلدين ورفع علم العراق في سماء سوريا وعلم سوريا في سماء بغداد. واوضح انه تم الاتفاق على تنسيق امني مشترك وتطوير العلاقات التجارية .
كما اتفق البلدان على تشكيل لجان امنية لمتابعة الملف الامني وضبط الحدود بين البلدين وتبادل المعلومات وكذلك لجنة اقتصادية لتطوير التعاون التجاري بينهما. واشار الجنرال وليم كالدويل الناطق باسم القوة المتعددة الجنسيات في العراق امس الى ان ما بين 70 و100 مقاتل اجنبي يدخلون العراق شهريا عبر الحدود السورية .
وكان نظام صدام حسين قطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) عام 1980 احتجاجا على تسليم سوريا اسلحة الى ايران التي كانت تخوض حربا ضد العراق وفي التاسع من نيسان (ابريل) عام 1982 اغلقت السلطات السورية الحدود مع العراق وانبوب النفط بين كركوك وبانياس وحرمت العراق بذلك منفذا على البحر المتوسط.
ويرى عراقيون متابعون للعلاقات العراقية السورية انه كان لزيارة المعلم الى بغداد والمحادثات التي اجراها مع كبار المسؤولين العراقيين الدور في اعادة هذه العلاقات وتحسينهابين البلدين والعمل على تحقيق تنسيق امني بينهما.
وعلى الرغم من ان سوريا اعلنت مرارا دعمها للعملية السياسية في العراق، وقدمت تسهيلات كبيرة لمشاركة اللاجئين العراقيين في الانتخابات العراقية الاخيرة الا انها تعرضت الى اتهامات من اطراف سياسية وحكومية عراقية واميركية بايوائها متمردين عراقيين وفتح حدودها مع العراق للارهابيين لكن دمشق تنفي ذلك بشدة.
وتشير احصاءات اخيرة لمنظمة الهجرة الدولية الى ان حوالي الف عراقي يتدفقون على سوريا يوميا هربا من عمليات العنف والتهجير الطائفي التي تضرب البلاد. وتقول ان في سوريا الان اكثر من نصف مليون عراقي وصلوها منذ سقوط النظام السابق لكن وتيرة الهجرة اليها قد تصاعدت بشكل خطير خلال الاشهر الماضية بسبب الانهيار الامني. وتوضح المنظمة ان حوالي 40 الفا من الاطفال والاحداث العراقيين قد سجلوا في المدارس السورية خلال العام الدراسي الحالي وهم يتابعون دراستهم هناك الان.
وكانت دمشق اكدت العام الماضي انها نشرت 7000 جندي على طول الحدود السورية ndash; العراقية البالغة 750 كم ووضعت 547 مخفراً يبعد من واحد كيلو متر إلى ثلاثة كيلومتر لتغطية الحدود بالكامل كما نشرت دوريات بين المخافر لمنع محاولة أي تسلل. ويقول المسؤولون السوريون ان بلادهم تبذل كل ما بوسعها وأنها خسرت عدد من القتلى أثناء عمليات ضبط حدودها حيث تتعرض القوات السورية إلى إطلاق نار من قبل متسللين ومهربين الأمر الذي جعلها ترمم السواتر الترابية على طول حدودها مع العراق بارتفاع 4 متر إضافة إلى وضع الأسلاك الشائكة الدائرية الثلاثية الهرمية في عدة مناطق متل وادي الجرش كما صبت مكعبات أسمنتية وأغلقت كل الثغرات لمنع عبور أية آلية من سوريا إلى العراق وبالعكس.
وخلال يومين قضاهما في بغداد اجتمع المعلم مع الرئيس جلال طالباني ووجه له دعوة من الرئيس السوري بشار الاسد لزيارة دمشق سيقوم بها في وقت لاحق كما اكد بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .
كما اجتمع مع رئيس مجلس النواب محمود المشهداني اوضح خلالها المعلم ان زيارته هذه لبغداد تأتي في اطار الجهود والمساعي للتأسيس لبداية جديدة في العلاقات الثنائية الاخوية بعد مرحلة من الركود لاتتناسب مع عمق الروابط الاجتماعية والجغرافية والتأريخية والاقتصادية التي تجمع البلدين.
وقد دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال استقباله للمعلم امس سوريا واي دولة اخرى لها خلافات مع الولايات المتحدة الى تسويتها بعيدا عن العراق وان لاتكون ممرا للارهاب الى بلاده فيما قال زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم ان بلاده تريد من سوريا مساعدة بلاده في مواجهة الارهاب وذلك عقب مباحثات اجرياها في بغداد خلال اجتماعين منفصلين مع المعلم امس.
وفال المالكي quot;كنا نتوقع ان تكون سوريا اكثر تفهما لنا كما كنا في مرحلة معارضة النظام الدكتاتوري وان تكون اول المبادرين لدعم الوضع السياسي الجديدquot;. واكد ان مايحصل في العراق هو خطر يهدد الجميع وليس العراق وحده وقال ان من مصلحة سوريا ان تسهم في استقرار وامن العراق خصوصا وان دولا عدة سبقتها في هذا المجال , واضاف اذا كانت لهذه الدولة او تلك خلافات مع الولايات المتحدة الاميركية فهذا شأن يخصها على ان تسوية هذا الخلاف يجب ان لايكون على حساب العراق.
من جانبه قال وزير الخارجية السوري ان بلاده تدعم حكومة الوحدة الوطنية وتدين الارهاب الذي يستهدف الشعب العراقي ومؤسساته ,و ان الخطر على العراق هو خطر على المنطقة برمتها.
اما زعيم الائتلاف العراقي الحاكم فقد قال الحكيم اثر اجتماعه مع المعلم ان العراق يريد من سوريا الكثير في معركته لمواجهته الارهاب بهدف اقامة افضل العلاقات بين شعبي وحكومتي البلدين ولتعود هذه العلاقات الى طبيعتها كما كانت. واضاف ان العراق يريد من جميع دول الجوار علاقات من الترابط الحقيقي والتعاون الامني تقوم على ضبط الحدود وتبادل المعلومات الامنية وتبادل المجرمين.
وقد اكد المعلم للحكيم ادانة سوريا لجميع عمليات الارهاب الموجهة ضد الشعب العراقي واضاف quot; ونحن في سوريا نتالم لكل قطرة دم عراقية تسالquot;. واشار الى اهمية تحقيق المصالحة بين جميع القوى السياسية العراقية من اجل البقاء على العراق حرا مزدهرا وموحدا. وشدد المعلم في اجابته على سؤال فيما اذا كانت زيارته للعراق جاءت لارضاء الاميركيين او للوساطة بينهم وبين ايران على ان سوريا ليست عرابا لاحد وقال quot; لسنا وسيطا للولايات المتحدة.. ولكن تربطنا علاقات وثيقة مع ايران نظرا لموقفها من التطورات في المنطقة وخاصة من الصراع مع اسرائيل quot;. واكد ان سوريا لاتجري حاليا أي حوار مع الولايات المتحدة quot; وقال quot;لم ناتي لبغداد لارضائها وانما تلبية لرغبة شعبي سوريا والعراقquot;.
ويطالب العراقيون نظرائهم السوريون بتطوير العلاقات الامنية ومنع عبور مقاتلين عرب الى العراق عبر الحدود السورية المشتركة اضافة الى تسليم عددا من القادة البعثيين السابقين الذين تؤكد الحكومة العراقية انهم يمولون من دمشق عمليات ارهابية ينفذها رفاقهم في العراق. وقد ظلت هذه المسالة تعيق تحسن علاقات البلدين خلال السنوات الثلاث الماضية اذافة لما تسببه من اتهامات متبادلة بينهما.
وجاءت زيارة المعلم الحالية للعراق في وقت تخلت واشنطن عن معارضتها التي اصرت عليها خلال السنوات الثلاث الاخيرة التي اعقبت سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين العراق وسوريا وفتح سفارتين وتعيين سفراء في العاصمتين اللتين ترتبطان حاليا بمكتبين دبلوماسيين يديرهما قائمان بالاعمال. وتأتي موافقة واشنطن هذه اثر دعوة مسؤولين وسياسيين اميركان وبريطانيين للادارة الاميركية الى اجراء محادثات مع دمشق وطهران حول الاوضاع في العراق من اجل تحقيق الامن والاستقرار فيه.
قمة إيران الثلاثية
إلى الصحافة البريطانية، التي وضعت كلمة السر بين ثلاث خيارات: quot;زيادة عدد القوات الأميركية، أو إطالة بقائها هناك، أو إعادتها إلى الوطنquot;.rlm; وبين الوضعين ربط يرتسم عبره سيناريو الفترة المقبلة في العراق ينسحب على المنطقة rlm;حسب ما توحي تقارير الصحف البريطانية الصادرة اليوم والتي ركزّت جميعها على الدعوة rlm;الإيرانية لعقد قمة بشأن العراق وعلى تسريبات مقترحات اللجان الأميركية المقيّمة للوضع rlm;في العراق.rlm; (التفاصيل)
في المقابل، نفت الرئاسة العراقية وجود خطط لعقد قمة عراقية سورية ايرانية في طهران السبت المقبل لكنها اشارت الى ان الرئيس جلال طالباني سيتوجه الى طهران الجمعة المقبل في زيارة رسمية لايران ثم يقوم في وقت لاحق بزيارة مماثلة الى سوريا بدعوة من رئيسها بشار الاسد فيما يتوقع ان يعلن في دمشق وبغداد قبل انتهاء زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الحالية للعراق عن اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقطوعة منذ ربع قرن.(التفاصيل)
التعليقات